واردات بنغلاديش من المشتقات النفطية تنخفض 15%.. والفحم قد يحل أزمة الطاقة

ستشهد واردات بنغلاديش من المشتقات النفطية تراجعًا، خلال العام الجاري (2024)، مع التوجه نحو زيادة الاعتماد على الفحم لتوليد الكهرباء.

وتعتزم شركة النفط الحكومية الرئيسة استيراد نحو 6.51 مليون طن (47.5 مليون برميل) من المشتقات النفطية خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى ديسمبر/كانون الأول 2024، بانخفاض 15.34% عن مستويات العام الماضي (2023)، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يأتي ذلك في وقت تتسبب فيه واردات بنغلاديش من المشتقات النفطية في تحمُّل البلد الآسيوي فاتورة ضخمة من النقد الأجنبي للوفاء باحتياجات الاستهلاك المحلي.

إغلاق محطات الديزل الأحمر

قال مسؤول بشركة بنغلاديش بتروليوم (Bangladesh Petroleum) إن البلاد أغلقت بالفعل 6 محطات كهرباء تعمل بالديزل الأحمر -مملوكة للقطاع الخاص- بالإضافة إلى إغلاق العديد من محطات الكهرباء التي تعمل بزيت الوقود، وباتت هذه المحطات تعتمد بشكل أكبر على الفحم والغاز المسال المستورد لتوليد الكهرباء، وفقًا لتصريحات أدلى بها لـ”ستاندرد آند بورز غلوبال إنسايتس” (S&P Global Commodity Insights)، ويعد هذا أحد شواهد انخفاض واردات بنغلاديش من المنتجات النفطية.

وفي هذا السياق، تتوقّع شركة النفط الحكومية أنها ستستورد نحو 4.29 مليون طن (31.3 مليون برميل) من الديزل الأحمر بنسبة 0.005% كبريتًا من إجمالي واردات بنغلاديش من المشتقات النفطية، و630 ألف طن (4.6 مليون برميل) من وقود الطائرات إيه-1 (A-1).

* طن المشتقات النفطية يعادل 7.3 برميلًا.

كما تتوقع الشركة استيراد 350 ألف طن من بنزين رون 95 (RON95)، و1.15 مليون طن متري من زيت الوقود عالي الكبريت بنسبة 3.5% كبريتًا، و90 ألف طن من الوقود البحري الكبريتي بنسبة 0.5% كبريتًا خلال العام الجاري (2024).

وستستورد الشركة نحو نصف إجمالي واردات بنغلاديش من المشتقات النفطية من خلال المناقصات الدولية، والباقي من خلال المفاوضات الحكومية مع موردي النفط الذين تديرهم الدولة في جميع أنحاء العالم.

وبشكل منفصل، من المُرجح أن يستورد القطاع الخاص في بنغلاديش نحو 3 ملايين طن متري من زيت الوقود عالي الكبريت بنسبة 3.5% كبريتًا.

استيراد النفط الخام

قال مسؤول شركة بتروليوم بنغلاديش إن الشركة تعتزم استيراد نحو 1.5 مليون طن (10.65 مليون برميل) من النفط الخام خلال العام الجاري (2024)، بزيادة نحو 7.14% عن مستويات عام 2023.

* طن النفط الخام يعادل 7.1 برميلًا.

وكانت الشركة تستورد المزيد من النفط الخام بفضل منشأة رسو أحادية النقطة افتُتحت حديثًا ويمكنها تخزين كميات كبيرة من المواد الخام، قبل معالجتها بالمصفاة الشرقية في تشاتوغرام، وهي المصفاة الوحيدة في بنغلاديش.

وتستورد شركة بنغلاديش بتروليوم النفط الخام بشكل رئيس من شركتي أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية.

وتُؤمّن بنغلاديش وارداتها من الوقود عبر عقد اتفاقات تمويل مع مؤسسات دولية؛ من بينها المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة.

وفي 7 فبراير/شباط الجاري، وقّعت الحكومة البنغالية اتفاقية تمويل بقيمة 2.1 مليار دولار لتمويل واردات البلاد من النفط والغاز، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز.

وبموجب الاتفاقية، ستقوم المؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة ومقرها جدة بتمويل شركة بتروليوم بنغلاديش لاستيراد النفط وشركة بتروبانغلا لاستيراد الغاز المسال.

الطاقة في بنغلاديش

قبل عقدين من الزمن، كانت بنغلاديش تنتج 90% من احتياجاتها من الكهرباء من الوقود المحلي، وتضاءل الرقم لنحو 50% حاليًا، في حين تُدبَّر الكميات الأخرى عبر الاستيراد.

وتواجه بنغلاديش صعوبة في تلبية الطلب على الكهرباء الذي يتراوح بين 13 ألفًا و14 ألف ميغاواط، على الرغم من امتلاكها قدرات مُركبة تزيد على 28 ألف ميغاواط، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وبسبب الفاتورة الضخمة التي تتحمّلها البلاد من العملة الصعبة، يطالب خبراء في قطاع الطاقة بالاعتماد على مصادر الوقود المحلية، وفقًا لتقرير نشره موقع “ذا بيزنس ستاندرد” المحلي (The Business Standard)، يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2023.

ويؤكد الخبراء أن أزمة الطاقة يكمن حلّها في استغلال احتياطيات الفحم الكبيرة في البلاد، إلى جانب تحقيق المزيد من الاستكشافات في مجالي النفط والغاز، فضلًا عن توسيع نطاق مشروعات الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..