رفع صندوق النقد الدولي توقعات أسعار النفط في عامي 2023 و2024، مع استمرار التخفيضات الطوعية من جانب السعودية وروسيا، وفق تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه.
ومن المتوقع أن يصل متوسط العقود الآجلة لأسعار الخام في 2023 إلى 80.49 دولارًا للبرميل، مقارنة مع التقديرات السابقة في يوليو/تموز 2023 عند 76.43 دولارًا، وفق تقرير آفاق الاقتصاد العالمي 2023، الصادر عن صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان متوسط أسعار النفط -يشمل متوسط خام برنت وغرب تكساس الوسيط وخام دبي- قد بلغ 96.36 دولارًا للبرميل خلال العام الماضي (2022)، ارتفاعًا من متوسط 69.25 دولارًا في 2021، مع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويتداول سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي -حاليًا- فوق مستوى 88 دولارًا للبرميل، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
توقعات أسعار النفط في 2024
في العام المقبل (2024)، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل متوسط أسعار النفط 79.92 دولارًا للبرميل، مقابل التقديرات السابقة البالغة 71.68 دولارًا.
ويرى صندوق النقد أن أسعار السلع الأساسية، بصفة عامة، يمكن أن تصبح أكثر تقلبًا في ظل تجدد التوترات الجيوسياسية والاضطرابات المرتبطة بتغير المناخ.
ومنذ يونيو/حزيران 2023، ارتفعت أسعار النفط بنحو 25% على خلفية تمديد تخفيضات الإمدادات من جانب تحالف أوبك+، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأدّى انتعاش الاقتصاد الصيني الأقلّ من المتوقع ومخاوف استمرار تشديد السياسة النقدية في الاقتصادات الكبرى إلى ضغوط هبوطية على أسعار الخام في الربع الثاني من 2023، قبل أن تدعمها تخفيضات أوبك+.
عوامل داعمة لتوقعات أسعار النفط
ثبّت صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي عند 3% خلال العام الجاري، دون تغيير عن تقديرات يوليو/تموز الماضي، ما يدعم مرونة الطلب على النفط.
وبالنسبة إلى العام المقبل، من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 2.9%، ما يمثّل خفضًا طفيفًا للتوقعات بنسبة 0.1%.
وجاء في تقرير الصندوق: “على الرغم من تضرّر أسواق الطاقة والغذاء بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والتشديد النقدي غير المسبوق لمكافحة تسارع التضخم، فقد تباطأ النشاط الاقتصادي، لكنه لم يتوقف”.
ويأتي الدعم الرئيس لأسعار النفط عالميًا من تأكيد تحالف أوبك+ استمرار سياسة خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا حتى نهاية 2024، بالتوازي مع تخفيضات طوعية لنحو 9 دول من التحالف، بقيادة السعودية وروسيا.
وعلى جانب منفصل، تنفّذ السعودية خفضًا طوعيًا للإنتاج قدره مليون برميل يوميًا منذ يوليو/تموز 2023، ويستمر حتى نهاية العام الجاري على الأقلّ، كما تقلّص روسيا صادراتها النفطية طواعية بمقدار 300 ألف برميل يوميًا حتى نهاية 2023.
ويرى صندوق النقد أن استمرار ارتفاع أسعار النفط، مدفوعًا بتخفيضات الإمدادات، يمكن أن يؤثّر سلبًا في النشاط الاقتصاد العالمي ويرفع معدلات التضخم، مع اختلاف التأثير حسب المناطق.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply