تلقت منشآت الطاقة الأوكرانية ضربات روسية جديدة بصواريخ وطائرات مسيرة، هي الأعنف منذ أسابيع، بعد هدوء نسبي لتبادل استهداف قطاع الطاقة لمدة تقل عن الشهر تقريبًا، ما يزيد من آلام القطاع المتضرر بشدة في كييف حاليًا.
وأشارت تقارير صحفية -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)- إلى أن روسيا أطلقت دفعة من الصواريخ والطائرات المسيرة على 5 مناطق عبر أوكرانيا، اليوم السبت 1 يونيو/حزيران 2024.
وكان آخر أحداث تبادل الهجوم على منشآت الطاقة بين البلدين هجومًا أوكرانيًا على مصفاة نفط روسية في 17 مايو/أيار (2024)، بعد استهدافها بطائرات مسيرة في حلقة جديدة من الصراع المستمر بين البلدين.
وشنّت أوكرانيا دفعة كبيرة -على غير العادة- من الهجمات بطائرات دون طيار على روسيا حينها، ما أسفر عن مقتل شخصيْن في منطقة بيلغورود واشتعال النيران بمصفاة لتكرير النفط في توابسي على البحر الأسود.
كما أدّى هذا الهجوم إلى مقتل أم وابنها، البالغ من العمر 4 سنوات، في أثناء سفرهما بسيارة، في حين سيطرت السلطات المحلية على الحريق.
مهاجمة منشآت الطاقة الأوكرانية
أسفرت هجمات روسيا على منشآت الطاقة الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة، اليوم السبت 1 يونيو/حزيران 2024، عن أضرار في مناطق شرق دونتسيك وجنوب زابوروجيا ودنيبروبتروفسك ووسط كيروفوهارد، بالإضافة إلى إيفانو-فرانكيفسك، وفق ما ذكرته الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء الوطنية “أوكرنرغو” Ukrenergo، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وفي 21 أبريل/نيسان 2024، قدر تقرير تحليلي حجم خسائر منشآت الطاقة الأوكرانية جراء الضربات الروسية منذ اندلاع الحرب بنحو 8.8 مليار دولار.
وكان مزيج الطاقة الأوكراني قبل بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2024، يتكوّن من مصادر متنوعة، تجمع بين الوقود الأحفوري والطاقة النووية والكهرومائية والمتجددة، بسعة بلغت نحو 56.24 غيغاواط حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2021، أي قبل اندلاع الحرب بأشهر قليلة.
وأدت الهجمات الروسية المتتالية إلى انخفاض الطلب على الكهرباء في أوكرانيا بنسبة تتراوح من 30% إلى 35%، مقارنة بعام 2021، بسبب انقطاعات التيار المستمرة.
ورغم تركيز الهجمات على المحطات الحرارية التي تعتمد على الوقود الأحفوري، فإن الدمار طال الطاقة المتجددة، إذ فقدت كييف 6% من إجمالي القدرة الشمسية حتى سبتمبر/أيلول 2023، بحسب التقرير الصادر عن منظمة إنرجي كوميونيتي (energy community)، وهي منظمة دولية متخصصة مقرها النمسا، ولها 9 فروع في أوروبا، أحدها في أوكرانيا، حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وأشار التقرير إلى وقوع 13% من قدرات الطاقة الشمسية الأوكرانية في قبضة الجيش الروسي بعد السيطرة عليها، كما استحوذ على معظم طاقة الرياح، التي بلغت قدرتها المركبة في عام 2023 نحو 1.8 غيغاواط، ما أدى إلى تضرر ما لا يقل عن 10 توربينات رياح تمثّل نحو 1% من إجمالي طاقة الرياح المثبتة.
الهجوم السادس الأعنف
تعرّضت منشآت الطاقة الأوكرانية لسادس أعنف هجوم روسي مركب، اليوم السبت 1 يونيو/حزيران 2024، وفق بيان لشركة تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية.
وأوضحت الشركة أن الهجوم تسبب في سقوط 35 صاروخًا من أصل 53 صاروخًا روسيًا في الهجوم و46 طائرة دون طيار من 47 طائرة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ومنذ مارس/آذار الماضي، كثفت روسيا هجماتها على منشآت الطاقة الأوكرانية، ما أسفر عن خروج عدد كبير من محطات الطاقة الحرارية من الخدمة، وانقطاع التيار الكهربائي، وقفزة واردات الكهرباء إلى مستويات قياسية.
وقالت أكبر شركة طاقة أوكرانية من القطاع الخاص “دي تي إي كيه” DTEK، إن محطتين حراريتين تابعتين تضررتا بشدة خلال الهجوم الروسي اليوم.
وأوضحت أن هذا هو الهجوم السادس على محطات الطاقة التابعة لها، خلال أقل من شهرين ونصف الشهر، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
كما أشار مسؤولون رسميون إلى أن النيران اشتعلت في مناطق عديدة ومواقع منشآت الطاقة الأوكرانية جراء الهجمات، لكن لم يحدد حجم الأضرار حتى الآن، وفق وكالة رويترز.
وكشفت تقارير رسمية عن إصابة 19 شخصًا يقطنون منزلين بالقرب من أحد مواقع منشآت الطاقة الأوكرانية، وجرى نقل 12، منهم 8 أطفال، إلى المستشفى لتلقي العلاج، حسبما ذكرت صحيفة “الغارديان”، التي أشارت إلى أن الهجوم الروسي هو الأعنف خلال أسابيع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply