وزير النفط الهندي يوجه دعوة إلى توتال.. ويطالب الدول المنتجة بمزيد من “الحساسية”

دعا وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري شركة النفط الفرنسية الكبرى توتال إنرجي (TotalEnergies)، إلى تقديم عطاءات للحصول على حقوق التنقيب عن النفط في البلاد.

وقال بوري، يوم الإثنين (2 أكتوبر/تشرين الأول 2023)، إنه التقى الرئيس التنفيذي لشركة توتال، باتريك بويانيه، في أثناء مشاركتهما في فعاليات مؤتمر أديبك 2023، المنعقد حاليًا في أبوظبي.

وطالب وزير النفط الهندي رئيس توتال بتقديم عطاءات للحصول على حقوق التنقيب في مربعات تبلغ مساحتها مليون كيلومتر مربع في جميع أنحاء البلاد افتتحتها حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتشتري الهند أكثر من 84% من احتياجاتها من النفط من الخارج، وتسعى إلى تطوير احتياطياتها من الهيدروكربونات بسرعة لتقليل الاعتماد على الواردات باهظة الثمن.

مشروع الغاز المسال في موزمبيق

قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، إنه ناقش -أيضًا- مع بويانيه سبل تسريع مشروع الغاز المسال في موزمبيق، الذي يُعد أكبر استثمار للهند في مجال الطاقة في الخارج، وذلك في منشور على موقع إكس، المعروف باسم تويتر سابقًا.

وتمتلك شركة توتال إنرجي حصة رائدة تبلغ 26.5% في المشروع الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار، الذي اضطر إلى إعلان حالة القوة القاهرة في عام 2021 بسبب الاضطرابات الإقليمية بعد هجوم من جماعات متمردة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

والمساهمون الآخرون في مشروع الغاز المسال في موزمبيق هم الشركة الوطنية للمحروقات في موزمبيق وشركة ميتسوي آند كو اليابانية وشركة بي تي تي إي بي التايلاندية والشركات الهندية أو إن جي سي فيديش وبهارات بتروليوم وأويل إنديا.

وتخطط شركة توتال إنرجي لاستئناف أعمال البناء في محطة للغاز المسال في شمال موزمبيق خلال وقت لاحق من العام الجاري (2023).

وقال رئيس الشركة باتريك بويانيه للمحللين، إنه يعتقد أن وضع انعدام الأمن الذي أدى إلى تعليق العمل في عام 2021 “تحسن بصورة واضحة”، ما يسمح باستئناف العمل في مقاطعة كابو ديلغادو في العام الجاري (2023)، بحسب ما نقلته منصة “كلوب أوف موزمبيق” (Club Of Mozambique).

ومع الجدول الزمني الجديد المطروح الآن، فإن بدء إنتاج الغاز من المشروع الذي تبلغ قيمته 20 مليار دولار يمكن أن يحدث في عام 2028، ويعطي زخمًا جديدًا لزيادة مدفوعات الفوائد على الديون البالغة 900 مليار دولار، التي سترتفع فوائدها من 5% إلى 9% بدءًا من مارس/آذار 2024.

الهند تطالب بـ”المزيد من الحساسية”

حثت الهند -ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم- المنتجين على إظهار “الحساسية” تجاه الدول المستهلكة، التي تضررت من ارتفاع الأسعار إلى حد كبير فوق 90 دولارًا للبرميل منذ قرار السعودية وروسيا بتمديد التخفيضات الطوعية حتى نهاية العام الجاري (2023).

وقال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري: “خلال الجائحة، عندما انهارت أسعار النفط الخام، اجتمع العالم معًا لتحقيق الاستقرار في الأسعار لجعلها مستدامة للمنتجين”، بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص على هامش مؤتمر أديبك 2023.

وقال بوري، على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، المعروفة سابقًا باسم تويتر: “الآن، في حين أن العالم على أعتاب الركود والتباطؤ الاقتصادي، يحتاج منتجو النفط إلى إظهار الحساسية نفسها تجاه الدول المستهلكة”.

وصرح وزير النفط الهندي بأنه ناقش أسعار النفط مع أمين عام أوبك هيثم الغيص، في مقابلة مع وكالة رويترز، على هامش مؤتمر أديبك في أبوظبي.

وقال: “إذا التقى وزير النفط والغاز الطبيعي لإحدى أكبر الدول المستهلكة مع الأمين العام لأوبك، الذي لديه مسار داخلي في أوبك+، فمن المؤكد أننا ناقشنا الأسعار.. لذلك أنا سعيد جدًا أن أعترف لكم بأننا فعلنا ذلك”.

السعر المناسب للنفط.. وتطورات الخام الروسي

لطالما دعا وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، أوبك وحلفاءها بقيادة روسيا، المعروفين باسم أوبك+، إلى النظر في كيفية تأثير سياساتهم في الدول المستهلكة للنفط.

إلا أن بوري قال -في وقت سابق- إن الهند ستتدبر أمرها إذا ارتفعت أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل، على الرغم من أن مثل هذا السعر لن يكون في “مصلحة أحد”.

وقال بوري، إن الهند تستورد نحو 60% من وارداتها النفطية بقيمة 101 مليار دولار من دول أوبك.

وأضاف -خلال حلقة نقاش في أديبك-: “آمل ألا يتجاوز سعر النفط 100 دولار.. ستتدبر الهند أمرها. سأشعر بالقلق بشأن ما سيحدث لأجزاء أخرى من العالم النامي”.

واقتنصت شركات التكرير الهندية النفط الروسي بأسعار مخفضة بعد أن فرضت الدول الغربية عقوبات وتوقفت عن الشراء من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي (2022).

وقال بوري، إن الهند لن تشتري النفط الروسي إذا تجاوز السعر الحد الأقصى الذي حددته الدول الغربية وهو 60 دولارًا للبرميل.

وتابع: “إذا تجاوزت الأسعار الحد الأقصى فمن الواضح أننا لن نشتري”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..