شدد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على أن تحالف أوبك+ لا يستهدف سعرًا محدد للنفط، إذ يعمل على استقرار الأسواق بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حدّ سواء.
وقال المسؤول الإماراتي خلال مشاركته في فعاليات أديبك 2023: “يبذل أوبك+ قصارى جهده للحفاظ على توازن العرض والطلب، وإن قراراته لا تنفصل أبدًا عن الواقع”.
وأضاف وزير الطاقة الإماراتي: “ما دام هناك طلب، فلدينا القدرة على الإنتاج لأننا المنتجون الأقلّ تكلفة، ونهتم بأن يكون السعر مناسبًا للمستهلكين، ولكن السعر المناسب للمستهلكين لمدة محدودة فقط هو أمر قصير النظر”.
وأكد، خلال ردّه على مخاطر ارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد العالمي، أن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في النفط والغاز، قائلًا: “لكي تكون الأسعار مناسبة في المضخة، يجب القيام باستثمارات.. إذ إن ما يقلقني ليس نقص العرض في السوق على المدى القصير، بل هو سوق يعاني من نقص العرض على المدى الطويل”.
إنتاج الإمارات من النفط
قال وزير الطاقة الإماراتي، إن بلاده قررت تسريع خطتها لزيادة إنتاج النفط إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، من أجل تعويض فقدان الإمدادات من المنتجين الآخرين.
وأشار المزروعي إلى أن أوبك+ خسر 4 ملايين برميل يوميًا على مدى السنوات الـ3 الماضية بسبب نقص الاستثمار، وأن هذا الحجم لن يعود.
وفال، إن العالم يحتاج من 12 إلى 14 تريليون دولار في مجال الاستكشافات النفطية، بمعدل سنوي 600 مليار دولار لتلبية الاحتياجات.
وأكد المزروعي العمل على مسارين متوازيين للحدّ من الكربون وإنتاج الطاقة التي يحتاجها العالم بما يضمن عدم ارتفاع أسعار النفط.
تحول الطاقة
أوضح وزير الطاقة الإماراتي خلال مشاركته بالجلسة الافتتاحية لـ “أديبك 2023” أن التحول نحو الطاقة النظيفة لا يعني تجاهل الاستثمارات في قطاع النفط والغاز، مشيرًا إلى مشروعات الطاقة المتجددة في الإمارات ستتضاعف 3 مرات بحلول عام 2030.
وجدّد الدعوة إلى مزيد من الاستثمارات في قطاع النفط من أجل تلبية الطلب العالمي المتنامي وتمويل عملية التحوّل نحو الطاقة النظيفة.
وقال: “إذا لم تأت استثمارات بنحو 500 مليار دولار سنويًا، فليس هناك حلّ يمكننا التفكير فيه في مواجهة حقيقة أن الموارد لن تكون كافية”.
أكد المزروعي إن الإمارات لن تتجاهل مسؤوليتها تجاه مستهلكي الطاقة التقليدية والمشترين الذين يعتمدون على منتجاتها، في الوقت الذي تسعى فيه إلى مضاعفة قدرتها من للطاقة النظيفة، قائلًا: “الإمارات لديها المصادر اللازمة لتحقيق كفاءة الطاقة”.
قال المزروعي، إن بلاده أطلقت استراتيجية إنتاج الهيدروجين بواقع 1.4 مليون طن بحلول 2031، ترتفع إلى 15 مليون طن بحلول 2050 عبر واحات الهيدروجين، لافتًا إلى أن الإمارات ستكون من الدول المصدّرة للهيدروجين في المستقبل.
وأشار إلى إن قطاع الكهرباء في دولة الإمارات سيكون من أفضل القطاعات من حيث الاستدامة بواقع 270 غرامًا لكل كيلوواط/ساعة تنتج من الطاقة الكهربائية.
أديبك 2023
افتتح نائب رئيس الإمارات، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ، النسخة الـ39 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2023″، مشيرًَا إلى دور الإمارات الريادي على المستوى العالمي في تعزيز جهود خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية والتعاون لبناء منظومة قادرة على مواكبة المتطلّبات والتحديات المستقبلية.
وأعرب عن تطلعاته لأن يخرج المؤتمر بالنتائج الإيجابية المرجوة التي تسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية العالمية، وبما يعزز منظومة الطاقة، ودعم الابتكارات والتقنيات الحديثة، فضلًا عن التعاون البنّاء بين القطاعات والشراكات المختلفة التي يمكن أن تسهم بتحقيق تغييرات جذرية في مجال الحدّ من الانبعاثات الكربونية.
وأكد أهمية فعاليات المؤتمر لهذا العام، والتي تتلاءم مع الأهداف الإستراتيجية لقمة المناخ كوب 28 التي تستضيفها الإمارات بمشاركة دولية واسعة بعد نحو 7 أسابيع، والذي يشير إلى الدور الريادي لدولة الإمارات في خلق منصة تجمّع قطاع الطاقة مع القطاعات الأخرى ذات الصلة، وبما يسهم في تعزيز التوافق حول رؤية مستقبلية لقطاع الطاقة تركّز على إيجاد حلول لخفض الانبعاثات مع ضمان ارتفاع معدلات النمو والتقدم، في أهم مؤتمر عالمي يركّز على التصدي لتداعيات تغير المناخ، وبناء مستقبل مستدام ومرن.
وتستمر فعاليات المعرض حتى يوم الخميس المقبل 5 أكتوبر/تشرين الأول، تحت شعار “خفض الانبعاثات.. أسرع.. معًا”، بمشاركة قادة قطاع الطاقة العالمي والأطراف المعنية في هذا المجال، وبحضور أكثر من 2200 شركة عالمية في 16 قاعة عرض، و30 جناحًا دوليًا، والذي يُتوقع أن يستقطب أكثر من 160 ألف زائر من 164 دولة، في أكبر دورة لهذا المعرض على الإطلاق.
ويمثّل معرض ومؤتمر أديبك امتدادًا لإرث عريق من الابتكار والتقدّم لأكثر من 40 عامًا، بتعزيز التطلعات العالمية في قطاع الطاقة؛ إذ يجمع مختلف الأفكار والدراسات العلمية الاستراتيجية والتقنيات التكنولوجية المتطورة ويدعم الاستثمارات اللازمة لتسريع وتيرة خفض الانبعاثات من منظومة الطاقة الحالية عبر جمع الأطراف المعنية الرئيسة من مختلف مراحل سلسلة توريد الطاقة، في ابتكار حلول موثوقة لإحداث التغيرات الجذرية المطلوبة، وتحقيق التقدم النوعي اللازم لإنشاء منظومة طاقة شاملة قادرة على تلبية متطلبات المستقبل.
وتتضمن خطة “أديبك” هذا العام 350 جلسة حوارية متخصصة تشمل مؤتمرات إستراتيجية وتقنية، كما يستقبل أكثر من 1600 متحدث، بمن فيهم وزراء حكوميون ورؤساء تنفيذيون وواضعو سياسات وخبراء طاقة ومبتكرون، لجمع مختلف القطاعات والأفراد حول قضية مشتركة، وتشجيع التعاون والعمل المطلوب لتسريع تحقيق أهداف خفض الانبعاثات في العالم، عبر تكثيف العمل وتكاتف الجهود، لتعزيز الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply