رغم التراجع الكبير في صادرات النفط الليبي، منذ أغسطس/آب الماضي جرّاء إغلاق حقل الشرارة، الذي تبعه قرار حكومة الشرق بإغلاق الحقول والمواني، على خلفية أزمة المصرف المركزي، يجري تحميل شحنة من الخام بوساطة شركة خاصة.
ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المقرر أن تصدر شركة أركنو للنفط (arkenu) مليون برميل من خام حقلي السرير والمسلة عبر محطة مرسى الحريقة النفطية إلى تريستي الإيطالية على متن الناقلة ماران بوسيدون، التي استأجرتها شركة بي جي إن (BGN) التركية لتجارة السلع الأساسية، إذ يجري حاليًا تحميلها.
وفي 10 يوليو/تموز الماضي، بدأت أركنو تصدير النفط الليبي، إذ صدّرت أولى شحناتها البالغة مليون برميل من النفط من خام حقلي السرير والمسلة عبر محطة مرسى الحريقة النفطية على متن ناقلة من فئة سويس ماكس، التي استأجرتها شركة التجارة الصينية “يونيبك”.
وفي 16 أغسطس/آب الماضي، صدّرت أركنو للنفط ثاني شحنة، بلغ حجمها مليون برميل من النفط من خام حقلي السرير والمسلة عبر محطة مرسى الحريقة النفطية على متن الناقلة ياسا بولاريس، بحسب بيانات تتبع السفن.
وتُعد الشحنة المقرر تصديرها ثالث شحنة معروفة لشركة أركنو للنفط، والأولى منذ إغلاق الحقول والمواني النفطية في 26 أغسطس/آب الماضي.
اتفاق تصدير النفط الليبي
بدأ تصدير النفط الليبي بوساطة شركة أركنو بناء على اتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، التي تُخصص لأركينو حصة غير محددة من إنتاج حقلي السرير والمسلة التابعين لشركة الخليج العربي للنفط، مقابل القيام بأعمال لتعزيز الإنتاج في المواقع، بحسب ما أورد موقع “آرغوس ميديا”.
ويُمثّل إنتاج حقلي السرير والمسلة أغلب إنتاج شركة الخليج العربي للنفط، البالغ نحو 280 ألف برميل يوميًا في العام الماضي (2023).
وبالنظر إلى أن مبيعات النفط الليبي كانت تاريخيًا حكرًا على المؤسسة الوطنية للنفط وعدد قليل من شركات النفط العالمية التي تمتلك حصصًا في أصول الإنتاج بالبلاد، بما في ذلك إيني الإيطالية وتوتال إنرجي وأو إم في النمساوية، تُعد صادرات أركنو للنفط كبيرة.
وأوضح مصدر في قطاع النفط الليبي، أن الطاقة الإنتاجية لشركة الخليج العربي للنفط لم تطرأ عليها أي تغيير منذ إبرام اتفاق أركنو للنفط، ما يثير التساؤلات بشأن شرعية الاتفاق وطبيعة العمل اللتين من المفترض أن تؤديهما شركة أركنو وقدراتها الفنية.
وتشير التقديرات إلى أن قيمة الشحنات الـ3 المعروفة لشركة أركنو تبلغ نحو 240 مليون دولار بأسعار السوق السائدة، وفقًا لشركة آرغوس.
وقال المصدر في قطاع النفط، إن شركة أركنو للنفط لديها حسابات بنكية في سويسرا والإمارات، ولا يوجد لديها أي أموال مودعة في حسابات ليبيا، مشيرًا إلى أن الشركة هي المستفيد الوحيد من مبيعات حقلي المسلة والسرير.
من جانبه، قال المتخصص في شؤون ليبيا لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا جلال حرشاوي، إن عائلة قائد الجيش الوطني الليبي في شرق البلاد خليفة حفتر تسمح عمدًا وبصورة انتقائية بتصدير النفط الخام الذي يدر الدولارات خارج الدولة الليبية، في إطار الحصار الذي فرضوه.
ويُعتقد أن حفتر يسمح باستمرار بعض صادرات النفط الليبية، ما دامت عائداتها لا تصل إلى المصرف المركزي في طرابلس، الذي ثار نزاع على رئاسته.
وفي 18 أغسطس/آب (2024)، أصدر المجلس الرئاسي الليبي قرارًا بإقالة محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، وتشكيل مجلس إدارة جديد برئاسة محمد الشكري، الذي اعتذر لاحقًا، ليجري اختيار عبدالفتاح غفار.
شركة أركنو
تأسست شركة أركنو للنفط مطلع العام الماضي (2023)، ويقع مقرّها في مدينة بنغازي، وتُعد واحدة من أولى الشركات الخاصة في ليبيا بمجال تطوير النفط والغاز وإنتاجهما، بالإضافة إلى تطوير الحقول والمواني النفطية.
وتقول شركة أركنو للنفط، إن لديها حفّارات حديثة بقوة 1500 حصان و1200 حصان، بمواصفات عالمية ووفق أحدث مستويات من التقنية والجودة، وتهدف إلى الإسهام في زيادة الإنتاج.
وتضم الشركة فريقًا من الخبراء، الذين يمتلكون خبرة تزيد على 35 عامًا، إذ يضم الفريق مجموعة من الخبراء الذين تقلدوا مناصب رفيعة في كبرى شركات إنتاج الصناعات النفطية وتطويرها، بحسب بيانات الشركة عبر موقعها الرسمي.
صادرات النفط الليبي
بلغ متوسط صادرات النفط الليبي نحو 410 آلاف برميل يوميًا، حتى الآن، في سبتمبر/أيلول الجاري، وفقا لكبلر.
وبلغت صادرات النفط الليبي، قبل الإغلاق، نحو مليون برميل يوميًا.
وارتفع إجمالي إنتاج النفط في ليبيا إلى نحو 500 ألف برميل يوميًا من نحو 300 ألف برميل يوميًا، وفق تقدير سابق لشركة آرغوس.
وخلال العام الماضي (2023)، بلغ متوسط إنتاج النفط الليبي نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، في حين بلغت عائدات تصدير النفط الليبي، خلال العام نفسه، نحو 30.7 مليار دولار أميركي، بحسب تقديرات أوبك.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply