صفقة تدعم واردات كوريا الجنوبية من النفط الخليجي بحلول 2025

أصبح من المتوقع أن تشهد واردات كوريا الجنوبية من النفط الخليجي تغيرًا ملحوظًا مع مطلع العام المقبل (2025)، في ظل الجهود المبذولة لتنفيذ صفقة مهمة بين الجانبين، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

إذ تهدف الحكومة الكورية الجنوبية إلى استكمال الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لتنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بالكامل مع أعضاء مجلس التعاون الخليجي بحلول سبتمبر/أيلول 2024.

وقد تسمح هذه الصفقة للمصافي المحلية بشراء الخام الحامض من الشرق الأوسط بسعر أرخص وتحسين هوامشها.

ويضمّ مجلس التعاون الخليجي السعودية أكبر مُصدّر للنفط الخام إلى كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى مُصدّري النفط الخام الرئيسين الآخرين مثل الكويت، والإمارات، وقطر، وسلطنة عمان، والبحرين.

اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي

وقّع وزير التجارة الكوري الجنوبي دوكجيون آن، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، بيانًا أوليًا مشتركًا لاتفاقية التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية ودول مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وتهدف الحكومة حاليًا إلى استكمال تقييم الأثر الاقتصادي، والسعي للحصول على اتفاقية التصديق من الجمعية الوطنية، وتنفيذ الإجراءات الإدارية الأخرى اللازمة لدخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ.

وقال مسؤول في وزارة التجارة والصناعة: “على الرغم من توقيع الاتفاقية العام الماضي (2023)، فإن المعاهدة ما تزال تتطلّب إجراءات مختلفة لكي تجري الموافقة عليها”.

وأضاف: “الهدف النهائي هو الانتهاء من جميع الإجراءات المحلية اللازمة بحلول سبتمبر/أيلول (2024)، والمضي قدمًا في التنفيذ الرسمي لاتفاقية التجارة الحرة قبل نهاية العام”.

والتقى الوزير آن مؤخرًا مع وزير التجارة السعودي ماجد بن عبدالله القصبي في 30 يوليو/تموز 2024 في سول، لمناقشة الدخول السريع لاتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ، وفق التحديثات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في منصة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).

وقال الوزير الكوري الجنوبي خلال هذا الاجتماع: “لتسريع عملية المراجعة القانونية لكلا الطرفين، نطلب دعم المملكة العربية السعودية بوصفها عضوًا في مجلس التعاون الخليجي”.

وفي الآونة الأخيرة، وقّعت كوريا الجنوبية بصفة منفصلة اتفاقية تجارة حرة ثنائية مع الإمارات في 29 مايو/أيار 2024؛ ما أدى إلى إزالة التعرفة الجمركية البالغة 3% على مختلف درجات الخام الحامض في أبوظبي، بما في ذلك مربان ومزيج داس وزاكوم العلوي، على مدى السنوات الـ10 المقبلة.

واردات كوريا الجنوبية من النفط الخليجي

في النصف الأول من عام 2024، استوردت كوريا الجنوبية 160.6 مليون برميل من السعودية، ودفعت في المتوسط 86.66 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وجاء 39.1 مليون برميل من الكويت في الأشهر الـ6 الأولى، بتكلفة متوسطة 84.56 دولارًا للبرميل؛ و74.7 مليون برميل من الإمارات خلال المدّة نفسها بسعر متوسط 86.46 دولارًا للبرميل، وفقًا لأحدث البيانات من شركة النفط الوطنية الكورية المملوكة للدولة.

وتتضمّن بيانات تكلفة الاستيراد لشركة النفط الوطنية الكورية، الشحن والتأمين والضرائب والرسوم الإدارية والمواني الأخرى.

وأشار التجار ومُسوقو المنتجات النفطية في مصافي التكرير الكورية الرئيسة إلى أن التنفيذ الرسمي لاتفاقية التجارة الحرة مع كبار منتجي الخام في الشرق الأوسط، من شأنه أن يوفّر لهم ميزة كبيرة في شراء شحنات الخام الحامض من الخليج العربي بتكلفة أقل.

وتفرض كوريا الجنوبية -حاليًا- تعرفة جمركية بنسبة 3% على النفط الخام المستورد، التي أُلغيت أو خُفضت حسب الحجم من الموردين الذين لديهم اتفاقيات تجارة حرة مع الدولة.

وقال مدير المواد الخام والخدمات اللوجستية في إحدى شركات التكرير الكورية الكبرى: “إذا نُفّذت اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي بالكامل بحلول نهاية العام، فيمكننا إعادة هيكلة وتكوين خطط شراء الخام في الخليج العربي لعام 2025 بطريقة إيجابية”.

وتابع: “كل سنت يجري توفيره من الضرائب والرسوم الجمركية سيُسهم في هوامش التكرير الأكثر صحة”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..