أكد وزير النفط الهندي هارديب بوري ارتفاع أسعار النفط الروسي في الأسواق العالمية مؤخرًا، مقارنة بالمدة الأولى من بدء الحرب في أوكرانيا التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.
وقال الوزير في لقاء صحفي، ردًا على تساؤل بشأن انخفاض سعر النفط الروسي، وما إذا كانت الحكومة الفيدرالية تعتزم النزول بأسعار البنزين والديزل: “إن هذا الأمر يتوقف على الأسعار العالمية للخام”، حسبما ذكرت صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز-إنرجي وورلد”، أمس السبت 5 أغسطس/آب 2023.
وقفزت مشتريات الهند من النفط الروسي، في أعقاب غزو موسكو أوكرانيا، التي تلاها فرض الدول الغربية عقوبات عديدة على موسكو، بهدف الضغط عليها و تقليص إيراداتها لوقف الحرب، ما تسبَّب في صعوبات لتسويق نفط موسكو، إذ اضطرت لخفض الأسعار حتى تجد مشترين جددًا.
ونظرًا لهبوط أسعار النفط الروسي مقارنة بخام دول الخليج، تحولت واردات الهند نحو موسكو، ليستولي خامها على نصيب الأسد بنهاية 2022، وفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
انخفاض أسعار الداخل
عزلت الهند أسواق الوقود المحلية عن تحركات الخام العالمية خلال العامين الأخيرين، ما حافظ على أسعار البنزين والديزل منخفضة، مقارنةً بدول عديدة كبرى، وفق وزير النفط هارديب بوري.
وأضاف الوزير أن أسعار الوقود في الولايات التي تنتمي حكوماتها للحزب الحاكم (حزب بهاراتيا) أقلّ من غيرها، بسبب إلغاء ضريبة القيمة المضافة على الوقود بها.
إلّا أن الوزير لم يستبعد تحريك أسعار الوقود انخفاضًا أو ارتفاعًا، قائلًا: “إن خفض الأسعار يتوقف على مستوياتها في السوق العالمية”.
وأوضح أن الهند استفادت من هبوط أسعار النفط الروسي، “لكن أسعاره ارتفعت عن المدة السابقة”.
وسجلت واردات الهند النفطية في مايو/أيار 2023 نحو 20.04 مليون طن متري، أو 4.7 مليون برميل يوميًا، بارتفاع 0.5% على أساس شهري، وفق ما أظهرته بيانات من خلية التخطيط والتحليل النفطي التابعة لوزارة النفط الهندية.
وفي الشهر ذاته، بلغت الواردات من روسيا 2.1 مليون برميل يوميًا؛ لتتجاوز للمرة الأولى التدفقات المجمّعة من السعودية والعراق والإمارات والولايات المتحدة والكويت.
ومع ذلك، أكد الوزير تنويع مصادر واردات النفط، مشيرًا إلى أن نيودلهي تشتري الخام من 27-39 دولة، ولفت إلى ارتفاع استهلاك النفط في بلاده مؤخرًا بنسبة 3%، مقارنةً بـ 1% عالميًا.
مقارنة الأسعار
قارن وزير النفط الهندي بين الأسعار في بلاده ودول أخرى مجاورة، ليوضح كيف حافظت نيودلهي على أسعار الوقود المحلية أقلّ بنسبة كبيرة.
وقال، إن أسعار البنزين ارتفعت في الهند في المدة بين شهري يونيو/حزيران في 2021 و2023، بنسبة 2.36%، في حين ارتفعت في باكستان وبنغلاديش وسريلانكا ونيبال بنسبة 50.83% و30.11% و79.61% و42.39% على التوالي.
كما قفز السعر في أميركا بنسبة 30.15% خلال المدة نفسها، وارتفع في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وكندا، بنسبة 22.67% و19.08% و14.68% و17% و10.93% و24.17% على التوالي.
وعلى مستوى الديزل، فقد ارتفع في الهند بنسبة 4.97%، مقابل 40.81% في باكستان و50.11% في بنغلاديش و130.65% في سريلانكا، والنسبة نفسها في نيبال.
وأضاف الوزير الهندي أن أسعار الديزل قفزت في المدة ذاتها بنسبة 29.31% في الولايات المتحدة، و19.47% في فرنسا، و17.5% في ألمانيا، و14.57% في إيطاليا، و16.38% في إسبانيا، و21.2% في كندا.
وتخطط الهند لمضاعفة قدرة مصافي التكرير لديها عبر توسعات هائلة لتبلغ 450 مليون طن متري سنويًا، مقارنةً بـ 252 مليون طن متري حاليًا، وفق الوزير هارديب سينغ بوري.
وقال بوري، إن هناك زيادة قريبة في طاقة مصافي تكرير النفط تُقدَّر بنحو 50 مليون طن متري.
وتحتلّ الهند المرتبة الرابعة من ناحية أكبر دول العالم في سعة مصافي النفط، وتتحرك بتلك الزيادات المرتقبة لتحتلّ المركز الثاني، في وقت نجحت فيه سياسة الحكومة الحالية بتوسيع تجارتها وعلاقاتها الخارجية، حسب بوري.
وأكد الوزير أن نمو بلاده هو من بين الأسرع عالميًا بشهادة صندوق النقد الدولي، وأن الناتج المحلي سيمثّل 15% من الناتج العالمي في 2023، ما يعادل 3.75 تريليون دولار، مقارنةً بـ 2.04 تريليون دولار في 2014.
موضوعات متعلقة..
موضوعات متعلقة..
Leave a Reply