هوى سهم شركة بتروبراس البرازيلية Petrobras، في ختام جلسات أمس الجمعة 8 مارس/آذار (2024) في البورصة المحلية، بسبب قرار من الرئيس البرازيلي.
وانخفض سهم الشركة بنسبة 10% في ختام تعاملات أمس، بعد تقليص توزيعات الأرباح المتوقعة من المساهمين بأمر رئاسي، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت بتروبراس البرازيلية -شركة النفط الوطنية المملوكة للدولة- قد سجلت أرقامًا قياسية جديدة خلال العام الماضي (2023)، في إطار خطتها الإستراتيجية الطموحة، لتعزيز إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي.
وأظهر تقرير نمو الإنتاج العام الماضي، مقارنةً بالعام السابق له (2022) خاصةً في منطقة ما قبل الملح، في حين بلغ متوسط الإنتاج من النفط والغاز الطبيعي نحو 2.78 مليون برميل مكافئ العام الماضي 2023، أي أعلى بنسبة 3.7% من الإنتاج المسجل في 2022.
بالإضافة إلى ذلك، بلغ الإنتاج التجاري للشركة 2.44 مليون برميل مكافئ يوميًا خلال العام الماضي، مقارنة بـ2.24 مليون برميل يوميًا لعام 2022.
خفض توزيعات الأرباح
عرض الرئيس التنفيذي لشركة بتروبراس البرازيلية باول براتس، خلال اجتماع لمجلس الإدارة، عقده الخميس 7 مارس/آذار 2024، توزيع أرباح بنسبة 50% من إجمالي الأرباح المسموح بها قانونًا، إلا أن ممثلي الحكومة صوّتوا لصالح خفض هذه الحصة.
وفي بيان لشركة بتروبراس البرازيلية، أشارت إلى أنها ستوزع أرباحًا بقيمة 14.2 مليار ريال (2.9 مليار دولار أميركي)، في حين احتجزت نحو 43.9 مليار ريال (8.83 مليار دولار أميركي) لإعادة استثمارها، ما هبط بسعر السهم بنسبة 10%، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الجمعة 8 مارس/آذار 2024.
(الدولار الأميركي = 4.98 ريالًا برازيليًا)
وأوضح تقرير آخر منشور في وكالة بلومبرغ، أن نزول سهم بتروبراس البرازيلية، التي تمثل 13% من الوزن النسبي في مؤشر “إبوفيسبا” Ibovespa في البورصة المحلية، دفع المؤشر إلى التراجع إلى أدنى مستوى في 3 أسابيع، والهبوط بقيمة العملة (الريال) بنسبة 1.1%، ما أثر سلبًا على كل تداولات العملات الرئيسة في أنحاء العالم.
وبلغت قيمة إجمالي الأرباح 56 مليار ريال برازيلي (11 مليار دولار أميركي)، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال مصدران -رفضا الكشف عن هويتهما-، إن قرار خفض مخصصات توزيعات أرباح بتروبراس البرازيلية جاء بأمر من الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال لقاء مع كل من براتس، ووزير الطاقة ألكسندر سيلفيرا، في الأسبوع الماضي، قبل اجتماع مجلس الإدارة.
وتخالف تصريحات المصدرين، قريبي الصلة من المسألة، ما ردده كل من رئيس مجلس الإدارة باول براتس، والمدير المالي سرغيو كاتانو، خلال اجتماع مجلس الإدارة، بأن تلك الاستثمارات المحتجزة ستُوزع على المستثمرين، في إطار محاولات تهدئة المساهمين الغاضبين من قرار خفض الأرباح.
خدمة أغراض سياسية
دفع قرار خفض توزيعات الأرباح على المساهمين في شركة بتروبراس البرازيلية، السهم إلى الهبوط الحاد في آخر جلسات الأسبوع الماضي، بسبب مخاوف من تعديل رئيس البلاد اليساري من إستراتيجية العمل في الشركة.
وزاد من شكوك المساهمين أن محاولات رئيس بتروبراس البرازيلية ومديرها المالي، فشلا في طمأنة المستثمرين، بالقول إن الاستثمارات المحتجزة ستؤول إلى المستثمرين، ولن تجري إعادة استثمارها، خاصة أنهما لم يحددا أي خطط لتوزيع تلك الأرباح، سواء زمنية أو من ناحية القيمة.
وتتمحور مخاوف المستثمرين من أن حكومة دا سيلفا ترغب في استغلال الشركات العامة (المملوكة للدولة)، في خدمة أغراضها السياسية، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعقب إعلان خطة توزيعات الأرباح من بتروبراس البرازيلية، أوصى بنكا “بنك أوف أميركا” Bank of America Corp، و”بانكو ستاندر إس إيه” Banco Santander SA، بتخفيض الشراء من أسهم الشركة، الذي أبدى رئيسها التنفيذي تحفظًا على توزيعات الأرباح، في وقت تتجه الشركة إلى التركيز على الطاقة المتجددة، وهي الهدف الأساس في سياسة الرئيس دا سيلفا.
وقال كبير مديري إستراتيجيات المحافظ والأسواق الناشئة في شركة الاستشارات المالية “غلوبال إكس مانغمنت” Global X Management، التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، مالكولم دورسون: “الإشارات من الشركة تظهر أن الوضع يتجه إلى الأسوأ.. البرازيل لديها كثير من الفرص، لكن مؤشر الأسهم يقوم على شركتي بتروبراس والتعدين فالي Vale، وكلتاهما معرضة لمخاطر سياسية غير متوقعة”.
ويترقب المستثمرون حسم موقف الرئيس التالي لشركة التعدين “فالي”، وما إذا كان الرئيس دا سيلفا، سينجح بالدفع بمرشح يرتبط بعلاقات قوية مع الحكومة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply