اقترب إنتاج النفط في ناميبيا من تحقيق طموحات الدولة الواقعة في جنوب غرب أفريقيا، في الوقت الذي تستعد فيه للحصول على إيرادات ضخمة بصندوق للثروة السيادية.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ستستثمر ناميبيا جزءًا كبيرًا من أيّ إيرادات تحصل عليها من اكتشاف نفطي ضخم محتمل في صندوق للثروة السيادية.
وتتوقع ناميبيا معرفة ما إذا كان الاكتشاف قابلًا للتطبيق تجاريًا في وقت لاحق من العام الجاري (2024).
ويمكن أن يغير النفط قواعد اللعبة بالنسبة للدولة ذات الكثافة السكانية المنخفضة التي يقلّ عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة، حيث يعيش الكثير منهم في فقر.
موعد بدء إنتاج النفط في ناميبيا
عُثر على ما يُقدَّر بنحو 11 مليار برميل من النفط الخام في المياه قبالة شواطئ ناميبيا في عام 2022، بوساطة شركتي توتال إنرجي (TotalEnergies) وشل (Shell).
ووصف بعضهم الاكتشاف الجديد بأنه من المحتمل أن يكون أكبر اكتشاف في المياه العميقة في العالم،وإذا كان استغلال جزء صغير من هذه الكمية مربحًا، فإنه سيؤدي بسرعة إلى إغراق الاقتصاد الناميبي الذي يبلغ حجمه 13 مليار دولار.
وقال وزير المالية الناميبي إيبومبو شيمي: “نحن ندرك أن الأحجام كبيرة، ولكن ما يزال يتعين علينا اختبار الجدوى التجارية لهذا النفط.. نتوقع منهم أن يتوصلوا إلى قرار استثمار نهائي، ربما بحلول نهاية هذا العام”.
وأشار شيمي إلى أن شل ربما كانت متأخرة عن توتال 6 أشهر فيما يتعلق بإكمال تقييم الجدوى، وبمجرد اتخاذ قرار بالمضي قدمًا، فمن المحتمل أن يستغرق الأمر نحو 5 سنوات قبل أن يبدأ النفط في التدفق، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.
وقال: “لا نريد أن نعتمد على شيء لم يحدث بعد.. لكن إذا كان الاكتشاف كبيرًا، فإنه سيغيّر بالتأكيد قاعدة الإيرادات في ناميبيا”.
استغلال إيرادات النفط في ناميبيا
لضمان أن تكون هذه المكاسب غير المتوقعة من إنتاج النفط في ناميبيا متاحة للأجيال المقبلة، أنشأت البلاد صندوقًا للثروة السيادية لتلقّي جزء كبير من الإيرادات، إذا تحققت.
وقال وزير المالية الناميبي إيبومبو شيمي، إن مشروع قانون يُجهَّز لتحديد حجم عائدات النفط التي ستذهب إلى الصندوق، والمبلغ الذي يمكن سحبه، وكيفية استثماره، ومن المقرر تقديم الخطة إلى المشرّعين بحلول نهاية العام الجاري (2024).
وأضاف: “نظرًا لأن الإيرادات ستكون كبيرة، يتعين علينا إيجاد طريقة لجمع هذه الإيرادات، وتوزيعها أيضًا بطريقة تجعلها متاحة للأجيال المقبلة”.
وسيتولى المصرف المركزي الناميبي إدارة الصندوق في البداية، ولكن إذا أصبح كبيرًا بما يكفي، فيمكن إنشاؤه بوصفه كيانًا قائمًا بذاته، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
هل تنضم ناميبيا إلى أوبك+؟
في سياقٍ متصل، قال وزير المالية الناميبي إيبومبو شيمي، إن الانضمام إلى تحالف أوبك+ سيُبحث إذا بدأ النفط في التدفق، لكن لن تُجرى مناقشات رسمية حتى تتضح الجدوى التجارية للاكتشاف.
وقال: “إنه شيء نتطلع إليه، ولكننا لم نتخذ قرارًا حازمًا بشأنه”، بحسب التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت مصادر قد كشفت أن تحالف أوبك+ يتطلع إلى حصول ناميبيا على عضوية محتملة، في الوقت الذي تحدد فيه البلاد ما قد يصبح رابع أكبر إنتاج في أفريقيا بحلول عام 2030، بعد أن فقد التحالف أنغولا ولاعبين آخرين في السنوات الأخيرة.
وقال الرئيس التنفيذي لغرفة الطاقة الأفريقية، إن جيه أيوك، إنّ أوبك ترغب في رؤية ناميبيا تصبح عضوًا كامل العضوية، مضيفًا أنّ نتيجة المحادثات غير واضحة في هذه المرحلة، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وصرّحت منظمة أوبك -في تغريدة ذلك الوقت- بأن الأمين العام هيثم الغيص التقى وزير المناجم والطاقة الناميبي توم ألويندو بمؤتمر في نيجيريا، وأثيرت احتمالات عمل أوبك وناميبيا معًا “تحت مظلة ميثاق التعاون”.
وقال أيوك، إن المحادثات بين أوبك والحكومة الناميبية من المرجّح أن تتواصل في أواخر أبريل/نيسان، عندما يلقي الغيص كلمة أمام مؤتمر الطاقة الناميبي.
وقال براناف جوشي، من شركة ريستاد إنرجي لاستشارات الطاقة (Rystad Energy)، إنه اكتُشِف نحو 2.6 مليار برميل من النفط في ناميبيا هذا العقد حتى الآن.
وبناءً على الاكتشافات الحالية، تتطلع ناميبيا إلى الوصول إلى 700 ألف برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية القصوى بحلول العقد المقبل، وفقًا لتقديرات جوشي.
وهذا أقلّ من إنتاج أنغولا البالغ نحو 1.1 مليون برميل يوميًا، لكن جوشي أشار إلى أن إنتاج ناميبيا قد يرتفع مع المزيد من عمليات الاستكشاف الناجحة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply