تُعد مصفاة الدقم العمانية نموذجًا حيًا على المشروعات العربية المشتركة الرائدة في قطاع التكرير، منذ انطلاق عمليات التشغيل التجارية رسميًا بها في فبراير/شباط 2024.
ووفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبدو أن مسيرة التطور لن تقف عند حد تشغيل المصفاة تجاريًا، وإنما يدرس مسؤولوها زيادة الإنتاج فوق طاقتها الاسمية وتعزيز المشروع بمنتجات جديدة، مع تحديد الأسواق المستهدفة.
وتُعد مصفاة الدقم في سلطنة عمان مشروعًا مشتركًا بين: مجموعة أوكيو العمانية (بحصة 50%) وشركة البترول الكويتية العالمية (50%)، وتتولى مهام الإدارة شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية أوكيو 8 (OQ8).
وتكلّفت المصفاة استثمارات بقيمة 9 مليارات دولار أميركي، وتُعد أكبر المشروعات الاستثمارية لقطاع التكرير والبتروكيماويات بين دولتين خليجيتين، بطاقة إنتاجية يومية تصل إلى 230 ألف برميل.
إنتاج جديد
رغم أنه لم يمر على تشغيل مصفاة الدقم تجاريًا بصورة رسمية سوى 5 أشهر، فإن هناك تطلعات لإحداث طفرة على مستوى كميات الإنتاج وطبيعته.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “أوكيو 8″، ديفيد بيرد، إن هناك اتجاهًا لزيادة إنتاج المصفاة من النفط الخام بنسبة 10% في مواصلة لتوسعات قريبة الأمد.
وأوضح أن هذه التوسعات تشمل زيادة الإنتاج من بعض الوحدات، مثل افتتاح وحدة للتكويك وأخرى للتكسير، حسب تصريحات نقلتها منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة عن بيرد.
وتُعرف وحدة التكويك بأنها إحدى وحدات معالجة وتكرير النفط، وتتلخص مهمتها في تحويل بقايا ومخلفات تقطير الخام إلى صور أخرى، من بينها: النافثا، وكوك أو فحم النفط.
وبجانب ذلك، تستهدف مصفاة الدقم زيادة الإنتاج بنسبة 10% خلال العام الجاري، في محاولة للاستفادة بأقصى قدر ممكن من الأصول والمرافق.
ويبحث مشغلو المصفاة استعمال زيت الغاز المنتج بالتقطير الفراغي في وحدات التحويل، مع استهداف إضافة منتجات جديدة بدلًا من التركيز على نواتج التكرير المتوسطة (التي تنتج وقود الطائرات، والديزل الأحمر، والنافثا، وغاز النفط المسال) فقط.
أولويات الشحن
استهدفت العديد من مشروعات التكرير تغذية السوق الأوروبية، لتعويض غياب المشتقات النفطية الروسية ضمن تداعيات اندلاع الحرب الأوكرانية (في فبراير/شباط 2022) وما تلاها من عقوبات.
ويبدو الأمر مختلفًا بعض الشيء بالنسبة إلى مصفاة الدقم، إذ أكد رئيسها التنفيذي ديفيد بيرد، أن المصفاة اختارت وجهات غير متوقعة لشحناتها، رغم زيادة الطلب.
وأضاف أن المصفاة بدأت تصدير شحنات إلى أوروبا مؤخرًا، خاصة في ظل امتيازات تتمتع بها من القدرة على إنتاج ديزل بمواصفات أوروبية تتلاءم مع استعمالات فصل الشتاء.
وشدد بيرد على أنه رغم قدرة المصفاة على تلبية طلب السوق الأوروبية بالمواصفات المطلوبة، فإن 45% من إنتاجها من الديزل يذهب إلى شرق أفريقيا، مضيفًا أن اليقين من نشاط إنتاج المصفاة في الأسواق القريبة يشغل الاهتمام، بجانب ملاحظة أسواق القارة العجوز.
تعاون خليجي
يغذّي النفط الكويتي الخام مصفاة الدقم بنسبة 65%، في حين يُسهم النفط العماني بنسبة الـ35% المتبقية من الإمدادات اللازمة للتشغيل والمعالجة.
ويبدو أن النافثا ستحتل مساحة أكبر من اهتمام مشغلي المصفاة، في أعقاب الانتهاء من دراسات الجدوى الخاصة بتقييم خيارات الاستثمار، إما بالتوسعة وإعادة الهيكلة وإما بتطوير إنتاج البنزين.
وأكد ديفيد بيرد، أن إنتاج المصفاة من الزيوت الرئيسة بأنواعها قد يُعد فرصة لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل قرب المصفاة من أسواق الطلب الخليجية والأفريقية.
وأضاف أن هذه الإستراتيجية قد تتلقى دعمًا من تطلعات المصفاة، للتركيز على نواتج التقطير المتوسطة ووحدات التكسير، طبقًا للتصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي سياق موازٍ، لم تكتفِ سلطنة عمان بالتعاون مع الشركة الكويتية في مشروع المصفاة المشترك مع الكويت، وإنما تطور -أيضًا- مجمع بتروكيماويات مع شركتي: سابك (SABIC) السعودية، وشركة البترول الكويتية العالمية (Q8).
ومن المقرر أن يزوّد إنتاج مصفاة الدقم المجمع الجديد بالمواد الخام الأولية، ويركز المشروع على إنتاج النافثا بعد الانتهاء من دراسات الجدوى ومراحل التقييم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply