تحتدم المواجهة بين الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون (Chevron) مايكل ويرث، وشركة “إكسون موبيل” (Exxon Mobil)، في مباراة اقتناص حصة شركة “هيس” (Hess) في الأصول النفطية بدولة غايانا الغنية بالنفط.
وتتمسك “إكسون موبيل” بأحقيتها في شراء حصة “هيس” في أصولها النفطية بغايانا، بمقتضى حق الشفعة التي يكفلها لها القانون الدولي، لا سيما أنها تستحوذ على النصيب الأكبر في أسهم التحالف الذي يمتلك أصول “هيس”.
ويمثّل اقتناص هذه الصفقة تحديًا كبيرًا أمام “ويرث”، الذي أُفلتت من يديه -خلال الأعوام الماضية- أكثر من فرصة استحواذ كانت حيوية بالنسبة إلى شيفرون، واتُهم على أثرها بتواضع كفاءته المهنية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
منافسة شرسة
يواجه الرئيس التنفيذي لشركة “شيفرون”، مايكل ويرث، منافسة قوية مع شركة إكسون موبيل الأميركية بعرضه البالغ 53 مليار دولار، لشراء شركة هيس (Hess) وحصتها في دولة غايانا.
وقدّمت شركة إكسون موبيل -يوم الأربعاء 6 مارس/آذار 2024- دعوى تحكيم قد تمنع استحواذ الشركة الأميركية على حصة هيس، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، في 8 مارس/آذار 2024.
ومع ذلك، أكد متحدث باسم شيفرون أن “الشركة ما تزال ملتزمة تمامًا بصفقة الاستحواذ على حصة (هيس)، ونحن واثقون بموقفنا، ونتطلع إلى إغلاق الصفقة”.
وتشمل الصفقة بيع حصة هيس، البالغة 30% في التحالف، الذي كان قد اكتشف أكثر من 11 مليار برميل نفط في مربع ستابروك البحري في غايانا، التي يقول المحللون إنه يحوي احتياطيات نفطية مُحتملة قابلة للاستخراج بما يزيد على 20 مليار برميل.
وتمتلك شركة “إكسون موبيل” 45% من التحالف، في حين تستحوذ شركتا “هيس” و”سينوك” (CNOOC) الصينية حصصًا أقلية.
وتقول “إكسون موبيل”، إن اتفاقية التشغيل الحاكمة للشراكة تمنحها حق الشفعة (الأفضلية) لشراء أي أصول نفطية في غايانا ترغب شركة هيس في بيعها.
اختبار لـ”ويرث”
تُعد هذه الصفقة بمثابة اختبار حقيقي لمسيرة الرئيس التنفيذي لشركة “شيفرون” الأميركي مايكل ويرث، فإذا استطاعت “إكسون موبيل” المضي قدمًا في دعواها التحكيمية ومنع غريمتها شيفرون من انتزاع هذه الصفقة، فستكون هذه هي المرة الثانية التي تفلت فيها صفقة كبيرة من بين أصابع “ويرث”.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2019، بعد عام واحد فقط من توليه منصب الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية، خسر صفقة استحواذ بقيمة 33 مليار دولار لشراء شركة “أناداركو بتروليوم” (Anadarko Petroleum)، عندما قدمت شركة أوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum) سعرًا أعلى للصفقة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس إدارة شركة “سميد كابيتال مانغمنت” (Smead Capital Management)، بيل سميد، إن “ويرث” أضاع -أيضًا- فرصة في عام 2022 لشراء شركة أوكسيدنتال بما تمتلكه من أصول أناداركو مقابل 32 مليار دولار، أي أقل من عرض 2019.
وأضاف بيل سميد: “الحقيقة هي أن (ويرث) كان بطيئًا في الحضور ومتخلفًا بخطوة في كل شيء تقريبًا”.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة “سميد كابيتال مانغمنت”، أن “ويرث” بسبب هذه الإخفاقات السابقة يقود معركة بقاء في منافسته على شراء أصول “هيس” في غايانا.
ويرى كثيرون أن “ويرث” شخص هادئ الطبع، لكنه حازم في الوقت نفسه، وحال تمكنه من اقتناص هذه الصفقة فسيكون هذا بمثابة إنجاز ضخم في سجل مسيرته المهنية.
من يحسم الصفقة؟
تركت إكسون الباب مفتوحًا أمام احتمال التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المالية إم كي بي أدفيزورس (MKP Advisors)، مارك كيلي، إنه ما يزال من الممكن أن ترى “إكسون” ضرورة تقديم عرض لشراء هيس قبل تصويت المساهمين في شيفرون-هيس، وهو ما قد يحدث في الشهرين المقبلين.
وأضاف: “يبدو أن إكسون أشارت ضمنًا إلى أنها تريد حقًا امتلاك حصة هيس في غايانا، لذلك من المحتمل أن تحتاج إلى طرح شيء منافس على الطاولة قبل التصويت من قبل شيفرون-هيس لإغلاق الصفقة”.
وقال نائب أول رئيس شركة “إكسون موبيل”، نيل تشابمان، إن دعوى التحكيم أمام محكمة دولية قد تستغرق نحو 6 أشهر أو أكثر، ما يؤخر هدف شيفرون المتمثل في إتمام الصفقة بحلول منتصف العام الجاري (2024).
وقالت شركة هيس يوم الخميس 7 مارس/آذار 2024، إنها تراجع الجدول الزمني لإغلاق الصفقة.
وقال محللون، إن الخلاف قد يتجه إلى أي من الاتجاهين، في إشارة إلى احتمالية استحواذ أي من الشركتين “شيفرون” أو”إكسون موبيل” على حصة هيس في غايانا.
وقال المحلل في شركة سانكي للأبحاث، بول سانكي، إن الاحتمال الآخر هو أن تضطر شيفرون إلى الدفع لشركة إكسون للسماح بإتمام الصفقة.
وأضاف: “هناك احتمال أن تقدم لهم (شيفرون) شيكًا وتقول لهم، هل يمكنك المغادرة من فضلك؟ وهناك احتمال أن يلجؤوا (إكسون) إلى التحكيم ويؤخروا الصفقة”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply