دعت شركة شل العالمية (Shell) إلى ضرورة زيادة الاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز، بالتوازي مع توفير بدائل من مصادر متجددة.
وأشارت الشركة إلى أن الاستثمار العالمي في الطاقة منخفضة الكربون لا يتجاوز نصف ما هو مطلوب، ما يعني أن العالم سيواجه خطر انقطاع التيار الكهربائي ونقص الطاقة في المستقبل، ما لم تُؤَمَّن مصادر طاقة بديلة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وجاء هذا التحذير في الوقت الذي قامت فيه شركة شل بتخفيف تعهدها المناخي الرئيس بخفض كثافة الكربون الخاصة بها، وتعهدت بزيادة حادة في إنتاج ومبيعات الغاز المسال.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خطط لبناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء بالغاز، محذرًا من أن البلاد معرّضة لخطر انقطاع التيار الكهربائي خلال التحول إلى الحياد الكربوني دون الاستثمارات.
دور الغاز المسال في تحول الطاقة
يقول رئيس شركة شل، وائل صوان: “يجب على العالم أن يحقق تحولًا منظمًا بعيدًا عن الوقود الأحفوري إلى الطاقة منخفضة الكربون لتحقيق الحياد الكربوني”.
وتابع: “اليوم، يلبي الوقود الأحفوري نحو 80% من الطلب العالمي على الطاقة، مع اعتماد أكبر عليه في العديد من البلدان النامية.. ندعم التحول المتوازن في مجال الطاقة، وهو التحول الذي يحافظ على إمدادات الطاقة الآمنة وبأسعار معقولة، مع انتقال العالم إلى الحياد الكربوني”.
وشدد على أن توسيع إنتاج الغاز المسال ضروري لتحول الطاقة، إذ تخطط شل لزيادة الإنتاج من 28 مليون طن إلى نحو 39 مليون طن، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة “ذا تيليغراف” البريطانية (The Telegraph).
وقال صوان: “نتوقع أن يؤدي الغاز المسال دورًا حاسمًا في المرحلة الانتقالية.. إنه يواصل توفير إمدادات آمنة من الطاقة في العديد من الدول الأوروبية”.
وتابع: “كما أنه يوفر المرونة لشبكات الكهرباء مع نمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفرصًا لخفض انبعاثات الكربون من صناعات مثل الأسمنت والصلب عن طريق استبدال الفحم”.
ويمثّل قرار شركة شل بزيادة إنتاج الغاز المسال، المنصوص عليه في إستراتيجية الشركة الجديدة لتحول الطاقة، خطوة إلى الوراء عن السياسات الخضراء المرسومة في إستراتيجيتها الأخيرة، التي نُشرت قبل أن يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى تعطيل أسواق الطاقة العالمية.
استثمارات الطاقة النظيفة
يحذّر تقرير شل الجديد من أن “الاستثمار العالمي الحالي في الطاقة منخفضة الكربون، أو الخالية من الكربون، يبلغ نحو 1.7 تريليون دولار سنويًا”.
وجاء في التقرير: “من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، تشير السيناريوهات إلى أن هناك حاجة إلى استثمارات مجدية تجاريًا بقيمة 3 إلى 4 تريليونات دولار في الطاقة المنخفضة الكربون كل عام”.
وقالت شل، إن الافتقار إلى الاستثمار الكافي في الطاقة منخفضة الكربون يعني أنه يجب إنفاق المزيد من الأموال للحفاظ على إمدادات النفط والغاز ومنع النقص.
وتابعت: “ستكون هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة لمواصلة إمدادات النفط والغاز، في حين يجري تطوير البدائل منخفضة الكربون وإتاحتها تجاريًا”.
وأوضحت الشركة أن هناك حاجة إلى هذا الاستثمار المستمر، لأنه من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط والغاز بمعدل أبطأ من الانخفاض الطبيعي لحقول النفط والغاز في العالم، الذي يتراوح بين 4 إلى 5% سنويًا.
تراجع أهداف شل المناخية
تخطط شركة شل -حاليًا- لخفض “صافي كثافة الكربون” للطاقة التي تبيعها بنسبة 15-20% بحلول عام 2030، مقارنةً بهدفها السابق البالغ 20%.
كما تخلّت عن خطة لخفض صافي كثافة الكربون في طاقتها بنسبة 45% بحلول عام 2035، بسبب “عدم اليقين في وتيرة التغيير بتحول الطاقة”، على الرغم من أنها ما تزال تعتزم تحقيق خفض بنسبة 100% بحلول عام 2050.
وفي الوقت نفسه، وضعت الشركة طموحًا جديدًا لتقليل الانبعاثات التي تنتج عندما يستعمل العملاء منتجاتها النفطية بنسبة 15-20% بحلول عام 2030، مقارنةً بعام 2021، وهو جزء مما يسمى انبعاثات النطاق 3.
وأطلقت منتجات شل النفطية (البنزين والديزل وأنواع الوقود الأخرى) 517 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العام الماضي (2023)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتاجر الشركة أيضًا في النفط والغاز الذي تنتجه شركات أخرى، وفي عام 2022، أطلق وقود النفط والغاز الذي تبيعه، بما في ذلك الوقود الخاص بها، ما مجموعه 910 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وعلى سبيل المقارنة، أنتجت المملكة المتحدة بأكملها نحو 400 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2023، أي أقل من نصف ما ولّدته منتجات شل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply