مسح: إنتاج أوبك+ النفطي في يونيو ينخفض.. والعراق يواصل تجاوز حصته

هبط إنتاج أوبك+ النفطي في يونيو/حزيران 2024 إلى أدنى مستوى في 3 سنوات، وفق مسح حديث اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وانخفض إنتاج التحالف -باستثناء الدول الـ3 المعفية من الحصص- بمقدار 90 ألف برميل يوميًا من النفط، ليسجل 33.98 مليون برميل يوميًا في الشهر الماضي، وفقًا لتقديرات وكالة “آرغوس ميديا” (Argus Media).

وجاء هذا الانخفاض في ظل هبوط إمدادات النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى نهاية 2025، بالإضافة إلى التخفيضات الطوعية الأخرى المعلَنة من بعض دول التحالف.

وتُطبّق 8 دول من تحالف أوبك+ بقيادة السعودية، تخفيضات طوعية تصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا، منذ يناير/كانون الثاني 2024 حتى نهاية الربع الثالث من 2024، على أن تتخلص تدريجيًا من هذه التخفيضات بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

إنتاج أوبك+ في يونيو

كان من الممكن أن يكون إنتاج أوبك+ في يونيو/حزيران أقلّ من 33.98 مليون برميل يوميًا، مع تجاوز التحالف هدفه لهذا الشهر بمقدار 130 ألف برميل يوميًا، إذ أنتج أعضاء أوبك الـ9 الخاضعون للتخفيضات أكثر من أهدافهم بمقدار 150 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران 2024، ليسجلوا 21.38 مليون برميل يوميًا.

بالإضافة إلى ذلك، أنتجت الدول الـ3 المعفية من الحصص -إيران وليبيا وفنزويلا- نحو 5.39 مليون برميل يوميًا في الشهر الماضي، ليصل إجمالي الإنتاج من الـ12 دولة الأعضاء في أوبك إلى 26.77 مليون برميل يوميًا.

ولكن عُوّض ذلك جزئيًا من قبل الأعضاء الـ9 من خارج أوبك في التحالف، الذين أنتجوا 12.6 مليون برميل يوميًا، أي أقلّ من الهدف المحدد بمقدار 20 ألف برميل يوميًا، وفق تقديرات “آرغوس ميديا” التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتسببت روسيا، المنتج الرئيس من خارج أوبك، بانخفاض معظم إنتاج التحالف في الأشهر الـ3 الماضية، إذ استبدلت خفض الإنتاج بتعهد خفض الصادرات الموجود مسبقًا.

وعلى الرغم من أنها خفضت الإنتاج بمقدار 120 ألف برميل يوميًا إلى 9.14 مليون برميل يوميًا الشهر الماضي، فإن هذا ما يزال أعلى بكثير من هدفها البالغ 8.98 مليون برميل يوميًا.

ويُمكن أن تلوح في الأفق انخفاضات أكثر حدّة من روسيا، إذا أوفت بوعدها بالتعويض عن الإنتاج أعلى من حصتها في الأشهر الأخيرة.

قازاخستان والعراق يخفقان

كانت قازاخستان من أكبر الدول المنتجة للخام في يونيو/حزيران 2024، إذ ارتفع إنتاجها بمقدار 80 ألف برميل يوميًا، إلى 1.56 مليون برميل يوميًا، أي أعلى من حصّتها المقررة بمقدار 90 ألف برميل يوميًا.

وعلى الرغم من تحديد الخطوط العريضة لخطّة خفض الإنتاج والتعويض عن الإنتاج الزائد في العام الجاري (2024)، لم تحقق قازاخستان هدفها في أيٍّ من الأشهر الـ6 الأولى من عام 2024.

لكن انخفاض الإنتاج يلوح في الأفق، مع قيام قازاخستان بأعمال الصيانة في الحقول الرئيسة في وقت لاحق من العام، ربما في أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لخطة التعويضات الأولية.

وكان العراق -مرة أخرى- أكبر منتج يتجاوز حصّته في التحالف الشهر الماضي، إذ ارتفع الإنتاج بمقدار 40 ألف برميل يوميًا إلى 4.2 مليون برميل يوميًا، أي نحو 200 ألف برميل يوميًا فوق الهدف المعلَن، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ومثل قازاخستان، فشل العراق بتحقيق هدفه في أيّ شهر من عام 2024، على الرغم من وضع الخطوط العريضة لخطّة للتعويض عن الإنتاج أعلى من حصته؛ إذ عزّز ارتفاع درجات الحرارة في الصيف حرق النفط الخام لتوليد الكهرباء الشهر الماضي.

وبلغ متوسط الإنتاج الزائد في العراق وقازاخستان مجتمعين 290 ألف برميل يوميًا في عام 2024، ما يجعل مهمة التعويض أصعب بكثير في الأشهر المقبلة.

إنتاج السعودية ودول أخرى

كان إنتاج النفط هادئًا نسبيًا في مجموعة الشرق الأوسط ضمن تحالف أوبك+؛ إذ انخفض إنتاج المملكة العربية السعودية بمقدار 10 آلاف برميل يوميًا، إلى 8.95 مليون برميل يوميًا.

كما تراجع إنتاج الإمارات بمقدار 10 آلاف برميل يوميًا، إلى 2.94 مليون برميل يوميًا، وانخفض إنتاج الكويت بمقدار 20 ألف برميل يوميًا إلى 2.4 مليون برميل يوميًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وارتفع إنتاج الأعضاء الـ3 المعفيين من أهداف الإنتاج في يونيو/حزيران 2024؛ إذ حققت إيران -الخاضعة للعقوبات- أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2018، مع إضافة 20 ألف برميل يوميًا، ليصل إجمالي إنتاجها من النفط إلى 3.31 مليون برميل يوميًا.

وأضافت ليبيا 40 ألف برميل يوميًا لتصل إلى 1.22 مليون برميل يوميًا، كما ارتفع إنتاج فنزويلا بمقدار 20 ألف برميل يوميًا، على الرغم من عودة العقوبات الأميركية في أبريل/نيسان 2024.

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- متوسط إنتاج أوبك النفطي على مدار الأشهر الماضية:

دول لم تحقق أهدافها

في المقابل، لم يتمكن عدد ناشئ من أعضاء أوبك+ من تحقيق أهداف الإنتاج الخاصة به في الأشهر الأخيرة.

وفي مواجهة التدهور الطبيعي وتحديات المنبع، أنتجت أذربيجان 80 ألف برميل يوميًا أقلّ من هدفها البالغ 550 ألف برميل يوميًا في الأشهر الـ6 الأولى من العام.

كما جاء إنتاج ماليزيا من النفط أقل من المتوقع، بمتوسط 40 ألف برميل يوميًا في المدّة نفسها.

وانخفض إنتاج السودان الذي مزّقته الحرب إلى 20 ألف برميل يوميًا فقط، مقارنةً بمستويات ما قبل الصراع البالغة نحو 70 ألف برميل يوميًا.

كما شهد جنوب السودان، الذي يعتمد بشكل كامل على السودان في صادراته، انخفاض إنتاجه إلى أكثر من النصف، بسبب استمرار إغلاق خط الأنابيب الرئيس في السودان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..