واردات الهند من النفط الروسي تخفض الفاتورة 7.9 مليار دولار

خفضت واردات الهند من النفط الروسي فاتورة مشتريات الخام بنحو 7.9 مليار دولار، خلال أول 11 شهرًا في العام المالي الماضي، بزيادة نسبتها 54.9% عن المدة نفسها العام المالي السابق له، وفق تقديرات مؤسسة التصنيف الائتماني المحلية “أكرا” ICRA.

وكشف تقرير اليوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2024، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، أن شراء نيودلهي للنفط الروسي وفّر لميزانيتها نحو 5.1 مليار دولار خلال أول 11 شهرًا من العام المالي (2022-2023)، زادت إلى 7.9 مليار دولار في المدة نفسها من العام التالي 2023-2024.

(العام المالي في الهند يبدأ في أول أبريل/نيسان، وينتهي آخر مارس/آذار من كل عام).

وكانت واردات الهند من النفط الروسي في مقدمة مشترياتها من الخام، إذ هيمنت على أكثر من ثلث إجمالي واردات العام المالي الماضي، في حين تراجعت الكميات القادمة من دول الشرق الأوسط، وفق أحدث التقديرات الصادرة عن شركة فورتيكسا (Vortexa) للتحليل البيانات.

وفورات واردات الهند من النفط الروسي

قالت مؤسسة التصنيف المحلية في نيودلهي، إنه رغم الوفورات التي حققتها واردات النفط الروسي في الهند، بفضل انخفاض أسعار خام موسكو مقارنة بالمصادر الأخرى، فإنّ توتر منطقة الشرق الأوسط قد يدفع لزيادة قيمة فاتورة الاستيراد في العام المالي الحالي (2024-2025) بنحو 7.9 مليار دولار، ما يعني التهام كل وفورات العام المالي الماضي.

وأضافت “أكرا” أن التوتر في الشرق الأوسط، خاصة بين إسرائيل وإيران، قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع، ومن ثم زيادة فاتورة الواردات من 96.1 مليار دولار العام المالي الماضي إلى 101-104 مليار دولار العام المالي الحالي، حسبما ذكرت صحيفة “إيكونوميك تايمز-إنرجي وورلد”، اليوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2024.

ودرجت روسيا على تقديم تخفيضات كبيرة بأسعار خامها منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، وفرض عقوبات غربية هائلة عليها، متضمنة سقوف أسعار لنفطها ومشتقاته؛ ما أغرى الهند ودولًا عديدة أخرى كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الصين بتكثيف مشترياتها من موسكو.

ووفق بيانات شركة فورتيكسا، زادت واردات الهند من النفط الروسي، وبلغت 1.57 مليون برميل يوميًا في العام المالي الماضي، مقارنةً بمليون برميل يوميًا في العام المالي السابق له، من إجمالي واردات الخام العام المالي الماضي.

وأثّر ذلك في حصص دول مثل السعودية والإمارات والعراق وأميركا، إذ تراجعت الواردات من نفوطها لصالح الخام الروسي.

وهبطت إمدادات العراق إلى 0.89 مليون برميل يوميًا من 0.95 مليون برميل يوميًا، كما انخفضت إمدادات السعودية إلى 0.69 مليون برميل يوميًا من 0.78 مليون برميل يوميًا.

سعر البرميل 85 دولارًا

توقعت مؤسسة التصنيف الائتماني المحلية “أكرا” ارتفاع فاتورة واردات الهند من النفط الروسي والأنواع الأخرى لتتجاوز 100 مليار دولار في العام المالي الحالي، على أساس متوسط سعر الخام يدور حول 85 دولارًا للبرميل.

وترى المؤسسة أنّ تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط قد يساعد على مزيد من ارتفاع الأسعار وصعود تكلفة الواردات الهندية.

وجاءت هذه الرؤية بعدما وجّهت إيران ضربة نادرة بالصواريخ والطائرات المسيرة من أراضيها إلى إسرائيل الشهر الجاري.

وترى “أكرا” أن زيادة دولار واحد في سعر برميل الخام عن 85 دولارًا ترفع فاتورة واردات الهند من النفط بنحو 1.2-1.3 مليار دولار، ما يعني أن ارتفاعًا بـ10 دولارات للبرميل يعادل زيادة بنحو 12-13 مليار دولار؛ ما ينعكس بزيادة عجز الحساب الجاري في الموازنة بنحو 0.3%، ليصل إلى 1.5%، مقابل 1.2% توقّعتها المؤسسة في وقت سابق.

ومن المتوقع أن يسجّل العجز في الحساب الجاري (الذي يقيس الفارق بين الصادرات والواردات) في الحساب الختامي لموازنة العام المالي الماضي (2023-2024) نحو 0.8%.

وكشفت “أكرا” أن قيمة واردات الهند، التي تمثّل 85% من احتياجاتها من النفط الخام، تراجعت في أول 11 شهر من العام المالي الماضي بنسبة 15.2%، حتى مع زيادة الكميات المستوردة، بفضل انخفاض الأسعار العالمية، خاصة التخفيضات التي قدّمتها روسيا.

وأشارت إلى أن واردات الهند من النفط الروسي زادت إلى 36% من إجمالي الواردات خلال أول 11 شهر في العام المالي الماضي، من 2% في العام المالي 2021-2022، في حين تراجعت حصة كل من السعودية والإمارات والكويت إلى 23% مقابل 34%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..