انخفضت أسعار النفط في نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، مع تراجع المخاوف من انقطاع الإمدادات.
وقدّمت خطة أميركية لشراء النفط من أجل إعادة ملء احتياطي النفط الإستراتيجي بعض الدعم، مما حدَّ من توسيع الخسائر، على الرغم من أن المخاوف الأوسع نطاقًا بشأن ضعف نمو الطلب في المستقبل مارست ضغوطًا.
وأعلنت وزارة الطاقة الأميركية أنها تسعى للحصول على ما يصل إلى 3 ملايين برميل من النفط لإعادة ملء احتياطي النفط الإستراتيجي للتسليم حتى مايو/أيار من العام المقبل، وهي عملية شراء من شأنها أن تترك للحكومة القليل من المال لشراء المزيد من البراميل.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول، على تراجع بأكثر من 6%، مع تراجع المخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية التي قد تهدد انقطاع الإمدادات.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 0.4%، لتصل إلى 71.12 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 0.25%، لتصل إلى 67.21 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسجّل الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) خلال جلسة أمس الإثنين تراجعًا بنسبة 6.1% و6.2%، بعد أن تجاوزت الضربة الانتقامية التي شنّتها إسرائيل على إيران مطلع الأسبوع المنشآت النفطية والنووية الإيرانية، ولم تعطّل إمدادات الطاقة؛ ما خفَّف التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
تحليل أسعار النفط
هوت أسعار النفط خلال الجلسة الماضية إلى أدنى مستوياتها منذ 1 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن تجاوزت الضربة الانتقامية التي شنّتها إسرائيل على إيران في مطلع الأسبوع البنية التحتية النفطية في طهران، ومع وجود دلائل على عدم احتمال تصعيد أيّ من البلدين الصراع بعد الهجوم، إذ برزت إلى الواجهة مخاوف المستثمرين بشأن ضعف نمو الطلب العالمي على النفط لهذا العام والعام المقبل.
وقال رئيس شركة إن إس تريدينغ (NS Trading) -وهي وحدة تابعة لشركة نيسان سيكورتيز (Nissan Securities)-، هيرويوكي كيكوكاوا: “في حين إن التوقعات بالنسبة للوضع في الشرق الأوسط ما تزال مثيرة للقلق، فإن السوق تتوقع هدوءًا مؤقتًا في الضربات الانتقامية بين إسرائيل وإيران”.
وأضاف أن “خطة الولايات المتحدة لإعادة ملء احتياطي النفط الإستراتيجي قدّمت بعض الدعم للسوق”، لكنه توقّع اتجاهًا نزوليًا في المستقبل، إذ أن ذروة موسم الطلب الشتوي على الكيروسين في نصف الكرة الشمالي ما تزال بعيدة بعض الشيء، بينما يظل الطلب في الصين بطيئًا”.
أعادت وزارة الطاقة الأميركية حتى الآن شراء أكثر من 55 مليون برميل بمتوسط سعر يبلغ نحو 76 دولارًا للبرميل، أي أقل بنحو 20 دولارًا من سعر البرميل البالغ 95 دولارًا، الذي باعت النفط به في عام 2022.
يوم السبت، أكملت عشرات الطائرات الإسرائيلية 3 موجات من الضربات ضد مصانع الصواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وغرب إيران، في أحدث تبادل بين الخصمين في الشرق الأوسط.
وكانت الهجمات موجهة أكثر نحو الأهداف العسكرية، مما خفّف المخاوف من أن إسرائيل قد تهاجم المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية النفطية.
وقال محللو آي إن جي إيكونوميكس: إن “الردّ المستهدف من جانب إسرائيل يترك الباب مفتوحَا أمام وقف التصعيد، الأمر الذي سيسمح للأساسيات بأن تكون المحرك المهيمن للسوق مرة أخرى”، مضيفين أنه من المتوقع أن تكون الأساسيات هبوطية حتى عام 2025.
ومع ذلك، ما تزال التوترات في الشرق الأوسط مرتفعة، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أمس الإثنين، إن إيران “ستستعمل جميع الأدوات المتاحة” للردّ على الهجوم الإسرائيلي الذي شنّته في نهاية الأسبوع.
وحذّرت الولايات المتحدة إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من “عواقب وخيمة” إذا قامت بأيّ أعمال عدوانية أخرى ضد إسرائيل أو الأفراد الأميركيين في الشرق الأوسط.
وفي الولايات المتحدة، أظهر استطلاع أوّلي، أجرته رويترز أمس الإثنين، أن مخزونات النفط الخام والبنزين ارتفعت على الأرجح الأسبوع الماضي، في حين شهدت مخزونات نواتج التقطير انخفاضًا.
ومن المقرر أن تُصدر مجموعة الصناعة التابعة لمعهد النفط الأميركي تقريرًا أسبوعيًا اليوم الثلاثاء، وستُصدر إدارة معلومات الطاقة -الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية- تقريرًا يوم الأربعاء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply