دفع استهداف المصافي وزيادة الطلب محليًا، روسيا إلى استيراد البنزين من الخارج، في خطوة نادرة تكشف حجم التحديات التي يعاني منها قطاع الطاقة في موسكو.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، طلبت روسيا من قازاخستان الاستعداد لتزويدها بـ100 ألف طن (703 آلاف برميل) من البنزين في حالة تفاقم النقص نتيجة هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية وانقطاع التيار الكهربائي.
* طن النفط يعادل 7.3 برميلًا.
وطلبت موسكو من قازاخستان إنشاء احتياطي طوارئ يبلغ 100 ألف طن متري من البنزين جاهزًا للتصدير إلى روسيا عند الحاجة.
ويأتي اتفاق الدولتين بشأن استعمال الاحتياطيات، بعد أيام من موافقة بيلاروسيا على مساعدة روسيا في إمدادات البنزين.
استهداف مصافي النفط
تسببت هجمات الطائرات دون طيار في تدمير نحو 14% من قدرة تكرير النفط في روسيا حتى نهاية مارس/آذار.
وقالت السلطات الروسية: “حتى الآن الوضع في أسواق الوقود المحلية مستقر، وإن المخزونات كبيرة بما يكفي”، حسبما ذكرت رويترز.
وعادةً ما تكون موسكو مصدرًا صافيًا للوقود وموردًا للأسواق الدولية، لكنّ تعطُّل مصافي التكرير أجبر شركات النفط الروسية على الاستيراد.
وفرضت موسكو حظرًا على تصدير البنزين لمدة 6 أشهر، بدءًا من الأول من مارس/آذار 2024 لمنع حدوث نقص حاد في الوقود، على الرغم من أن الحظر لا ينطبق على الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تقوده موسكو، بما في ذلك قازاخستان، فضلًا عن بعض الدول، مثل منغوليا، التي أبرمت اتفاقًا معها على إمدادات الوقود.
وفي الأسبوع الماضي، أوقفت مصفاة أورسك للنفط في جبال الأورال الإنتاج بسبب الفيضانات واسعة النطاق، والتي أثّرت أيضًا في قازاخستان.
كما فرضت قازاخستان، أكبر دولة غير ساحلية في العالم، قيودًا على صادرات الوقود حتى نهاية العام، باستثناء الأغراض الإنسانية.
وبلغ احتياطي قازاخستان من بنزين 92 نحو 307.7 ألف طن حتى 5 أبريل/نيسان، ومخزون بنزين 95 عند 58 ألف طن، في حين سجل احتياطي الديزل نحو 435.3 ألف طن، وبلغ مخزون وقود الطائرات 101 ألف طن.
البنزين في روسيا
انخفضت صادرات البنزين في روسيا عبر السكك الحديدية بمقدار النصف في مارس/آذار بعد فرض حظر على تصدير هذا الوقود، في ظل ارتفاع الطلب المحلي والتعطيل غير المخطط له في مصافي التكرير، مما أدى إلى تضييق الخناق على سوقها المحلية.
وفي نهاية فبراير/شباط، فرضت موسكو حظرًا لمدة 6 أشهر على صادرات البنزين بدءًا من الأول من مارس/آذار، للحفاظ على استقرار الأسعار وسط ارتفاع الطلب من المستهلكين والمزارعين وللسماح بصيانة المصافي في ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.
وأُجرِيَت استثناءات للوقود الذي يُوَفَّر بموجب الاتفاقيات الحكومية الدولية، بما في ذلك مع أعضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بقيادة موسكو.
وصدّرت المصافي الروسية نحو 323 ألف طن من البنزين بالسكك الحديدية في مارس/آذار، إذ تدفّق ذلك بشكل رئيس إلى منغوليا التي استقبلت 75.5 ألف طن، وأوزبكستان التي استقبلت 53.5 ألف طن، وطاجيكستان التي استقبلت 47.8 ألف طن، وقيرغيزستان التي استقبلت 42.3 ألف طن.
وشُحِن نحو 16.5 ألف طن متري فقط من البنزين الشهر الماضي للتصدير عبر ميناء “أوست-لوجا” على بحر البلطيق، وما يقرب من 13.3 ألف طن إلى ميناء مورمانسك في القطب الشمالي، ولا شيء إلى مواني فيسوتسك وسانت بطرسبرغ ونوفوروسيسك، وفقًا لبيانات السوق.
وتوقّع التجّار مزيدًا من الانخفاض في صادرات البنزين الروسية بسبب الصيانة الموسمية والانقطاع غير المخطط له في المصافي.
ومن المتوقع أن ترتفع طاقة تكرير النفط الأولية في روسيا خلال أبريل/نيسان الجاري، بنسبة 9.5% عن مارس/آذار.
ومنذ أن دخل الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات المنتجات النفطية الروسية حيز التنفيذ في فبراير/شباط 2023، حولت موسكو إمدادات تصدير البنزين إلى دول في أفريقيا وآسيا وتركيا والبرازيل.
واردات البنزين
ارتفعت واردات روسيا من البنزين من بيلاروسيا المجاورة في مارس/آذار لمواجهة خطر النقص في سوقها المحلية بسبب الإصلاحات غير المقررة في مصافي التكرير الروسية، بعد هجمات بطائرات مسيرة.
وتستورد موسكو عادةً كميات قليلة للغاية من الوقود من بيلاروسيا، إذ لجأت إليه في المدة من أغسطس/آب إلى أكتوبر/تشرين الأول الماضيين، عندما واجهت نقصًا في الوقود أدى إلى ارتفاع سريع في أسعار البنزين في روسيا ودفعها إلى فرض حظر آخر على تصدير المنتجات النفطية.
وزادت روسيا هذا العام مرة أخرى واردات البنزين من بيلاروسيا، إذ وصلت في النصف الأول من مارس/آذار إلى ما يقرب من 3 آلاف طن متري، وفي فبراير/شباط، استوردت 590 طنًا، بينما لم تكن هناك شحنات من مينسك في يناير/كانون الثاني.
وتُصدِّر مينسك عمومًا منتجاتها النفطية عبر مواني البلطيق الروسية إلى الأسواق الدولية بموجب اتفاقيات عبور طويلة الأجل بين الدول، ويوجد في بيلاروسيا مصفاتان لتكرير النفط – مصفاة نفط نافتان في نوفوبولوتسك ومصفاة زيت موزير.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لكل منها 12 مليون طن سنويًا (240 ألف برميل يوميًا)، لكنها تعمل عادةً بقدرة أقل، إذ تكرّر كل منها نحو 9 ملايين طن سنويًا (180 ألف برميل يوميًا).
وتستعمل مصافي التكرير في بيلاروسيا في الغالب النفط الروسي مادةً وسيطة، في حين إن شركات النفط الروسية، التي لديها فروع بيلاروسية، تشتري أيضًا البنزين من المصافي لتزويد محطات الوقود البيلاروسية الخاصة بها.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply