من المرجّح أن يبدأ تصدير أول شحنة نفط في ناميبيا من منصات عائمة بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، ليكلّل هذا النجاح جهود الدولة في الاستفادة من إمكاناتها الهائلة بقطاع الهيدروكربونات عبر التنقيب عن حقول النفط والغاز وتطويرها.
وسعت ناميبيا إلى الاستعانة بالخبرات الدولية عبر إشراك شركات الطاقة متعددة الجنسيات للتنافس على اقتناص مشروعات بمليارات الدولارات في البلاد، وفق تقارير تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُخطط البلاد لإنشاء منصة عائمة لتخزين النفط وتفريغه؛ لمساعدتها على تصدير النفط الخام، حسب إعلان مفوضة النفط في ناميبيا اليوم الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، الذي نشرته وكالة رويترز.
ولطالما استحوذ موعد تصدير أول شحنة نفط في ناميبيا على اهتمام مطوري الطاقة الدوليين في أعقاب الاكتشافات التي حققتها كل من شركة شل Shell متعددة الجنسيات وتوتال إنرجي الفرنسية TotalEnergies قبالة سواحل البلد الواقع جنوب أفريقيا.
وقالت مفوضة النفط في ناميبيا ماغي شينو، إن شل وتوتال إنرجي كانتا تُجريان اختبارات تقييم، لتحديد ما إذا كانت تلك الاكتشافات النفطية تحتوي على كميات من الخام التي يمكن تطويرها، بما يساعد على التصدير نهاية المطاف، حسب تصريحات أدلت بها إلى وكالة رويترز خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية.
وأضافت شينو: “بالنسبة لمشروع النفط الواقع في المياه العميقة، فإننا نفكر في أن يكون لدينا منصة عائمة لتخزين النفط وتفريغه، ثم تصدير الخام إلى السوق”.
احتياطيات النفط في ناميبيا
تلقى عملية تصدير أول شحنة نفط من ناميبيا دعمًا كبيرًا من مخزونات اكتشافات الخام في البلاد، خلال الشهور الـ18 الماضية، التي دعمت بدورها الاحتياطيات بنحو 10.5 إلى 11 مليار برميل مجتمعة، وهو تقدير مسبق للنفط لا يشمل أحجام الغاز المصاحب، في مشروعات الاستكشاف (غراف-1)، و(فينوس-1) و(جونكر-1 إكس).
وتشمل الكميات المستكشفة 5.1 مليار برميل من اكتشاف فينوس، و2.4 مليار إلى 2.6 مليار برميل من اكتشاف غراف، و2.5 مليار برميل من اكتشاف جونكر، و0.3 مليار برميل من اكتشاف ليسيدي المعلَن مؤخرًا، حسبما نشرت وكالة أرغوس ميديا (argusmedia) في 17 أغسطس/آب (2023).
ويُعدّ اكتشاف فينوس -الذي تديره شركة توتال إنرجي- ثاني أكبر اكتشاف نفطي في العالم منذ عام 2015، ويمكن أن يكون حقلًا عملاقًا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت مؤسسة النفط الوطنية الناميبية “نامكور” قد توقعت استخراج أول شحنة نفطية في ناميبيا من هذه الاكتشافات بحلول 2029-2030، متأخرًا قليلًا عن توقعاتها الأولية لعام 2028.
قائمة الكبار تنتظر ناميبيا
قادت اكتشافات النفط في ناميبيا لرفع الاحتياطيات إلى 11 مليار برميل قابلة للاستخراج، ما يفتح الباب على مصراعيه لدخول البلاد في قائمة أكبر 15 منتجًا في العالم، بحلول أواسط العقد المقبل (2035).
ووفق شركة النفط المملوكة للدولة “نامكور”، تمتلك ناميبيا نحو 11 مليار برميل من النفط في الحقول البحرية المكتشفة مؤخرًا، علمًا بأن اكتشاف توتال إنرجي حقل (فينوس-1 إكس) يستأثر بما يقرب من نصف الإجمالي.
وفي أوائل مارس/آذار ( 2022)، حققت ناميبيا ثالث اكتشاف نفطي مهم لها في حوض أورانج، بعدما تمكنت شركتا شل وقطر للطاقة من حفر مشروع الاستكشاف (جونكر-1 إكس)، ما قاد بدوره إلى ارتفاع في أنشطة الاستكشاف والتقييم في البلاد.
كما نجحت ناميبيا في اكتشاف النفط الخفيف على بُعد 270 كيلومترًا من الشاطئ، باستعمال منصة أودجفل ديب سي بولستا شبه الغاطسة في المربعين (إيه- 2913) و(بي2914)، الموجودين بترخيص التنقيب عن النفط في البلاد، بحسب “نامكور”.
في غضون ذلك، تشارك شركة توتال إنرجي حاليًا ببرنامج حفر واستكشاف وتقييم متعدد الآبار في المربع بي 2913، الواقع في ترخيص التنقيب عن النفط 56 بحوض أورانج، بعد اكتشاف النفط الخفيف في بئر استكشاف المياه العميقة جدًا فينوس-1 في مارس/آذار 2022.
يُذكر أنه يحقّ لشركات النفط الأجنبية التي تستثمر بقطاع النفط في ناميبيا -شل وقطر للطاقة المملوكة للحكومة القطرية، وتوتال إنرجي- وضع يدها على 36% من عائدات الإنتاج، في حين ستمتلك نامكور حصة 10%.
وسيُدفَع الباقي إلى الحكومة الناميبية، ويتألف من رسوم الملكية البالغة 5%، وضريبة دخل الشركات بنسبة 35%، وضريبة الأرباح الإضافية التي تتراوح بين 5-12%، إضافةً إلى رسوم الترخيص السنوية ومساهمة التدريب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply