رغم أن القيمة المضافة لن تزيد على 300 مليون دولار، في استثمار دام 11 عامًا، تخطط شركة سينوكيم الصينية للبتروكيماويات (Sinochem)، لبيع حصتها بشركة تابعة في أميركا، تشاركها فيها إكسون موبيل وتعمل في حوض برميان بولاية تكساس، حيث مركز ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وتعتزم الشركة الصينية بيع 40%، وهي كامل حصتها في الشركة، وقد تكون “إكسون موبيل”، المالكة لحصة الأغلبية أحد المشترين المحتملين، في صفقة قد تصل قيمتها إلى ملياري دولار، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولا ترتبط تلك الصفقة المرتقبة بالحرب التجارية الدائرة بين بكين وواشنطن، بقدر ارتباطها بمشكلات داخلية في سينوكيم الصينية، تواجهها منذ سنوات.
وتعرف سينوكيم نفسها، وفق حسابها على موقع “لينكد إن”، بأنها شركة ذات قدرة تنافسية أساسية في المواد الوسيطة والجديدة والمضافة للبوليمر والمطاط الطبيعي. كما أنها تصدر منتجاتها وخدماتها لأكثر من 100 دولة ومنطقة. وفي عام 2020، بلغت إيرادات شركة سينوكيم الدولية 54.16 مليار يوان صيني (7.64 مليار دولار أميركي).
(الدولار الأميركي = 7.09 يوانًا صينيًا)
توظيف مستشاري بيع
قالت مصادر مطلعة لوكالة رويترز، إن شركة سينوكيم الصينية عينت مسؤولي استثمار من بنك “باركليز” الأميركي، خلال الأسابيع الأخيرة، لتقديم الاستشارات في بيع حصتها البالغة 40% بشركة “وولفكامب” Wolfcamp المشتركة مع إكسون موبيل.
وتمتلك الشركة الأميركية حق رفض مثل هذه الصفقة، بوصفها مالكًا لحصة الأغلبية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، نقلًا عن وكالة رويترز.
وأكدت المصادر الحذرة في تصريحاتها، والتي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أن المفاوضات لبيع تلك الحصة إلى إكسون موبيل أو أي كيانات أخرى قد تكون مهتمة بالصفقة، متضمنة شركات آسيوية أخرى منافسة، في مراحلها الأولى، ما يعني أن لا ضمانة لتنفيذها. وأشارت إلى أن سينوكيم الصينية قد تقرر في النهاية الإبقاء على حصتها بالشركة في أميركا.
ويأتي بيع سينوكيم الصينية لحصتها في الشركة الأميركية، بعد 11 عامًا من شرائها والعمل في حوض برميان، صاحب ثورة الإنتاج النفط الصخري الأميركي، الذي أدى نمو الإنتاج فيه خلال تلك السنوات إلى احتلال الولايات المتحدة مركز الصدارة في إنتاج النفط عالميًا وتصديره أيضًا.
واشترت سينوكيم الصينية تلك الحصة من الشركة المشتركة التابعة لـ”بايونيرز ريسورسز” Pioneer Resources عام 2013 بمبلغ 1.7 مليار دولار، ما يعني أنه حال إتمام صفقة البيع لن يزيد ربح الأولى على 300 مليون دولار؛ حيث إن قيمة البيع تبلغ ملياري دولار.
واشترت الشركة الصينية الحصة، في وقت كان الإنتاج يبلغ 10 آلاف برميل من النفط المكافئ يوميًا، من خلال العمل على مساحة تُقدر بنحو 83 ألف فدان (33.59 ألف هكتار).
وقال أحد المصادر إن الإنتاج -حاليًا- زاد أكثر من 3 أضعاف إلى 44 ألف برميل يوميًا من النفط المكافئ من المساحة ذاتها، 75% منها نفط.
مشكلات في سينوكيم الصينية
اشترت عملاقة النفط والغاز الأميركية شركة إكسون موبيل، شركة بايونيرز التي تتبعها الشركة المشتركة مع سينوكيم الصينية، وأكملت عملية الاستحواذ في مايو/أيار الماضي، في صفقة تُعد الأكبر بقطاع النفط في الولايات المتحدة؛ إذ بلغت 60 مليار دولار، ومكّنت إكسون موبيل من أن تصبح أكبر منتجي حوض برميان.
ويعاني قطاع الاستكشافات النفطية في الشركة الصينية؛ لذلك بدأت تقييمه والتخلص من عدد من أصوله للتركيز على إنتاج المواد الجديدة وعلوم الحياة، وفق تصريحات سابقة في 2017؛ لرئيسها التنفيذي السابق فرانك نينغ.
وتُعد شركة “وولفكامب” في أميركا، أكبر أصول سينوكيم الصينية في إنتاج النفط والغاز خارج بكين، وفق مصدر من الشركة. وتعمل الشركة -حاليًا- على بيع حصتها البالغة 40% في حقل “برغرينو” في البرازيل، والذي تشارك فيه منذ 2017.
وسبّب قرار حكومي بدمج شركة “كيمتشينا” مع سينوكيم الصينية في 2021، صداعًا جديدًا لها؛ حيث اضطرت إلى إغلاق عدد من مصافي النفط التابعة لها في شرق البلاد مطلع العام الجاري (2024)، لتحجيم الخسائر، وسط تراجع الطلب على الوقود في الصين.
يُذكر أن حربًا تجارية شرسة بين الصين وأميركا كانت قد انطلقت منذ سنوات، وتفاقمت مؤخرًا مع فرض واشنطن تعرفة بنسبة 100% على واردات السيارات الكهربائية من بكين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply