توقفت صادرات النفط من جنوب السودان بشكل مفاجئ، بعد “انفجار كبير” في خط أنابيب يقع في منطقة الحرب الأهلية التي اندلعت منذ نحو عام في السودان المجاور، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلن السودان حالة القوة القاهرة على صادرات النفط، قائلًا، إنه لم يعد يتلقى الإمدادات من دولة جنوب السودان بعد الانفجار، ما يسمح له بالتخلّي عن التزاماته التعاقدية.
ووقع الحادث في “منطقة العمليات العسكرية” على بعد نحو 11 ميلًا شمال محطة الضخ؛ ما يعني عدم تمكّن المهندسين من الوصول إلى المنطقة لإجراء الإصلاحات.
من جانبها، أرسلت منصة الطاقة طلبًا للتعليق إلى وزارة الطاقة والنفط السودانية، لكن لم تتلقَّ ردًا حتى وقت نشر هذا التقرير.
وانفصل جنوب السودان عن السودان عام 2011، ويعتمد على شبكة من خطوط الأنابيب والمصافي والمواني لدى جارته الشمالية لتصدير الخام الذي ينتجه إلى السوق العالمية.
انفجار في خط أنابيب النفط
صرّح وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم بأن الأضرار التي لحقت بخط الأنابيب اكتُشِفت لأول مرة في 10 فبراير/شباط 2024، عندما تعثّر تدفّق النفط الخام، في رسالة وجهها إلى الشركات العاملة في نقل نفط جنوب السودان.
وقد أُزيل الانسداد الناجم عن التبلور في خط الأنابيب بسبب نقص وقود الديزل لتخفيف الخام، ومع ذلك، فقد أعقب ذلك فقدان شديد في الضغط وتسرب للنفط.
وقال وزير الطاقة السوداني -في رسالته بتاريخ 16 مارس/آذار، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة-: إن “حل هذه القضايا يواجه تحديات بسبب ظروف الحرب الحالية في السودان”.
وتتعرض البنية التحتية النفطية في السودان لضغوط مستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل/نيسان من العام الماضي (2023).
وبلغت صادرات النفط من جنوب السودان إلى محطة التصدير في السودان، نحو 1.2 مليون برميل فقط حتى الآن خلال شهر مارس/آذار الجاري.
ويُقارن ذلك بـ2.2 مليون برميل في فبراير/شباط، وما يقرب من 6 ملايين في يناير/كانون الثاني، وفقًا لبيانات تتبع الناقلات، التي نقلتها وكالة بلومبرغ.
تعليق صادرات النفط من جنوب السودان
في رسالته إلى الشركات العاملة في نقل نفط جنوب السودان، أوضح وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم، أن انفجار خط الأنابيب أدى إلى تعليق صادرات النفط الخام عبر ميناء بورتسودان، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “سودان بوست” (Sudan Post).
وقال: “على هذا النحو، تعلن حكومة السودان حالة القوة القاهرة التي تمنعنا من الوفاء بالتزاماتنا في تسليم النفط الخام من خلال نظام النقل التابع لشركة بشاير لخطوط الأنابيب بابكو (BAPCO) إلى محطة بشاير 2 البحرية”.
وأضاف الوزير نعيم أن الخرطوم أخطرت جوبا في 10 فبراير/شباط بأن مشغل خط أنابيب الجبلين-بورتسودان (بابكو) لاحظ وجود قيود على التدفق في محطة الضخ رقم 5.
وقال: “اكتُشِف لاحقًا وقوع حادث تبلور بين محطتي الضخ 4 و5، الواقعتين في منطقة منطقة العمليات العسكرية؛ ما منع الشركة المشغّلة من الوصول بسبب الحرب، ولم تتمكن من إمداد محطة الضخ رقم 4 بالديزل اللازم لتسخين النفط الخام لمنع التبلور”.
وأضاف أن قوات الدعم السريع قطعت الطريق إلى المنطقة التي يدور فيها قتال عنيف.
كما قال: “أزالت شركة بابكو بعد ذلك التبلور، واستؤنف التدفق فقط ليتوقف في اليوم التالي، بعد اكتشاف انخفاض حادّ في الضغط”.
وقد أُجري تحقيق في الأمر، واكتُشِف لاحقًا أن صدعًا كبيرًا حدث على بُعد 18 كيلومترًا شمال محطة الضخ رقم 3، وهذه المنطقة هي أيضًا منطقة عمليات عسكرية، بحسب تصريحات وزير الطاقة والنفط السوداني محي الدين نعيم.
وقال الوزير، إن فرق الإصلاح أُرسلت إلى المنطقة، لكنهم لم يتمكنوا من البدء في العمل إلّا بعد الحصول على تصريح أمني.
خسائر النفط في السودان
في سياقٍ متصل، كشف وزير الطاقة والنفط السوداني الدكتور محي الدين نعيم محمد سعيد أن بلاده فقدت نحو 7 ملايين برميل من النفط الخام، بسبب الحرب الأهلية الجارية.
وتحدَّث الوزير إلى منصة الطاقة المتخصصة -في أول حوار صحفي معه منذ تعيينه في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023- عن تخريب مستودع الخام في مصفاة الخرطوم، ما أدى إلى فقدان 210 آلاف برميل كانت موجودة به، وتدمير مستودعات الغازولين والغاز.
وأوضح أن المصفاة ما زالت متوقفة عن العمل بسبب الحرب، وتضررت أجزاء مكملة لعملها، مثل مركز التحكم في توزيع المنتجات البترولية بعد تكريرها وخروجها من المصفاة، ومستودعات التخزين الخاصة بالمشتقات داخلها، وبعض مراكز التخزين التي تستوعب الخام الداخل إليها قبل عمليات التكرير.
وشدد الوزير -في حواره مع منصة الطاقة المتخصصة- على أن مستوى الإنتاج أصبح متدنيًا جدًا بسبب خروج عدد من الحقول المنتجة للنفط من دائرة الإنتاج بسبب الحرب، ودخول القوات المتمردة إلى هذه الحقول، والتسبب في تعطيل العمل بها.
وهو ما أدى إلى تدنّي مستوى الإنتاج اليومي إلى أقل من 15 ألف برميل يوميًا تنتجها مربعات (2B) وجزء من الحقول في (2A).
وقال الوزير السوداني: “في الوقت الحالي لدينا خطة إستراتيجية خمسية 2024 إلى 2028، لتحسين القطاع في إطار الرؤية الاقتصادية التي تنشدها البلاد بعد الخروج من الحرب”.
وتابع: “لدينا فرصة كافية، والسودان لديه احتياطي من النفط يصل إلى نحو 6 مليارات برميل، استُخرِجَ قرابة 20% فقط من هذه الكمية، ولدينا نحو 12 حوضًا رسوبيًا في مواقع متنوعة واحتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي في وسط السودان وشرقه”.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply