تتواصل جهود الحفر والاستكشاف في أفريقيا بوتيرة متسارعة، وتستعد سفينة تنقيب عملاقة لتسلّم مهمتين جديدتين في القارة السمراء، في ظل توقعات باكتمال مهمتها في غانا بنجاح قبل الموعد المحدد.
ويُطلق على السفينة اسم “نوبل فينشرر”، وهي تابعة لشركة نوبل كوربوريشن (Noble Corporation) البريطانية، وتملك السفينة قدرات قوية للحفر في المياه العميقة.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لمسار السفينة، تُشير الخطط إلى أن غينيا الاستوائية ستكون محطة السفينة المقبلة بعد غانا، ومن المقرر أن تنتقل في مرحلة لاحقة إلى ناميبيا.
وشهد الطلب على منصات الحفر البحرية في أفريقيا تزايدًا خلال العام الماضي 2023، في ظل اتّساع نطاق أنشطة الحفر والاستكشاف، وإقبال المزيد من شركات النفط على الاستفادة من موارد القارة، تزامنًا مع ارتفاع أسعار النفط.
جدول السفينة الزمني
كشفت شركة نوبل كوربوريشن أن سفينة تنقيب عملاقة تابعة لها ستنهي مهمتها في غانا بحلول نهاية شهر مايو/أيّار المقبل 2024، بدلًا من مارس/آذار 2025 وفق المخطط السابقة.
ومع إكمال السفينة مهمتها في مشروع تابع لشركة توللو أويل في غانا، ستنتقل إلى غينيا الاستوائية، لتبدأ -من يونيو/حزيران المقبل- مهمة حفر بموجب تعاقد جديد يستمر لمدة 150 يومًا، بما يقارب 5 أشهر.
وخلال هذه المدة، تستعمل شركة ترايدنت إنرجي (Trident Energy) السفينة لحفر بئرين تطويريتين في المربع جي (G) بالساحل الغربي لوسط القارة، وبئر استكشافية أخرى في المربع إس (S)، وفق صحيفة أوفشور إنجينير (Offshore Engineer).
ولجأت “ترايدنت إنرجي” إلى حفارات شركة “نوبل كوربوريشن”، بعد إنهاء تعاقدها مع شركة أيلاند دريلينغ (Island Drilling) النرويجية لاعتبارات السلامة.
وسُعِّرَ عقد سفينة تنقيب “نوبل فينشرر” في غينيا الاستوائية، بزيادة ضئيلة عن سعر عقدها لصالح شركة توللو أويل في غانا.
وعقب إكمال السفينة مهمتها في غينيا، تدير دفّتها باتجاه ناميبيا لدعم خطط شركة راينو ريسورسيز (Rhion Resources) لحفر بئرين استكشافيتين بحدّ أدنى، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني العام الجاري.
بصمة بيئية
حظي فريق عمل سفينة تنقيب “نوبل فينشرر” باحتفاء النائب الأول لرئيس شركة نوبل كوربروريشن، بليك دينتون، مشيرًا إلى أن إتمام مهمة العمل مع شركة توللو أويل بصورة مبكرة عن الموعد المحدد يعدّ إنجازًا أفسح المجال لتعاقدات جديدة للسفينة.
وتتوسع شركة نوبل إنرجي في نشر حفاراتها، وقبل سفينة تنقيب “نوبل فينشرر”، كان لحفارة أخرى تابعة للشركة دور مهم في التوصل لاكتشاف “فينوس” التابع لشركة توتال إنرجي (Total Energies) الفرنسية، في ناميبيا.
ومؤخرًا، فازت سفينة تنقيب أخرى مملوكة للشركة -تنتمي للجيل السابع أيضًا- بعقد مع شركة بتروناس (Petronas) الماليزية، قبالة سواحل سورينام في أميركا الجنوبية.
وتراعي الشركة الاعتبارات المناخية في أعمالها، إذ تعتمد تقنيات مخفضة للانبعاثات والبصمة الكربونية في عمليات الحفر، ودعمت المعدّات على متن 29 حفارة لها بحلول رقمية لتتبّع الانبعاثات.
إمكانات قوية
يمكن لسفينة تنقيب “نوبل فينشرر” الحفر في عمق مائي يتراوح بين 12 ألفًا و40 ألف قدم بحدّ أقصى، وتتسع لطاقم مكون من 230 فردًا على متنها.
وبُنيت السفينة على يد شركة سامسونغ هيفي إندستريز (Samsung Heavy Industries) الكورية الجنوبية، عام 2014، وتنتمي للجيل السابع، وفق تصنيف إنتاج الشركة، حسب موقع أوفشور إنرجي (Offshore Energy).
وتملك السفينة ملحقات أخرى، منها: برج الحفر، وأدوات السحب، ومحرك علوي، بالإضافة إلى أنها مزودة بنظام تحكم من طراز إم يو إكس (GE Hydril MUX)، ونظام لمعالجة الأنابيب.
وتعمل سفينة تنقيب “نوبل فينشرر” بنحو 6 محركات من طراز دوزان مان (DOOSAN/MAN)، وتضم 6 مولدات، بقدرة 7 آلاف كيلوواط لكل مولد، وفق معلومات الحفارة المنشورة على الموقع الإلكتروني للشركة.
وتعوّل شركة ترايدنت إنرجي على هذه الإمكانات لتعزيز عمليات الحفر في البئر الاستكشافية بالمربع “إس” في غينيا الاستوائية، وتطوير بئرين إضافيتين في المربع “جي”، بموارد إجمالية هائلة قد تصل وفق التوقعات إلى 180 مليون برميل، حسب صحيفة سبلاش 247 (Splash 247).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply