اقرأ في هذا المقال
- تراجع واردات الهند من النفط الروسي للشهر الـ3 على التوالي في أغسطس
- تشتري الهند 80% من احتياجاتها من النفط من الخارج
- خفّضت نيودلهي أسعار وقود الطهي لجميع المستهلكين بنسبة 18%
- زادت واردات الهند من النفط الروسي إلى مستوى قياسي جديد خلال يونيو
- قاد ارتفاع الأسعار إلى تقليص الخصومات المحتسبة على الخام الرسي
واصلت واردات الهند من النفط الروسي تراجعها للشهر الـ3 على التوالي في أغسطس/آب (2203)، في أحدث علامة على افتقاد خام الأورال الروسي جاذبيته التي يستمدها من الخصومات المحتسبة عليه، في أعقاب ارتفاع أسعار الخام العالمية.
وأسهمت في هذا التراجع -أيضًا- شروط التكلفة التنافسية المقترنة بالنفط السعودي الذي عاد بديلاً قويًا لنظيره الروسي في السوق الهندية، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق، هبطت واردات الهند من النفط الروسي في شهر أغسطس/آب (2023)، في حين يُعد مؤشرًا قويًا على اعتزام نيودلهي إنهاء إسرافها في شراء الخام الروسي منخفض الثمن، مع عودة ظهور موردين تقليديين لنيودلهي في منطقة الشرق الأوسط بشروط جذابة.
وتستفيد الهند من خصومات أسعار النفط الروسي، الذي خضع لعقوبات وتحديد سقف أسعار من قبل الدول الغربية، في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
نية الخفض قائمة
قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري: “اعتمادنا على النفط الروسي سينخفض انخفاضًا حادًا”، خلال مقابلة مع شبكة بلومبرغ.
وأضاف بوري: “جدوى التكلفة من دول الخليج أكثر جاذبية الآن”.
وتشهد واردات الهند من النفط الروسي ارتفاعًا منذ الغزو الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022)، مطيحة بالمملكة العربية السعودية والعراق من موقع الصدارة.
وارتفع استهلاك الهند من الخام الروسي، ليمثل قرابة نصف إمداداتها في مايو/أيار (2023).
مُعضلة الأسعار
قاد ارتفاع الأسعار إلى تقليص الخصومات المحتسبة على الخام الروسي، ومن ثم تقليل جاذبية تلك المشتريات في السوق الفورية، وتعزيز جاذبية مصادر أخرى، بعضها بعقود محددة المدة.
وعلاوة على ذلك قالت موسكو هذا الأسبوع إنها تُخطط لتمديد القيود المفروضة على الصادرات.
هبوط الواردات
في أغسطس/آب (2023) هبطت واردات الهند من النفط الروسي للشهر الثالث على التوالي إلى 1.57 مليون برميل يوميًا، بانخفاض نسبته 24% على أساس شهري، وبأقل وتيرة منذ يناير/كانون الثاني (2023)، وفقًا لشركة كيبلر الرائدة في تزويد البيانات.
ومع ذلك تظل روسيا أكبر مورد للخام بالنسبة إلى الهند.
وفي أغسطس/آب (2023)، خفضت مصافي النفط الهندية -أيضَا- الشحنات الآتية من العراق، مصدر رئيس آخر لواردات النفط الهندية، بنسبة 10% إلى 848 ألف برميل يوميًا.
في المقابل قفزت واردات الهند من النفط السعودي بنسبة 63% على أساس شهري، إلى 852 ألف برميل يوميًا، بحسب البيانات.
وقال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري: “أنا واضح جدًا؛ نحن في السوق اليوم، وسنشتري من أي جهة”.
وأضاف بوري أن حكومته لم تكن منخرطة في قرارات الشراء التي تتخذها مصافي النفط الهندية، لكن الحكومة أبلغتها بمتابعة سقف أسعار النفط الروسي المحدد من قبل مجموعة الـ7.
وتُعد واردات الهند من النفط الروسي موردًا مهمًا لمنتِج نفط رئيس في العالم بعدما تناقصت التدفقات إلى أوروبا في العام الماضي (2022) على خلفية الحرب الأوكرانية.
وتُعزز الشحنات المتناقصة -على ما يبدو- اعتماد موسكو على الصين.
اقتصاد الهند في خطر
تغطي الهند أكثر من 86% من الطلب على النفط عبر الواردات، ما يجعل اقتصادها منكشفًا بدرجة عالية على أسعار الخام.
وتؤدي كل زيادة قدرها 10 دولارات أميركية إلى صعود بأكثر من 10 مليارات دولار في عجز الحساب الجاري، وتخفيض نمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.5%، وفق تقديرات خبراء اقتصاديين.
كما تُلحق تلك الزيادة أضرارًا بالأسر، وهو ما يجعل التضخم في أسعار الوقود مصدر إزعاج لحكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مع توجه البلاد نحو الانتخابات في العام المقبل (2024).
وفي أوائل هذا الأسبوع خفضت نيودلهي أسعار وقود الطهي لجميع المستهلكين بنسبة 18%، لكنها أبقت على أسعار الديزل والبنزين دون تغيير منذ مايو/أيار (2022)، لحماية المستهلكين من تقلبات أسعار النفط.
واردات يونيو قياسية
زادت واردات الهند من النفط الروسي إلى مستوى قياسي جديد، خلال يونيو/حزيران (2023)، مسجلةً أعلى مستوى في 10 أشهر، بحسب أرقام شركة أبحاث سوق الطاقة “كبلر”.
في غضون ذلك، شرعت بعض مصافي تكرير النفط بنيودلهي في سداد مستحقات بعض الشحنات باليوان الصيني.
ولامست واردات الهند من النفط الروسي 2.2 مليون برميل يوميًا خلال يونيو/حزيران (2023)، وفق ما قاله رئيس قطاع تحليلات الخام في الشركة فيكتور كاتونا، ونقلته شبكة بلومبرغ.
وفي 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، فرضت مجموعة الـ7 سقف أسعار النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل.
وفي اليوم ذاته، فرضت الدول الأوروبية حظرًا على استيراد النفط الروسي المنقول بحرًا.
تجاوز السعودية والعراق
تخطت واردات الهند من النفط الروسي شحنات الخام الآتية من السعودية والعراق في شهر مايو/أيار الماضي، وفق بيانات “كبلر”.
وتُعدّ السعودية والعراق المصدرين الأساسيين للإمدادات إلى الهند، لكن النفط الروسي تفوّق عليهما منذ عدّة أشهر.
وفي يونيو/حزيران (2022) قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري إن بلاده تسعى إلى تعزيز وارداتها من العراق التي تبلغ حدود مليون برميل نفط يوميًا حاليًا، لرفع إجمالي إمدادات النفط الهندية التي تصل إلى قرابة مليار برميل، في تصريحاته التي جاءت خلال انعقاد الاجتماع الـ18 للّجنة الهندية العراقية المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني في بغداد.
سداد النفط الروسي باليوان
تشتري الهند 80% من احتياجاتها النفطية من الخارج، وتُصنف نيودلهي ثالث أكبر مشترٍ للخام عالميًا، ووفق بيانات حكومية، لامس سعر النفط الروسي الذي اشتراه البلد النووي في أبريل/نيسان (2023) 500 دولار للطن (68.21 دولارًا للبرميل)، مقابل 570 دولارًا للطن من الخام العراقي، و637.4 دولارًا للطن من الخام السعودي.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن الهند بدأت سداد مستحقات النفط الروسي باليوان الصيني، ما يُسهل تدفّق النفط، لا سيما أن موسكو قد أُخرجت من منظومة السداد بالدولار واليورو، وفق وكالة رويترز.
وفي السياق ذاته، شرعت مصفاة النفط المملوكة للدولة في سداد مستحقات شراء الخام الروسي باليوان الصيني، وفق 3 مصادر مطلعة.
وأضاف اثنان من المصادر الـ3 أن هناك -على الأقلّ- مصفاتين من كل 3 مصافي نفط تنتمي إلى القطاع الخاص بدأت سداد نسبة من المستحقات باليوان.
وهناك محاولات هندية منذ شهر مارس/آذار (2023) لإقناع موسكو بسداد مستحقات مشتريات النفط بالروبية الهندية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply