كيف تدفع أسعار النفط الصين للسحب من مخزوناتها؟ أنس الحجي يجيب

كيف تدفع أسعار النفط الصين للسحب من مخزوناتها؟ أنس الحجي يجيب

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسعار النفط المرتفعة مؤخرًا دفعت الصين إلى السحب من مخزوناتها، سواء الإستراتيجية أو غير الإستراتيجية.

وأوضح الحجي، خلال حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة“، قدّمها بمنصة “إكس”، بعنوان “هل تمنع الصين وإيران صعود النفط فوق 100 دولار؟”، أن هناك أدلة على أن الصين بدأت بالفعل السحب من المخزونات، إذ سحبت حتى الآن ما يصل إلى 10 ملايين برميل.

ولفت إلى أن هذا السحب سيستمر، ولكن لسبب آخر غير السيطرة على أسعار النفط ومنعها من الصعود فوق 100 دولار للبرميل، وهو أن واردات الصين من النفط بدأت تنخفض، “وهو ما توقعناه سابقًا”، كما أنه مع ارتفاع الأسعار ستلجأ الشركات الصينية لما جرى تخزينه وشراؤه مسبقًا بأسعار منخفضة.

أسعار النفط تقارب 100 دولار

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي: “يوم الثلاثاء، تراجعت أسعار النفط إلى حدود 94 دولارًا للبرميل، وذلك بعد أن كانت قد ارتفعت بشدة قبل أن تعود لمستوياتها عند 94.45 دولارًا، والحديث هنا عن خام برنت”.

أسعار النفط

وأوضح الدكتور أنس الحجي أنه بالنسبة للنفط السعودي، الملقب باسم “الخام العربي الخفيف” -رغم كونه ليس خفيفًا، بل متوسط، ولكن الاسم قديم واستمر- فهو اقترب من 99 دولارًا، أي إنه في الوقت الحالي على مقربة من 100 دولار للبرميل.

ولفت إلى التنبؤات من العام الماضي بإمكان أن تستعمل الصين مخزوناتها، سواء كانت إستراتيجية أو تجارية، لمنع أسعار النفط من الارتفاع، وكان هناك تركيز خاص على المخزون الإستراتيجي، ولكن هناك إثباتات كاملة الآن على أن بكين بدأت بالفعل السحب من المخزون الإستراتيجي.

وأضاف: “الكميات المسحوبة تبلغ حتى الآن نحو 10 ملايين برميل، والمنتظر أن يستمر هذا السحب مع انخفاض واردات الصين من النفط الخام، إذ إن الشركات ستسحب من النفط الذي اشترته مسبقًا بأسعار منخفضة، وذلك لتكريره وبيع المنتجات المكررة بالأسعار العالمية الجديدة، ومن ثم تحقق أرباحًا كبيرة”.

See also  أسعار النفط ترتفع.. وخام برنت فوق 79 دولارًا

وتابع: “لكن التطورات التي حدثت خلال الأسبوعين الماضيين، تسببت بمشكلات عديدة في السوق، إذ ارتفعت واردات الصين إلى أعلى مستوى لها في التاريخ، ومع هذا التغير حدثت أمور عدّة، أولها أن هذا الارتفاع لا يعني بالضرورة انتعاش الاقتصاد الصيني أو انتعاش الطلب في الصين على النفط، لأن هناك أشياء أخرى مرتبطة بهذا الموضوع”.

ومن هذه الأشياء، وفق الحجي، أن المخزون ارتفع، فإذا كان الاقتصاد ينمو بشكل كبير والاستهلاك ينمو بشكل كبير، فالمفروض ألّا يرتفع المخزون، ولكن ارتفاع الواردات مع ارتفاع المخزون يعني أن الاقتصاد ما زال ضعيفًا، وأن الطلب على النفط كذلك ما زال ضعيفًا.

وأردف: “ولكن هناك متعلقات أخرى، وهي أن صادرات الصين من المنتجات النفطية ارتفعت بشكل كبير، خاصة الديزل، وهذا يعني أنهم يستوردون ويكررون ثم يعاودون التصدير، وهو ما يوضح أن الاقتصاد الصيني ما زال يعاني حتى الآن، وزيادة الواردات التاريخية لا تعني بالضرورة زيادة الطلب على النفط”.

واردات الصين من الغاز المسال

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه بجانب زيادة واردات الصين من النفط الخام وارتفاع أسعار النفط، ارتفعت كذلك وارداتها من الغاز، وتحديدًا الغاز المسال، وما زالت هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات لمعرفة ما يحدث.

وأضاف: “هناك إشكال كبير في موضوع الحر، إذ إن الأمطار دائمًا ما تخلق أزمات من هذا النوع في الصين، وتؤثّر في الفحم، ومن ثم فإذا نقصت إمدادات الفحم يضطر الصينيون إلى استعمال الغاز وزيادة واردات الغاز المسال”.

وتابع: “ولكن -أيضًا- بسبب انخفاض الأسعار، هناك احتمال أن الصينيين يخزّنون الغاز مثلما يخزنون النفط، وقد تكون هناك بعض الإشكالات في صادرات روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى الصين، وهذا يجبر بكين على استيراد مزيد من الغاز المسال”.

See also  A report reveals expectations for oil and mineral prices in 2023

النفط في الصين

وعن الارتفاع القياسي في واردات الصين من النفط الخام وزيادة أسعار النفط، قال الدكتور أنس الحجي، إن عام 2023 كان عام الأرقام القياسية، إذ شهد فيه إنتاج النفط الصخري الأميركي أعلى مستوياته تاريخيًا، كما سجلت واردات أوروبا من النفط مستويات قياسية.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفع إنتاج تكساس من النفط إلى أعلى مستوى في تاريخه، كما أصبحت صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال الأعلى في تاريخها مسجلة أرقامًا قياسية، ومن المتوقع تحطيم كثير من الأرقام القياسية خلال العام، إذ إن الطلب العالمي على النفط سيكون الأعلى تاريخيًا في 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.


Posted

in

by

Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *