زاد انسحاب شركة بتروناس الماليزية من حقول النفط في جنوب السودان، من معاناة الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، التي تكافح من أجل استئناف صادراتها.
إذ أعلنت الشركة الماليزية منذ أسبوعين تقريبًا، أنها ستغادر جنوب السودان بعد 14 عامًا من وجودها هناك، تنفيذًا لإستراتيجيتها طويلة الأجل بشأن تحول الطاقة.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تولت شركة النيل للنفط المملوكة للدولة في جنوب السودان مسؤولية حقول النفط والأصول التي كانت تمتلكها الشركة الماليزية.
وقال وكيل وزارة النفط في جنوب السودان شول دينغ ثون آبل، إن شركة النيل للنفط ستتولى الآن “المسؤوليات التي كانت تحملها شركة بتروناس سابقًا، وستُنقل الآن جميع أصول الأخيرة وأسهمها”.
وأضاف -في بيان صادر يوم الإثنين (19 أغسطس/آب 2024)- أن الشركة ستسعى إلى شريك جديد لضمان استمرار العمليات.
انسحاب بتروناس من جنوب السودان
يأتي خروج شركة بتروناس كاريغالي نايل المحدودة (PNCL)، في الوقت الذي أنهت فيه شركة سافانا إنرجي البريطانية (Savannah Energy) عملية الاستحواذ المخطط لها على أصول النفط والغاز التابعة لشركة بتروناس في البلاد.
وجاء في بيان بتروناس: “اتخذنا القرار بعد مدّة عامين من مبادرات التخارج بما يتماشى مع إستراتيجية الاستثمار طويلة الأجل للشركة، وسط بيئة الصناعة المتغيرة والتحول السريع في مجال الطاقة”.
وأرجع مسؤول كبير في بتروناس، الانسحاب إلى عوامل متعددة، بما في ذلك الصراع المستمر في السودان، وعدم القدرة على ضمان سلامة الموظفين، وارتفاع تكاليف التشغيل.
وسلّط المسؤول الضوء على خسائر الشركة ونقص العائد على الاستثمار؛ إذ تتحمل الشركة التكاليف المتزايدة الناجمة عن خط الأنابيب المعطل، الذي ينقل ثلثي خام جنوب السودان عبر السودان المجاور، الذي كان في حالة حرب لأكثر من عام، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وقد أدى الصراع إلى إلحاق الضرر بأحد خطي الأنابيب، بعد أن تسبّب نقص الديزل اللازم لتنقية النفط الخام في انفجار الأنبوب.
أصول النفط في جنوب السودان
وفق دليل النفط بجنوب السودان لدى منصة الطاقة المتخصصة، كانت لشركة بتروناس مصالح كبيرة في 3 شركات تشغيلية مشتركة، تضم 64 حقلًا منتجًا بمتوسط إنتاج إجمالي يبلغ 153 ألفًا و200 برميل من النفط يوميًا في عام 2021.
وبموجب الشراكة، كانت تمتلك بتروناس حصة بنسبة 40% في المربع 3/7، و30% في المربع 1/2/4، و67.9% في المربع 5 إيه بالمشروع.
ومن بين الشركاء في هذه المشروعات، هناك شركة النفط الوطنية الصينية، وسينوبك، وشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية، وشركة النفط الوطنية في جنوب السودان نايلبت.
وفي 7 أغسطس/آب 2024، أنهت شركة سافانا إنرجي البريطانية عملية شراء أعمال النفط والغاز التابعة لشركة بتروناس في جنوب السودان بقيمة 1.25 مليار دولار.
وعُزي انهيار صفقة سافانا إنرجي، التي أُعلنت في البداية بديسمبر/كانون الأول 2022، إلى عدم القدرة على إتمام الصفقة وفقًا للشروط التي جرى تصورها في الأصل، بحسب ما نقلته منصة “أوفشور تكنولوجي” (Offshore Technology).
وعلى الرغم من ذلك، قالت سافانا إنها ما تزال في مناقشات بشأن صفقة بديلة محتملة فيما يتعلق بأصول بتروناس.
صادرات نفط جنوب السودان
ما تزال دولة جنوب السودان غير الساحلية، التي أعلنت استقلالها عن السودان في عام 2011، تعتمد على جارتها الشمالية لتصدير نفطها، وهو المصدر الرئيس لجميع إيرادات الحكومة تقريبًا.
وتعرقلت صادرات نفط جنوب السودان مع مطلع العام الجاري (2024)، في ظل الحرب الأهلية المشتعلة في السودان المجاور منذ أبريل/نيسان 2023.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ما يزال جنوب السودان غير قادر على استئناف صادرات خام مزيج “دار” الثقيل، بسبب القتال الدائر حول مصفاة الخرطوم السودانية.
إذ حالت المشكلات على طول خط أنابيب بترودار -الذي يمرّ عبر المصفاة- دون وصول نحو 100 ألف برميل يوميًا من مزيج “دار” إلى محطة تصدير بشائر السودانية على البحر الأحمر منذ فبراير/شباط المنصرم.
وقال وكيل وزارة النفط في جنوب السودان وليام أنياك دينق: “إن أعمال الإصلاح الرئيسة لخطّ الأنابيب أُنجِزَت، لكننا غير قادرين على استئناف التدفقات بسبب القتال العنيف حول مصفاة الخرطوم”.
وأوضح أن هذا الأمر يعرقل أعمال الإصلاح المتبقية، ولم يتمكن من إعطاء جدول زمني لإعادة تشغيل خط أنابيب بترودار، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة “آرغوس ميديا” (Argus Media).
وقدّر دينق إنتاج جنوب السودان العضوة في تحالف أوبك+ من الخام الحالي -وكلّه خام مزيج “النيل”- عند 60 ألفًا إلى 65 ألف برميل يوميًا، مقارنةً بنحو 150 ألف برميل يوميًا قبل إغلاق خط أنابيب بترودار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply