تراجعت واردات الصين من النفط في يوليو/تموز بنسبة 18.8% على أساس شهري إلى أدنى معدل يومي منذ يناير/كانون الثاني 2023، ولكنها ما تزال أعلى بنسبة 17% على أساس سنوي.
وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك أن إجمالي شحنات الخام إلى الصين -أكبر مستورد للنفط في العالم- في شهر يوليو/تموز المنصرم بلغ 43.69 مليون طن متري، أو 10.29 مليون برميل يوميًا.
وهو ما يعني انخفاض الواردات مقارنةً بـ12.67 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران، ثاني أعلى مستوى على الإطلاق، و8.79 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز 2022، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
عوامل تراجع واردات الصين من النفط
قالت محللة سوق النفط الصيني لدى شركة “فورتكسا” في سنغافورة، إيما لي: “كان الانخفاض (على أساس شهري) مدفوعًا بانخفاض الواردات من أكبر 3 دول مصدّرة للخام، وهي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا، التي خفضت الصادرات وسط أهداف إنتاج منخفضة و/أو ارتفاع الطلب المحلي”.
وأشارت لي إلى أن مخزونات النفط الخام البرية في الصين تجاوزت 1.02 مليار برميل في نهاية يوليو/تموز، وأن الارتفاع المستمر في هذه المخزونات قد يسمح لمصافي التكرير الصينية بإبطاء مشترياتها في الأشهر المقبلة.
وعلى الرغم من انخفاض إجمالي الواردات، فقد رفعت المصافي المملوكة للدولة معدلات المعالجة في يوليو/تموز إلى متوسط 78-82%، بزيادة 2-3% عن يونيو/حزيران، وفق بيانات من شركة “جوشوانغ” الاستشارية.
يُذكر أن إجمالي واردات الصين من النفط للأشهر الـ7 الأولى من عام 2023 بلغ نحو 325.8 مليون طن متري، أو 11.2 مليون برميل يوميًا، بزيادة 12.4% عن المدّة نفسها من عام 2022.
صادرات المنتجات النفطية الصينية في يوليو
كان من المتوقع أن يرتفع استهلاك البنزين في الصين، وسط الطلب على السفر خلال فصل الصيف.
وانخفضت مخزونات البنزين المحلية بنحو 3% بين منتصف يونيو/حزيران ومنتصف يوليو/تموز، في حين ارتفعت مخزونات الديزل بنحو 2%، إذ تسبَّب ضعف حجم صادرات البضائع والتباطؤ بقطاع العقارات في استمرار تراجع الطلب.
وقد أدى ارتفاع هوامش الربح للوقود في آسيا إلى ارتفاع صادرات المنتجات النفطية الصينية في يوليو/تموز، ودعم معدلات المعالجة المرتفعة.
وارتفعت صادرات الوقود المكرر الشهر الماضي بنسبة 55.8%، لتصل إلى 5.31 مليون طن متري (1.3 مليون برميل يوميًا) من 3.41 مليون طن متري (803 آلاف برميل يوميًا) قبل عام، بزيادة عن 4.51 مليون طن متري (1.1 مليون برميل يوميًا) في الشهر السابق.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطورات الطلب على النفط في الصين:
واردات آسيا من النفط.. مستوى قياسي
ارتفعت واردات آسيا من النفط إلى مستوى قياسي في يوليو/تموز 2023، إذ واصل أكبر المشترين في المنطقة، الصين والهند، الحصول على كميات كبيرة من النفط الروسي المخفض.
ووصل إجمالي 27.92 مليون برميل يوميًا إلى آسيا في يوليو/تموز، وفقًا لبيانات جمعتها “رفينيتيف أويل ريسيرش”، متجاوزًا أعلى مستوى سجله في مايو/أيار عند 27.35 مليون برميل يوميًا، وأعلى من 27.53 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران.
ويُمكن إرجاع الكثير من القوة في واردات آسيا إلى الصين، إذ تُقدّر “رفينيتيف” أنها استقبلت 12.04 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز، وهو الشهر الثالث على التوالي الذي تجاوزت فيه الواردات 12 مليون برميل يوميًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
خارج الصين، عزّز المشترون الرئيسون الآخرون في آسيا عدد الشحنات في يوليو/تموز، إذ قُدِّرت واردات الهند بأعلى مستوى في 5 أشهر عند 4.94 مليون برميل يوميًا، وفقًا لرفينيتيف.
وتواصل مصافي التكرير الهندية التعامل مع الخام الروسي المخفض، إذ قُدّرت الشحنات في يوليو/تموز بأعلى مستوى على الإطلاق عند 2.08 مليون برميل يوميًا.
وتقدّر واردات اليابان من النفط في يوليو/تموز بنحو 2.49 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 2.11 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران، بينما قُدِّرت واردات كوريا الجنوبية بنحو 2.76 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 2.53 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران.
واردات الصين من النفط.. روسيا تتصدر
ظلّت روسيا أكبر موّرد للصين في شهر يوليو/تموز المنصرم، إذ بلغ حجم الشحنات عبر خطوط الأنابيب والواردات المنقولة بحرًا 2.04 مليون برميل يوميًا، بانخفاض عن 2.56 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران.
وفي المرتبة الثانية، شحنت السعودية نحو 1.82 مليون برميل يوميًا إلى الصين في يوليو/تموز، انخفاضًا من 1.94 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران، وفق بيانات “رفينيتيف”.
من المرجح أن يكون انخفاض الواردات من كل من روسيا والمملكة العربية السعودية انعكاسًا لتخفيضات الإنتاج الإضافية التي أعلنها المنتجان الرئيسان في تحالف أوبك+.
وزادت الصين الأحجام التي تشتريها من منتجين آخرين، وخاصةً أنغولا، التي استوردت منها 900 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز، ارتفاعًا من 450 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران، ونحو ضعف متوسط 515 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2023.
وزادت الصين -أيضًا- وارداتها من عمان، مع وصول 910 آلاف برميل يوميًا في يوليو/تموز، ارتفاعًا من 760 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران؛ ما يجعلها رابع أكبر مورّد للصين في الشهر الماضي، بعد روسيا والسعودية والعراق.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الكثير من القوة في واردات الصين من الخام ترجع إلى التدفقات الهائلة إلى المخزونات التجارية أو الإستراتيجية.
ومن المرجح أن تكون الصين قد خزّنت 2.1 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران، و950 ألف برميل يوميًا على مدى الأشهر الـ6 الأولى، وفقًا لحسابات تستند إلى بيانات رسمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply