حددت شركة سوناطراك الجزائرية 4 محاور رئيسة في إطار إستراتيجيتها المناخية، ضمن جهودها لخفض الانبعاثات والوفاء بالتعهدات الهادفة إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أشرف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، اليوم الإثنين 22 يوليو/تموز (2024)، على مراسم توقيع وثيقة إستراتيجية سوناطراك للمناخ، بحضور وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، ومحافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية.
تأتي الإستراتيجية الجديدة ضمن أهداف التنمية المستدامة واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي تلتزم بها الجزائر.
أمن الطاقة
أكد وزير الطاقة والمناجم أن الجزائر تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد بشكل مستدام، وآمن، مع الحدّ من الآثار البيئية، التي تمثّل تحديات كبيرة على مستقبل صناعة الطاقة العالمية.
وشدد على الالتزام القوي لبلاده بتعزيز مكانتها بصفتها موردًا موثوقًا للطاقة على الساحة الدولية، إذ يبقى الغاز الطبيعي، كونه طاقة محورية للتحول الطاقي العالمي، عنصرًا أساسيًا في هذه الإستراتيجية.
وقال: “تهدف بلادنا إلى ضمان أمنها الطاقي مع تلبية الطلب المتزايد بطريقة مستدامة، وتعزيز دورها بصفتها شريكًا دوليًا موثوقًا به في مجال الطاقة”.
إستراتيجية سوناطراك للمناخ
يأتي توقيع سوناطراك إستراتيجية المناخ إدراكًا منها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها للحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة والإسهام في التخفيف من وَطْأة التغيرات المناخية، ويعكس كذلك التزامها بحماية البيئة.
وترتكز الإستراتيجية الجديدة لعملاقة النفط والغاز الجزائرية على عدّة محاور، كالحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة، ورفع مستوى إدماج الطاقة المتجددة، وتطوير حلول احتجاز الكربون الطبيعي والتكنولوجي، وتحقيق التوازن بين انبعاثات غازات الدفيئة وامتصاصها عبر مصارف الكربون.
الطاقة المتجددة
أشار عرقاب إلى أن الجزائر تزخر أيضًا بثراء مواردها من الطاقة الشمسية، وهي ملتزمة بتطوير الطاقات المتجددة، بهدف الوصول إلى نسبة كبيرة في الإنتاج الوطني للكهرباء.
وتتيح المبادرات، التي تهدف إلى بلوغ 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، للبلاد الإسهام بشكل كبير في بلوغ أهدافها الدولية المتعلقة بالمناخ.
يقول عرقاب، إن سوناطراك تعمل على تعزيز متانة وكفاءة أنشطتها في مواجهة المخاطر المرتبطة بالأوضاع العالمية للطاقة والمناخ، لذلك نفّذت الشركة تقييمًا تفصيليًا لانبعاثاتها من غازات الاحتباس الحراري، مما يوفر أساسًا متينًا لوضع أهداف طموحة لخفض الانبعاثات.
كما التزمت باستثمار مليار دولار على مدى 10 سنوات في مشروع واسع النطاق لإعادة التشجير على امتداد 520 ألف هكتار، يستهدف زراعة 420 مليون شجرة.
وسيعمل المشروع البيئي والاقتصادي على احتجاز الكربون، مع استحداث فرص عمل والإسهام بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية في الجزائر.
وأكد عرقاب التزام بلاده بخفض الانبعاثات الناجمة عن نشاط قطاع النفط والغاز في الجزائر، وترجمتها إلى مشروعات استثمارية تعمل على خفض حجم الغاز المحترق بالمنشآت الطاقية، أو عبر مشروعات كبرى في مجال التشجير، سينفّذها مجمع سوناطراك.
تغير المناخ
قال المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، إن التحديات الراهنة التي يفرضها التغير المناخي تحتّم على المجتمع الدولي التحرك للتصدي لآثاره السلبية، موضحًا أن الجزائر شاركت في مختلف المحافل الدولية لمكافحة الاحتباس الحراري.
وأشار إلى أن شركة سوناطراك تعمل للإسهام في التنمية، كما تعمل على التقليل بشكل كبير من حرق الغاز، وتحقيق التوازن من انبعاثات غازات الدفيئة.
وتعتمد شركة سوناطراك على إستراتيجية جديدة تتمثل في غرس 420 مليون شجرة على مدى 10 سنوات المقبلة، إذ تلتزم بتعزيز الشفافية مع مختلف الشركاء حول الإجراءات المتَّخذة في المجال، وتقليل بصمتها الكربونية.
من جانبها، شددت وزيرة البيئة فايزة دحلب -خلال مشاركتها في حفل توقيع الوثيقة المتعلقة بإستراتيجية سوناطراك الجديدة حول المناخ- على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة لتعزيز قدرة الجزائر في الصمود أمام التغييرات المناخية وتقليص بصمتها الكربونية.
وأوضحت أنه من الضروري أن تتعاون القطاعات فيما بينها بالاعتماد على الكفاءات لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات، مشيرةً إلى أن مبادرات سوناطراك ”صفر حرق” لا بد من تثمينها، خاصة في المحافل الدولية، على غرار اتفاق باريس الدولي للمناخ.
وقالت، إن الجزائر تُعِدّ أول تقرير للشفافية بإشراف وزارة البيئة، وسيُقَدَّم للأمانة الدولية قبل 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل، كما تستعد لتنفيذ مشروع نموذجي لقياس الانبعاثات الناجمة عن توليد الكهرباء ونقل الغاز الطبيعي لعام 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply