مصادر: إنتاج حقل الشرارة الليبي يقترب من 300 ألف برميل يوميًا

يواصل حقل الشرارة الليبي (أكبر حقل نفط في البلاد) تعافيه والعودة تدريجيًا إلى المعدلات الطبيعية، منذ استئناف الإنتاج في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ووفقًا لمصادر مطّلعة تحدثت إليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تجاوز إنتاج الحقل، الواقع جنوب غرب ليبيا، خلال الـ24 ساعة الماضية، 280 ألف برميل من النفط.

وتتوقع مصادر بالمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أن يصل إنتاج حقل الشرارة الليبي إلى نحو 300 ألف برميل نهاية الأسبوع الجاري، أو السبت المقبل 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بحدّ أقصى.

وتتولى شركة أكاكوس للعمليات النفطية، التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، تطوير الحقل، وتعمل على زيادة معدلات الإنتاج، من خلال برنامج يشمل حفر عدّة آبار جديدة خلال الشهور المقبلة.

إنتاج حقل الشرارة

يُعدّ حقل الشرارة أكبر حقول النفط الليبية من حيث الإنتاج، ما دفع به إلى الصراعات السياسية والعسكرية، منذ عام 2011، التي تعرَّض بسببها للإغلاق عدّة مرّات.

وتبلغ مساحة حقل الشرارة الليبي، الذي تديره شركة أكاكوس للعمليات النفطية، نحو 8.7 ألف كيلومتر مربع، ويتكون من آبار في المربعين إن سي 115 (NC115) وإن سي 186 (NC186) في حوض مرزق جنوب غرب البلاد.

وتشير التقديرات إلى أنه استُخرِج نحو 53.78% من إجمالي احتياطيات الحقل القابلة للاستخراج، مع توقعات أن يستمر إنتاج الحقل من حيث الجدوى الاقتصادية حتى عام 2060، بحسب تقديرات موقع “أوفشور تكنولوجي” (Offshore Technology).

وتشترك المؤسسة الوطنية للنفط وشركات ريبسول الإسبانية وتوتال إنرجي الفرنسية وأو إم في النمساوية وإكوينور النرويجية مع شركة أكاكوس في تطوير حقل الشرارة الليبي.

إنتاج ليبيا من النفط

لم يستغرق إنتاج ليبيا من النفط وقتًا طويلًا في العودة تدريجيًا إلى مستويات إنتاج ما قبل الإغلاق عند 1.2 مليون برميل يوميًا.

ففي 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بلغ الإنتاج مليون و133 ألفًا و133 برميلًا، وفي اليوم التالي 9 أكتوبر/تشرين الأول بلغ مليونًا و158 ألفًا و862 برميلًا، ليشهد يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول عودة إنتاج ليبيا من النفط لمستوياته الطبيعية، ويسجل مليونًا و217 ألفًا و148 برميلًا.

وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024، تجاوزَ إنتاج النفط الليبي هذه القدرات الإنتاجية، مُسجلًا أكثر من 1.3 مليون برميل يوميًا، ووصل إنتاج النفط الخام والمكثفات في ليبيا في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى مليون و327 ألفًا و646 برميلًا من النفط الخام والمكثفات، بالإضافة إلى 193 ألفًا و690 برميلًا مكافئًا من الغاز الطبيعي.

وارتفع معدل إنتاج ليبيا من النفط عقب إضافة 24 ألف برميل بعد إعادة تشغيل عدد من الآبار، بما في ذلك البئر “إيه 28” في حقل أبوالطفل الذي تديره شركة مليته، وإنهاء شركة أكاكوس حفر البئرين “إيه-41-إتش” و”إيه-44″، بطاقة إنتاجية إجمالية 7 آلاف برميل يوميًا، في حقل الشرارة الليبي.

أتى ذلك بعد أن قادت ليبيا تراجع إنتاج دول تحالف أوبك+ خلال سبتمبر/أيلول (2024)؛ إذ انخفض إنتاج طرابلس من النفط الخام إلى نحو 450 ألف برميل يوميًا، رغم استمرار صادرات النفط الليبية في التدفق إلى الأسواق العالمية.

و خلال العام الماضي (2023)، بلغ متوسط إنتاج ليبيا من النفط نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، في حين بلغت عائدات تصدير النفط، خلال العام نفسه، نحو 30.7 مليار دولار، وفقًا لتقديرات أوبك.

صادرات النفط الليبية

مع تعافي إنتاج النفط الليبي، عادت صادرات النفط الليبية إلى معدلات ما قبل أزمة الإغلاق، لتتخطى حاجز المليون برميل يوميًا خلال الأيام الـ10 الماضية، بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى في سبتمبر/أيلول (2024).

وارتفعت الصادرات تدريجيًا بعد استئناف تحميل الخام من المواني النفطية الرئيسة في ليبيا، في أعقاب رفع حالة القوة القاهرة وعودة إنتاج النفط في ليبيا، بعد الاتفاق على تعيين إدارة جديدة للمصرف المركزي.

وبلغ متوسط ​​صادرات النفط الليبية من الخام الخفيف الحلو خلال الأيام الأخيرة نحو 1.03 مليون برميل يوميًا، ما يعادل متوسط ​​مستويات صادرات الخام خلال النصف الأول من 2024.

وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أظهرت بيانات تتبّع الناقلات تحميل شحنة قدرها 600 ألف برميل من خام حقل الشرارة الليبي في ميناء الزاوية، الواقع غرب ليبيا، متجهة إلى تركيا، للمرة الأولى منذ 3 أغسطس/آب الماضي.

وبلغ متوسط الصادرات من حقل ​​الشرارة نحو 12% قبل النزاعات الإقليمية الأخيرة، بمعدل 110 آلاف برميل يوميًا، وفقًا لمنصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.

ويُغذّي حقل الشرارة الليبي مصفاة الزاوية، إحدى أكبر مصافي النفط في ليبيا، التي تضم وحدتين للتقطير، بقدرة معالجة تبلغ نحو 60 ألف برميل يوميًا لكل منهما، بالخام الخفيف الحلو.

وفي سبتمبر/أيلول 2024، سجلت صادرات النفط الليبية تراجعًا حادًا إلى نحو 550 ألف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى في 4 سنوات، ويعادل نصف متوسط الصادرات خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين.

وفي الأسبوع الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي، انخفضت الصادرات إلى 314 ألف برميل يوميًا، من 468 ألف برميل يوميًا خلال الأيام الـ5 الأولى من الشهر نفسه، بمعدل انخفاض بلغ نحو 154 ألف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..