منع تحميل الوقود في نيجيريا بسبب احتجاجات غلاء المعيشة

أدت احتجاجات على غلاء المعيشة إلى منع تحميل الوقود في نيجيريا، لنقله إلى محطات التوزيع، ما زاد من سوء الأوضاع بسبب نقص المشتقات النفطية في الأسواق، وارتفاع الأسعار، ووجود سوق سوداء لتلك المنتجات.

وتشهد نيجيريا (أكبر منتجة للنفط وصاحبة أكبر عدد من السكان في أفريقيا)، أزمة اقتصادية خطيرة، نتجت عن إصلاحات -كان إلغاء دعم الوقود أبرزها- طبّقها الرئيس بولا أحمد تينوبو، بعد تولّيه السلطة في مايو/أيار من العام الماضي (2023).

ودفعت تلك الإصلاحات معدل تضخّم أسعار الغذاء إلى 40%، في حين زاد سعر البنزين بمقدار 3 أضعاف منذ ذلك الحين، ودعا المحتجّون الرئيسَ إلى التخلي عن بعض التعديلات، على رأسها إلغاء دعم الوقود، ورفعوا شعارات تطالب بـ”إنهاء سوء الإدارة في نيجيريا”.

وذكرت منظمة العفو الدولية أن الشرطة قتلت نحو 13 مشاركًا في الاحتجاجات التي ضمت آلاف الأشخاص، يوم الخميس 1 أغسطس/آب.

وقادت الاحتجاجات، التي اندلعت الخميس، إلى تعليق تحميل الوقود في نيجيريا، من مستودعات مدينة لاغوس، بالقرب من العاصمة (أبوجا)، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأشارت مصادر قريبة الصلة بالمسألة إلى أن أصحاب المستودعات رفضوا تحميل الوقود، ولم يسمحوا لها بالعمل من قبل اندلاع الاحتجاجات، خوفًا من أحداث العنف.

تعليق تحميل الوقود في نيجيريا

دفع تعليق تحميل الوقود بسبب عدم فتح المستودعات -خوفًا من أعمال العنف نتيجة احتجاجات عارمة على الأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد، وارتفاع أسعار الغذاء إلى مستويات قياسية- إلى نقص حادّ بمشتقات النفط في عدّة مناطق، هي أبوجا ولاغوس وأوغن ونيجر، وولايات أخرى، ما أدى إلى زيادة سعر البنزين إلى 1000 نايرا (0.61 دولارًا أميركيًا)، حسبما ذكر موقع “ذا بانش” المحلي، أمس السبت 3 أغسطس/آب 2924.

كما نشطت السوق السوداء لمشتقات النفط، ما دفع سعر لتر البنزين في بعض المناطق إلى 1300 نايرا (0.79 دولارًا أميركيًا).

الدولار الأميركي = 1635.95 نيرة نيجيرية.

وخلَت المستودعات من الوقود، بسبب عدم قدرة السفن على تفريغ شحنات الوقود منذ الأحد الماضي، في حين أشارت مصادر إلى أن السفن بدأت بالمجيء منذ الأربعاء لتفريغ شحنات الوقود.

وأوضحت مصادر من الشركات المشغّلة للمستودعات أن السوق بحاجة إلى مزيد من سفن الوقود، التي عليها أن تستقر في المواني حتى نهاية الأسبوع، لتأكيد توفير وقود جيد في الأسواق.

ورغم أن الاحتجاجات على غلاء المعيشة كانت قد بدأت يوم الخميس الماضي، فإن أصحاب المستودعات رفضوا تحميل الوقود في نيجيريا، بسبب قلق بشأن الوضع الأمني بالبلاد.

وقال أحد المشغّلين، إن اتحاد النفط والغاز الطبيعي أبدى استعدادًا لمساعدة ملّاك المستودعات على تحميل الوقود في نيجيريا بمناطق مختلفة، لكنهم رفضوا خوض هذه المخاطرة، “لذلك لم يكن هناك أيّ أنشطة في المستودعات على مدار يومَي الخميس والجمعة”، حسب صحيفة “ذا بانش” المحلية.

شاحنات الوقود لا تشارك في الاحتجاجات

قال قائدو شاحنات الوقود، أمس السبت 3 أغسطس/ آب 2024، إنهم سيواصلون تحميل الوقود في نيجيريا، حتى إذ استمرت الاحتجاجات على غلاء المعيشة.

وأشار رئيس الجمعية الوطنية لأصحاب وسائل النقل، يوسف عثمان، إلى أنه وجّه أعضاء الجمعية لاستمرار تحميل الوقود، لكن عليهم توخّي الحذر، قائلًا: “أعضاء الجمعية لن يشاركوا في الاحتجاجات، لأننا لا نؤيدها، ولن يتوقفوا عن النشاط والعمل”.

وأضاف: “كل الناس خائفون، وهذا هو الوقت الذي يجب علينا فيه أن نكون قادرين على خدمة هؤلاء الناس، والعمل على توصيل الوقود إليهم في أنحاء البلاد، لذلك أخبرْنا أعضاءنا أنه عليهم الاستمرار في تقديم هذا العمل الجيد، ولكن بحذر”.

في سياق متصل، أعلنت هيئة تنظيم النفط النيجيرية، في بيان صادر عن لسان المتحدثة الرسمية أولايد شونولا، اندلاع حريق في بئر أكاسو 4، الذي تديره شركة “نيجيريان ناشيونال بتروليوم 18 أوبيراتينغ ليمتد” NNPC 18 Operating Limited في ولاية ريفرز، صباح يوم الجمعة 1 أغسطس/آب 2024.

وقالت المتحدثة: “إن خدمات الطوارئ استجابت بسرعة لتأمين البئر، وعزلت منطقة الحريق، لمنع انتشار النيران، كما نخطط للعمل على إعادة تشغيل البئر بأسرع وقت ممكن”.

ورغم نفي المتحدثة الرسمية معرفة سبب اندلاع الحريق في البئر، فإنها أكدت إجراء تحقيقات لتحديد الأسباب والأجزاء المتأثرة بالحادث، خاصة أنه أوقِف تشغيل البئر بعض الوقت.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..