تعرقلت صادرات نفط جنوب السودان مع مطلع العام الجاري (2024)، في ظل الحرب الأهلية المشتعلة في السودان المجاور منذ أبريل/نيسان 2023.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ما يزال جنوب السودان غير قادر على استئناف صادرات خام مزيج “دار” الثقيل، بسبب القتال الدائر حول مصفاة الخرطوم السودانية.
وقد منعت المشكلات على طول خط أنابيب بترودار -الذي يمرّ عبر المصفاة- نحو 100 ألف برميل يوميًا من مزيج “دار” من الوصول إلى محطة تصدير بشائر السودانية على البحر الأحمر منذ فبراير/شباط.
ومنذ الانفصال في عام 2011، يعتمد جنوب السودان غير الساحلي بشكل كامل على السودان لتصدير خامه، ويعتمد على مبيعات النفط في أكثر من 90% من إيرادات الحكومة.
موقف صادرات نفط جنوب السودان
قال وكيل وزارة النفط في جنوب السودان وليام أنياك دينق: “إن أعمال الإصلاح الرئيسة لخطّ الأنابيب أُنجِزَت، لكننا غير قادرين على استئناف التدفقات بسبب القتال العنيف حول مصفاة الخرطوم”.
وأضاف أن هذا الأمر يعرقل أعمال الإصلاح المتبقية، ولم يتمكن من إعطاء جدول زمني لإعادة تشغيل خط أنابيب بترودار، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في منصة “آرغوس ميديا” (Argus Media).
وكان جنوب السودان يأمل إعادة تشغيل خط الأنابيب في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران الجاري.
وأجبر إغلاق خط الأنابيب شركة دار للنفط (DPOC) -وهي تحالف تقوده الصين وينتج مزيج دار- على وقف الإنتاج بسبب عدم وجود منافذ تصدير بديلة.
وقدّر دينغ إنتاج جنوب السودان العضو في تحالف أوبك+ من الخام الحالي -وكلّه خام مزيج “النيل”- عند 60 ألفًا إلى 65 ألف برميل يوميًا، مقارنةً بنحو 150 ألف برميل يوميًا قبل إغلاق خط أنابيب بترودار.
ويمتلك السودان إنتاجًا خاصًا به من النفط الخام، الذي يبلغ عادةً نحو 50 ألف برميل يوميًا، لكنه تأثّر أيضًا بالحرب الأهلية.
ومن ثم، ترتبط إعادة تشغيل خط الأنابيب واستمرار صادرات نفط جنوب السودان المتبقية، بشكل متزايد، بمسار الحرب الأهلية في السودان، لكن الجهود المبذولة لإنهاء القتال باءت بالفشل حتى الآن.
وتعرضت مصفاة الخرطوم السودانية، التي تبلغ طاقتها 100 ألف برميل يوميًا، والتي جرى إمدادها جزئيًا بالنفط الخام من جنوب السودان، للقصف مرارًا وتكرارًا منذ بداية الحرب، وما تزال متوقفة عن العمل.
وقال دينغ، إن جنوب السودان ليس لديه تقييم كامل لحالة المصفاة، لكنه يدرك أن بعض خزانات النفط الخام والوقود قد دُمِّرت.
حريق في مصفاة الخرطوم السودانية
في سياقٍ متصل، اندلع حريق مدمر لمدّة يومين في مصفاة الخرطوم للنفط، الخاضعة حاليًا لسيطرة قوات الدعم السريع، وأكد شهود عيان أن هذا الحريق -الذي اشتعل مساء الأربعاء (19 يونيو/حزيران 2024)- هو الأوسع حتى الآن.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، اجتاح الحريق منشأة تخزين للنفط الخام من مزيج النيل القادم من حقل هجليج بولاية غرب كردفان.
وأشارت مصادر إلى أن مادة الإطفاء التي تستعملها فرق الدفاع المدني في المصفاة قد استُنفدت بسبب تكرار الحرائق ومحدودية توفر هذه المادة، وفق ما نقلته منصة “سودان تريبيون” (Sudan Tribune).
وتتعرض المصفاة الواقعة في منطقة الجيلي على بعد نحو 70 كيلومترًا شمال الخرطوم، منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي (2023)، للقصف.
وتعدّ مصفاة الخرطوم للنفط الكبرى في السودان، إذ أنشئت عام 1997 بطاقة تصميمية تبلغ 100 ألف برميل يوميًا؛ وتنتج الديزل والبنزين وغاز الطهي، وتوفر 45% من احتياجات البلاد من النفط.
وترتبط المصفاة عبر خط أنابيب بطول 1610 كيلومترات بميناء بشائر على البحر الأحمر لأغراض التصدير، كما أنها تستقبل النفط الخام من الآبار في غرب كردفان وجنوب السودان.
توقُّف صادرات نفط جنوب السودان
في أواخر شهر مارس/آذار 2024، توقفت صادرات النفط من جنوب السودان بشكل مفاجئ، بعد “انفجار كبير” في خط أنابيب يقع في منطقة الحرب الأهلية التي اندلعت منذ نحو عام في السودان المجاور.
وأعلن السودان حالة القوة القاهرة على صادرات النفط، قائلًا، إنه لم يعد يتلقى الإمدادات من دولة جنوب السودان بعد الانفجار، ما يسمح له بالتخلّي عن التزاماته التعاقدية.
وصرّح وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم بأن الأضرار التي لحقت بخط الأنابيب اكتُشِفت لأول مرة في 10 فبراير/شباط 2024، عندما تعثّر تدفّق النفط الخام، في رسالة وجهها إلى الشركات العاملة في نقل نفط جنوب السودان.
وقال مصدر مطّلع في وزارة الطاقة والنفط السودانية، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن عودة صادرات النفط من جنوب السودان متوقفة إلى حين إكمال عمليات صيانة خط الأنابيب.
وأضاف أن عمليات الصيانة في محطة النيل الأبيض تمّت، ويجري العمل حاليًا في محطة العيلفون ضاحية الخرطوم، التي من المتوقع إنجازها خلال أيام.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply