شهد قطاع النفط الأميركي صفقة استحواذ جديدة تهدف إلى زيادة الإنتاج وتحقيق فوائد مادية، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أعلنت شركة ديفون إنرجي (Devon Energy)، اليوم الإثنين (8 يوليو/تموز 2024)، إبرام اتفاقية شراء نهائية للاستحواذ على أعمال حوض ويليستون التابعة لشركة غرايسون ميل إنرجي (Grayson Mill Energy).
ومن المتوقع إغلاق هذه الصفقة الجديدة في قطاع النفط الأميركي بحلول نهاية الربع الثالث من 2024، مع تاريخ سريان -بأثر رجعي- في 1 يونيو/حزيران 2024.
وستموّل “ديفون” عملية الاستحواذ البالغة قيمتها 5 مليارات دولار بمبلغ 3.25 مليار دولار نقدًا، وإصدار 37 مليون سهم من الأسهم العادية بقيمة 1.75 مليار دولار.
فوائد صفقة الاستحواذ
علّق الرئيس، المدير التنفيذي لشركة “ديفون” ريك مونكريف، على الصفقة، قائلًا: “يُعدّ الاستحواذ على غرايسون ميل مناسبة إستراتيجية ممتازة لنا، إذ يسمح بتوسيع إنتاجنا النفطي وحجم التشغيل بكفاءة، مع الحصول على مساحة مفيدة لمخزون الحفر الاقتصادي للغاية”.
وأضاف: “تخلق هذه الصفقة أيضًا قيمة فورية ضمن إطارنا المالي، من خلال توفير تراكم مستدام للأرباح والتدفق النقدي الحر الذي سيؤدي إلى توزيعات أعلى للمساهمين بمرور الوقت”.
ووفق بيان أصدرته الشركة واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، جرى الاستحواذ على الأصول بأقل من 4 أضعاف الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين، مع عائد تدفُّق نقدي حرّ يُقدَّر بنسبة 15% عند سعر نفط خام غرب تكساس الوسيط البالغ 80 دولارًا.
وتضيف عملية الاستحواذ مزيج إنتاج من شأنه أن يزيد من مكانة “ديفون” بوصفها واحدة من أكبر منتجي النفط الأميركي؛ إذ يصل إجمالي الإنتاج إلى متوسط 765 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا عبر محفظة أصولها المتنوعة.
وتعمل هذه الصفقة على توسيع مكانة الشركة بشكل كبير في حوض ويليستون، مع إضافة 307 آلاف فدان صافٍ (70% من الحصة العاملة).
وتتوقع الشركة الحفاظ على الإنتاج من الأصول المستحوذ عليها عند نحو 100 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ (55% من النفط) في عام 2025.
وعلى أساس مبدئي، ستمتلك “ديفون” عمر مخزون يصل إلى 10 سنوات في حوض ويليستون، بوتيرة تطوير ثابتة لـ3 منصات يجري تشغيلها.
ومع تعزيز الحجم في الحوض، تتوقع “ديفون” تحقيق ما يصل إلى 50 مليون دولار في متوسط وفورات التدفق النقدي السنوي من خلال الكفاءات التشغيلية والتآزر التسويقي.
نظرًا للطبيعة التراكمية لهذه الصفقة للتدفق النقدي الحر، وسَّع مجلس إدارة “ديفون” ترخيص إعادة شراء الأسهم بنسبة 67%، ليصل إلى 5 مليارات دولار حتى منتصف عام 2026.
ويدعم هيكل الصفقة احتفاظ “ديفون” بتصنيفاتها الائتمانية القوية من الدرجة الاستثمارية، وتخطط الشركة لتحسين قوّتها المالية من خلال تخصيص ما يصل إلى 30% من تدفّقها النقدي الحر السنوي لخفض 2.5 مليار دولار من الديون على مدى العامين المقبلين.
صفقات أخرى بقطاع النفط الأميركي
في سياقٍ متصل، خسرت شركة ديفون إنرجي عروضها للاستحواذ على 3 من نظيراتها على الأقل في الأشهر الـ12 الماضية، بسبب رفض أسهمها بوصفها عملية استحواذ، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وأضاعت “ديفون” طفرة إبرام الصفقات في قطاع النفط الأميركي، بخسارتها أمام كونوكو فيليبس (ConocoPhillips) صفقة بقيمة 22 مليار دولار للاستحواذ على شركة ماراثون أويل (Marathon Oil)، وفشلها في التغلب على عرض شركة أوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum) بقيمة 12 مليار دولار لشراء كراون روك (Crown Rock)، وعدم تمكّنها من التوصل إلى اتفاق مع شركة إنيربلاس (Enerplus) قبل بيعها لشركة كورد إنرجي (Chord Energy) مقابل 3.8 مليار دولار.
مثل أقرانها، تحولت “ديفون” إلى عقد الصفقات لكسب الحجم، إذ تحفر المزيد من مساحاتها الحالية،وتكافح الشركة من أجل إتمام عملية استحواذ، لأن ارتفاع تكاليف الحفر وقضايا الإنتاج جعلت أسهمها أقل جاذبية لأهداف الاستحواذ.
وكانت معظم الصفقات الكبيرة الأخيرة في القطاع، بما في ذلك استحواذ إكسون موبيل (Exxon Mobil) على شركة بايونير ناتشورال ريسورسيز (Pioneer Natural Resources) مقابل 59.5 مليار دولار، واتفاق شيفرون (Chevron) للاستحواذ على شركة هيس (Hess) بقيمة 53 مليار دولار، كلّها عبارة عن أسهم.
وتساعد عروض الأسهم في التوفيق بين الخلافات بشأن الأسعار وأهداف الاستحواذ التي يتردد المساهمون في دفع الأموال مقابلها، خوفًا من أن تنتعش أسعار الطاقة بشكل حادّ، لكنهم سعداء بطرح حصصهم في صفقة، لأنهم يريدون الاستمرار بالاستثمار في الشركة المندمجة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply