ارتفعت مخزونات النفط في الصين خلال شهر أغسطس/آب المنصرم (2024) لتسجل أعلى مستوى لها منذ 14 شهرًا بدعم من الانخفاض الكبير في أسعار النفط.
وخلال أول 8 أشهر من العام (2024)، استقبلت مخزونات النفط في الصين 1.11 مليون برميل يوميًا بزيادة بمقدار 300 ألف برميل يوميًا مقارنة بالمدّة نفسها من العام الماضي (2023).
ووفق تقارير يومية ترصدها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تراجعت أسعار النفط إلى 72 دولارًا اليوم الإثنين الموافق (16 سبتمبر/أيلول 2024) من أكثر من 92 دولارًا في أبريل/نيسان.
وكانت القفزة بواردات الصين من النفط إلى أعلى مستوى لها خلال عام؛ بغرض التخزين والاستفادة من هبوط الأسعار، وليس بسبب تعافي الاستهلاك.
ارتفاع مخزونات النفط في الصين
لا تكشف الصين عن أحجام الخام المتدفقة أو المسحوبة من مخزونات النفط الإستراتيجية والتجارية، إلّا أن التقديرات بشأن ارتفاع أو انخفاض حجم المخزون تعتمد على خصم النفط المكرر بالمصافي من إجمالي الخام المتاح سواء من خلال الواردات أو الإنتاج.
واستوردت الصين -وهي أكبر مستوردي النفط في العالم- 11.58 مليون برميل يوميًا في أغسطس/آب 2024، وبلغ حجم إنتاج الآبار المحليّة 4.20 مليون برميل يوميًا، وكرّرت المصافي الصينية 13.91 مليون برميل يوميًا.
وبذلك، يكون حجم النفط المُضاف إلى مخزونات النفط في الصين هو 1.85 مليون برميل يوميًا بناءً على حسابات ترتكز على بيانات مكتب الإحصاء الوطني.
ويمثل الرقم أكبر إضافة لمخزونات النفط منذ تخزين 2.1 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران (2023)، كما تزيد الإضافة في الشهر الثامن بصورة كبيرة عن 280 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز (2024)، وفق ما جاء في مقال نشرته وكالة رويترز لمحلل شؤون الطاقة والسلع الأسيوية كلايد راسل.
أسعار النفط
عزا الكاتب كلايد راسل تزايد واردات المصافي الصينية بالشهر الماضي إلى تراجع أسعار النفط وقت ترتيب إجراءات وصول الشحنات للتسليم في أغسطس/آب خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران.
وسجّلت العقود الآجلة لسعر خام برنت المرجعي أعلى مستوى لها خلال العام الجاري في 12 أبريل/نيسان بوصولها إلى 92.18 دولارًا، قبل أن تنخفض إلى 72.10 دولارًا للتسليم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل (2024) في الساعة 1:43 مساء بتوقيت غرينتش (3:34 بتوقيت مكة المكرمة).
وبناءً على هذا التراجع، من المتوقع أن تكون واردات الصين من النفط في سبتمبر/أيلول “قويًة إلى حدٍّ ما” بالمقارنة بالأشهر الأولى من العام.
وتراجعت عمليات التكرير الصينية خلال شهر أغسطس/آب (2024) إلى 59.07 مليون طن بما يعادل 13.52 مليون برميل يوميًا، بانخفاض طفيف عن 15.23 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي.
(الطن = 7.1 برميل).
كما تنخفض عمليات المصافي في أغسطس/آب عن يوليو/تموز السابق له، الذي سجّل أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول (2022).
الطلب على النفط
فضلًا عن كونها أكبر مستورد للنفط، تُعد الصين ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم، كما أنها صاحبة ثاني أكبر تعداد سكاني في العالم.
وأصبحت المصافي الصينية في السنوات الأخيرة حساسةً للأسعار؛ إذ تشتري الكثير من النفط عند انخفاض الأسعار وتسحب من المخزون عند الارتفاع.
ويرى المحلل كلايد راسل أن ذلك النمط من الشراء بمثابة “عامل استقرار لسوق النفط”؛ لأن الصين تشتري الكثير من الشحنات بأسعار رخيصة، وعند ارتفاعها تحجّم المكاسب السعرية للنفط عبر خفض الواردات.
وإذا كان الصين تستهدف من ذلك تخفيف ذبذبة السوق، فمن المتوقع أن يرسل ذلك مزيجًا من الأنباء السارة والسيئة لمجموعات التصدير ومنها تحالف أوبك+.
وفي 5 سبتمبر/أيلول (2024)، مدّدت 8 دول من أعضاء التحالف تخفيضات طوعية لإنتاج النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني (2024).
كما قرّر التحالف بالإجماع في يونيو/حزيران (2024) تمديد خفض إنتاج مليونَي برميل يوميًا حتى نهاية 2025 المقبل، في ضوء الالتزام بتحقيق استقرار سوق النفط واستدامتها، وتوفير التوجيه والشفافية للسوق على المدى الطويل، وتماشيًا مع نهج التحلّي بالحيطة والاستباقية والوقائية.
وتملك واردات الصين من النفط -التي تتأرجح بالقرب مستوى مليوني برميل يوميًا (حسب الظروف)- القدرة على التأثير في اتجاه الأسعار؛ كونها تمثل نحو 5% من إجمالي الشحنات المنقولة بحرًا، و2% تقريبًا من السوق العالمية.
وخفّضت منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب الصيني على النفط إلى 650 ألف برميل يوميًا في العام الجاري 2024 من 700 و760 ألف برميل سابقًا.
ومن أجل أن تتحقّق توقعات أوبك، يجب أن ترتفع واردات الصين من النفط خلال الربع الأخير من العام، وفي حال ارتفعت أسعار النفط، ستكون “مفاجأة كبيرة” إذا زاد حجم الواردات أيضًا، بحسب الكاتب.
ويوضح الإنفو غرافيك أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب على النفط في 2025 من 3 مؤسسات كبرى:
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply