تلقّت احتياطيات النفط في مصر دعمًا من شركة خاصة، في خطوة من شأنها أن تسهم بتلبية جزء من احتياجات القاهرة المتزايدة من الوقود وتقلص فاتورة الواردات.
ووفق تحديثات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، رفعت شركة أبكس إنترناشيونال إنرجي الأميركية الخاصة، حجم الإنتاج في مناطق امتيازها إلى 12 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا.
وكشفت البيانات عن أن احتياطي النفط المحتمل في مناطق امتياز الشركة الأميركية ارتفع، خلال المدة الأخيرة، بنسبة 14% ليصل إلى 29 مليون برميل نفط مكافئ؛ ما دفعها لتخصيص 100 مليون دولار للمصروفات التشغيلية والرأسمالية في عام 2024.
وبشكل عام، واصل احتياطي النفط في مصر استقراره بنهاية 2023 عند 3.3 مليار برميل، وهو المستوى نفسه المسجّل في عامي 2022 و2021، وفق أحدث البيانات المعلنة من أويل آند غاز جورنال.
بدأت شركة أبكس نشاطها في مصر عام 2017 بتوقيع أول اتفاقية للبحث والاستكشاف بمنطقة شرق مليحة بالصحراء الغربية، التي نتج عنها تحقيق أول كشف للنفط الخام بحقل فجر، وتقوم شركة بتروفرح المشتركة مع هيئة البترول، بالعمليات في المنطقة.
النفط في مصر
قال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أبكس انترناشيونال إنرجي، توماس ماهر: “منذ التحديث الأخير لبيانات الشركة الذي أجريناه، واصلنا التركيز على الدمج الناجح لمناطق الامتياز الـ6 المستحوذ عليها والعاملين بها خلال صفقتنا مع شركة إيوك، والتي بدأت تؤتي ثمارها؛ ما انعكس على نمو الإنتاج وزيادة احتياطي النفط للشركة”.
وقدّمت شركة أبكس (Apex)، اليوم الإثنين 1 يوليو/تموز (2024)، تحديثًا لبيانات العمليات والتطورات التجارية في مناطق امتيازها الـ8 (6 منها أبكس هي الشركة القائمة بالعمليات) في منطقة الصحراء الغربية والمنتجة للنفط في مصر عن النصف الأول من عام 2024.
وحفرت شركة أبكس 10 آبار وضعت 6 منها على الإنتاج، مع استكمال بئر واحدة لمشروع حفر المياه وحفر بئرين استكشافيتين وانتظار وضعهما على الإنتاج؛ أما البئر الأخيرة فقد كانت بئرًا جافة.
وركّزت عمليات الحفر باستعمال الحفار إي دي سي 65 (EDC-65) على التطوير المستمر لحقلي فجر وفرح التابعين لشركة أبكس، وتحديد حدود حقلي رام (RAM) ومشرق (Mashreq-N) في منطقة امتياز جنوب شرق مليحة، كما حُفِرَت بئر الالتزام في حقل ظريف في منطقة امتياز رأس قطارة.
وفي نهاية شهر مايو/أيار 2024، اختُبِرَت بئر فجر 40 (Fajr-40) وهي أحدث آبار حقل فجر، بمعدل إنتاج قدره 500 برميل من النفط يوميًا من تكوين البحرية العليا (UBAH)، وحاليًا وُضِعَت البئر على الإنتاج.
ويثبت الاختبار الناجح إمكان متابعة تطوير طبقة البحرية العليا في حقل فجر بالإضافة إلى إعادة استكمال الإنتاج من هذه الطبقة في الآبار المنتجة حاليًا من طبقة البحرية الوسطى (MBAH) بمجرد استنفاد الإنتاج منها.
وفي حقل ظريف، حُفِرَت البئر ظريف 47 (Zarif-47) في فبراير/شباط 2023، وهي آخر بئر التزام بموجب اتفاقية امتياز رأس قطارة المنتهية.
وفي أبريل/نيسان 2024، حُفِرَت بئر ظريف 49 (Zarif-49) وهي إحدى بئري الالتزام بموجب اتفاقية امتياز رأس قطارة الموقعة حديثًا، وخلال الربع الثاني من العام الجاري (2024) استُكمِلَت البئران كآبار منتجة من طبقة البحرية العليا.
وساعدت البئر التقييمية رام 3 (RAM-3) التي حُفِرَت خلال شهر مايو/أيار في تحديد أبعاد خزان حقل رام (الذي اكتُشِفَ في أغسطس/آب 2023)، إذ اختُبِرَ الغاز والمكثفات في بئر رام 3 من طبقتي بحرية السفلى وبحرية الوسطى، وقد هُجِرَت البئر مؤقتًا لإمكان استكمالها لإنتاج الغاز مستقبليًا، خاصة مع وجود خطة لحفر آبار غاز استكشافية عميقة في المنطقة.
امتياز إيوك
أظهر تحديث شركة أبكس، الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ما وصلت إليه مناطق الامتياز المشتركة مع شركة إيوك (شركة تابعة لشركة إيني الإيطالية تعمل في مجال البحث والاستكشاف عن النفط في مصر)؛ إذ تستحوذ الشركة الأميركية على 25% من حقوق الامتياز.
وقالت أبكس، وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة نقلًا عن وزارة البترول المصرية، إن إنتاج الغاز من حقل فراميد (Faramid) في منطقة امتياز شرق الأبيض مستقر عند 23 مليون قدم مكعبة يوميًا، أي 3.83 ألف برميل نفط مكافئ (حصة أبكس منها 960 برميلًا يوميًا).
وفي منطقة جنوب شرق مليحة، أكدت البئر الاستكشافية SMEL C-1X وجود النفط في طبقة البحرية ووُضِعَت على الإنتاج في شهر مايو/أيار بمعدل 400 برميل من النفط يوميًا (حصة أبكس 100 برميل من النفط يوميًا).
وحققت الشركة الأميركية قفزة في الإنتاج من النفط؛ إذ وصلت حصتها إلى 12 ألف برميل يوميًا بمتوسط إنتاج 11.5 ألفًا إلى 12 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2024؛ ما يضع أبكس بين أكبر 10 شركات منتجة للنفط في مصر.
شركة أبكس في مصر
أعلنت شركة أبكس أنها بدأت حملة جديدة للتنقيب عن النفط في مصر من خلال بدء حفر البئر الاستكشافية SEMR-D1X في منطقة امتياز جنوب شرق مليحة بمنخفض القطارة في آخر شهر مايو/أيار.
ووصل عمق البئر إلى نحو 9 آلاف قدم، وأكدت البئر وجود طبقات غاز عالية المسامية بسمك 81 قدمًا في طبقة الضبعة، وأيضًا طبقة غاز مؤكد بسُمك 28 قدمًا في طبقة أبولونيا وطبقة نفط بسُمك 12 قدمًا من طبقة البحرية العليا (UBAH)، ولم يتم العثور على أي شواهد كربونية ذات جدوى تجارية في الطبقة المستهدفة الرئيسة علم البويب (AEB)، وهُجِرَ الجزء السفلي من البئر وتُرِكَ استعدادًا لاختبار خزان طبقة البحرية العليا UBAH.
وسيحفر جهاز الحفر EDC-65 بعد ذلك البئرَ الاستكشافية SEMR-E1X، التي تستهدف طبقة علم البويب AEB، مع وجود احتمالية أيضًا في طبقة البحرية وغيرها من الطبقات الضحلة.
وينتهي عقد الحفار بعد حفر البئر SEMR-E1X؛ إذ ستُقَيِّم الشركة البيانات التي جُمِعَت حتى تاريخه للتخطيط لعمليات البحث والتطوير المستقبلية.
وفي منطقة امتياز شرق سيوة، تُعَد أبكس هي الشركة القائمة بالعمليات وشريكةً لشركة أيوك بنسبة 50%؛ إذ أوشكت إعادة معالجة بيانات المسح السيزمي ثنائي الأبعاد على الانتهاء، وبعد ذلك سيُختَار موقع حفر أول بئر استكشافية في هذا الامتياز.
كما استكمل مراقبو الشركة المستقلون لاحتياطيات النفط مؤخرًا تقييمهم للاحتياطيات بدءًا من نهاية عام 2023؛ إذ بلغت احتياطيات النفط المحتملة 29.1 مليون برميل نفط مكافئ مقابل 25.5 مليون برميل نفط مكافئ في نهاية عام 2022، بزيادة قدرها 14%.
ويتماشى ذلك مع التقديرات الداخلية للشركة التي تبلغ نحو 30 مليون برميل نفط مكافئ؛ ما يضع أبكس ضمن أكبر 10 شركات ذات احتياطيات تجارية في الصحراء الغربية.
وفي 27 مايو/أيار 2024 وقّع وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، اتفاقية الالتزام الجديدة لمنطقة رأس قطارة بين كل من مصر والهيئة المصرية العامة للبترول وشركة أبكس إنترناشيونال إنرجي وشركة إينا إندستريا لمدة 5 سنوات، مع إمكان مد الاتفاقية لـ5 سنوات أخرى من قِبل شركة أبكس عقب الحصول على الموافقات اللازمة.
وتقدم الاتفاقية شروطًا من شأنها تحقيق مدى اقتصادي أطول ومعدل إنتاج أعلى من الحقل، وتشمل الاتفاقية الالتزام بحفر بئرين، وبالفعل حفرت الشركة البئر الأولى (ظريف-49)، ووضعته على الإنتاج في بداية هذا العام.
اتفاقيات جديدة
تتفاوض شركة أبكس في مصر حاليًا مع الهيئة المصرية العامة للبترول لمد وقت الاستكشاف لاتفاقية جنوب شرق مليحة لمدة 3 سنوات أخرى من تاريخ الانتهاء في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كما تسعى لتحديث الشروط التجارية لمناطق غرب رزاق وشرق كنايس التي تضم حقل أغار القديم وحقولًا أخرى؛ إذ إن الشروط المالية الجديدة الخاصة باتفاقيات الالتزام من شأنها إطالة المدى الاقتصادي لحقول أغار؛ ما يحقق أقصى استفادة من المخزون المؤكّد.
وأعلنت أبكس الأميركية أن إجمالي ميزانية الشركة لأنشطة الاستكشاف والتنمية وعمليات الإنتاج في مصر خلال عام 2024 تخطت 100 مليون دولار، شاملة النفقات التشغيلية والرأسمالية ببرنامج العمل.
وقال المدير التنفيذي لشركة أبكس في مصر، توماس ماهر إنه منذ التحديث الأخير لبيانات الشركة، واصلنا التركيز على الدمج الناجح لمناطق الامتياز الـ6 المستحوذ عليها والعاملين بها بعد صفقتنا مع شركة أيوك، والتي بدأت تؤتي ثمارها وانعكس ذلك على نمو الإنتاج وزيادة احتياطيات النفط.
وتُعَد شركة أبكس خاصة مستقلة للتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما، وتركز على مصر بقيادة فريق إداري يتمتع بخبرة واسعة في تأسيس أعمال البحث عن النفط والغاز على نطاق واسع في مصر.
وتهدف أبكس إلى أن تصبح مستكشفًا ومنتجًا مستقلًا رائدًا في الصحراء الغربية من خلال توسيع مواقع عملياتها واستغلال فرص؛ إذ لا تزال مصر واحدة من المناطق الواعدة لصناعة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحظى صناعة البحث والإنتاج بدعم حكومي واسع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply