أخفقت شركة سينوكيم غروب (Sinochem Group) الصينية للبتروكيماويات في التخلص من مصافيها المتقادمة الثلاث المتعثرة ماليًا، إذ لم تجذب مشترين خلال المزادات العديدة التي طرحتها الشركة لبيعها، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتُعد المصافي الثلاث الواقعة في مقاطعة شاندونغ شرق الصين، والمعروفة كذلك بـ”أباريق الشاي”، أصغر حجمًا وأقل تطورًا مقارنةً بنظيراتها الأحدث والأكبر المملوكة للشركة.
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أصدرت محكمة صينية حكمًا بإعلان إفلاس مصفاة ثالثة مملوكة لشركة سينوكيم، في ضوء معاناة المصافي الصينية هذا العام من فتور الطلب على الوقود في ثاني أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم.
وسبق هذا الحكم القضائي صدور حكم مماثل في الشهر نفسه، يقضي بإعلان إفلاس مصفاتين تابعتين للشركة، لتفكر سينوكيم جديًا في طرح المنشآت الثلاث للبيع في مزادات لاحقة.
فشل المصافي في جذب مطورين
قد تتجه سينوكيم غروب إلى الاحتفاظ بالمصافي الثلاث المفلسة، بعدما فشلت في جذب اهتمام المطورين في المزادات الرامية لبيعها، وفق ما نشرته رويترز نقلًا عن مصادر مطلعة.
ويسلط فقدان اهتمام الشركات بشراء المصافي المذكورة الضوء على الحالة المزرية التي وصل إليها قطاع التكرير في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وثاني أكبر مستهلك للخام كذلك.
وفي ضوء تراجع الطلب على الوقود وسط تباطؤ النمو الاقتصادي الذي أدّى إلى تآكل الهوامش، أصبحت سعة معالجة الخام في مصافي النفط الصينية أقل مقارنةً بالعام السابق.
“أباريق الشاي” في أزمة
تواجه مصافي النفط المملوكة لشركة سينوكيم غروب، وهي مصافي أصغر وأقدم وأقل تطورًا، والمعروفة باسم “أباريق الشاي”، تدقيقًا تنظيميًا أشد خطورة يهدّد بقاء المصافي الأخرى في شاندونغ التي تحتضن غالبية المصافي، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وربما يعني الإخفاق في بيع تلك المصافي خلال المزادات الفردية التي أُقيمت بشأنها، أن سينوكيم المملوكة للدولة ستحتفظ بها عبر شطب الديون المستحقة عليها للدائنين، وإعادة التفاوض على الضرائب المستحقة عليها.
ولم تكشف الشركة عن أي أرقام بشأن مبلغ الديون، غير أن ضرائب الاستهلاك غير المدفوعة المتراكمة على المصافي لامست مجتمعةً قرابة 13.2 مليار يوان (1.82 مليار دولار) بحلول منتصف عام 2024، وفق سجلات إدارة الضرائب للمدن في شاندونغ الموجودة فيها المصافي.
*(اليوان الصيني = 0.14 دولارًا أميركيًا)
السعة الإجمالية للمصافي
تلامس السعة الإجمالية لمعالجة الخام في مصافي تشانغيي للبتروكيماويات (Changyi Petrochemical)، وهواكسينغ للبتروكيماويات (Huaxing Petrochemical)، وتشنغهي غروب كو (Zhenghe Group Co) 380 ألف برميل يوميًا، أو ما يعادل نسبته 3% من الإنتاج الوطني.
وكانت تلك المصافي قد طُرحت في مزادات لبيعها في أكتوبر/تشرين الأول من خلال مركز شاندونغ بروبيرتي رايت إكستشينج (Shandong Property Right Exchange Centre) المدعوم من الحكومة.
وطُرحَت مصفاة هواكسينغ للبتروكيماويات للبيع في المزاد بـ8.7 مليار يوان (مليار و200 مليون دولار)، مقابل 6.4 مليار يوان (883 مليون دولار أميركي) لمصفاة تشانغيي للبتروكيماويات، و6.3 مليار يوان (869 مليون دولار) لمصفاة تشنغهي غروب، وفق بيانات مركز شاندونغ بروبيرتي رايت إكستشينج.
وورثت سينوكيم التي تدير بصفة منفصلة مصفاة ومجمع بتروكيماويات في محافظة فوجيان جنوب شرق الصين، مصافي شاندونغ المأزومة في صفقة دمج أبرمتها في عام 2021، مع مشغلتها السابقة وهي شركة تشيم تشاينا (ChemChina) المملوكة للحكومة.
ضعف الطلب على الوقود
تشهد الصين طلبًا أضعف من المتوقع على الوقود هذا العام؛ ما نتج عنه هبوط هوامش أرباح التكرير، وغرق العديد من المصانع في الديون، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأدّى الطلب الضعيف هذا العام إلى هبوط إنتاج تكرير النفط في ظل حساسية المصافي الصينية المستقلة بصفة خاصة لهوامش الأرباح المنخفضة، وتفضيل ملاكها خفض إنتاج التكرير عندما يكون الهوامش والطلب ضعيفين.
ووفق بيانات صادرة عن وكالة الإحصاء الصينية الأسبوع الماضي تراجعت معدلات تشغيل المصافي في الصين للشهر السابع على التوالي في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، بنسبة 4.6% على أساس سنوي.
ونتيجة لسلسلة الانخفاضات الشهرية تلك، سجّل متوسط معدلات تشغيل المصافي في البلد الآسيوي تراجعًا سنويًا بنسبة 2% خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام الحالي (2024)، بمتوسط يومي بلغ 14.14 مليون برميل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.فشل المزادات الخاصة ببيع مصافي سينوكيم الصينية من رويترز.
2.تراجع الطلب على الوقود في الصين وسط تباطؤ النمو الاقتصادي من رويترز.
3.السعة الإجمالية للمصافي تلامس 380 ألف برميل يوميًا من رويترز.
Leave a Reply