أبدى رئيس غايانا عرفان علي موقفه من استحواذ شركة شيفرون (Chevron) على حصة شركة هيس (Hess) في أحد أكثر الاكتشافات النفطية ربحية في العقود الأخيرة.
ووفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد رحّب “علي” بانضمام شركة شيفرون إلى التحالف الذي تقوده شركة إكسون موبيل (ExxonMobil)، والذي يدير مشروع النفط البحري في البلاد الذي تبلغ قيمته أكثر من 150 مليار دولار.
وقد عرضت شركة شيفرون، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مبلغ 53 مليار دولار لشراء شركة هيس، جزئيًا للحصول على موطئ قدم بمربع ستابروك النفطي في غايانا.
وتمتلك هيس حصة قدرها 30% في مربع ستابروك النفطي، في حين تقود إكسون موبيل المشروع بحصّة تبلغ 45%، وتحتفظ الشركة الوطنية الصينية للنفط البحري (سينوك) بحصّة 25%.
موقف رئيس غايانا من الصفقة
قال رئيس غايانا عرفان علي، إن حكومته حريصة على جذب أكبر شركات النفط في العالم، مثل شيفرون، لتطوير مواردها، مشددًا على أنّ أيّ تحرُّك من جانب إكسون موبيل لزيادة حصتها في المشروع قد يثير مخاوف المنافسة.
وتسببت الصفقة بين شيفرون وهيس في صراع بين أكبر شركتين للنفط في الولايات المتحدة، بعد أن رفعت إكسون موبيل دعوى تحكيم بحجّة أن لها حق الرفض الأول لشراء حصة هيس في مشروع غايانا، وهي خطوة يُمكن أن تعزز حصتها في المربع النفطي المهم.
وعندما سُئل عمّا إذا كان قلقًا بشأن احتمال حصول إكسون موبيل على حصة أكبر في المشروع، قال الرئيس عرفان علي: “لن أستعمل كلمة متوتر”، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times).
وأشار إلى أن الاندماج في القطاعات الأخرى الذي أدى إلى سيطرة شركة واحدة على أكثر من نصف السوق “يمكن أن يثير القلق”، قائلًا: “نحن نرى أن الشراكة تعمل بشكل جيد”.
وقال علي، إن اقتراح جلب شريك رئيس جديد إلى التحالف هو أمر يخصّ الشركاء الحاليين، لكنه أضاف أنه يعتقد أنه سيكون من الجيد أن يكون هناك “أكبر المشغّلين من الولايات المتحدة يعملون في غايانا”.
وتأتي تعليقات رئيس غايانا قبل تصويت مهم من قبل المساهمين في “هيس”، يوم الثلاثاء (28 مايو/أيار 2024)، حول ما إذا كانوا سيقبلون عرض شيفرون.
وتعرَّض الرئيس عرفان علي لانتقادات في غايانا لفشله في إعادة التفاوض على اتفاقية ستابروك لتقاسم الإنتاج، التي وقّعتها الحكومة السابقة مع شركات إكسون موبيل وهيس وسينوك الصينية.
وقال علي، إن العقد “كان متحيزًا لصالح إكسون موبيل”، لكن الحكومة قررت عدم السعي لإعادة التفاوض لأن “حرمة العقد” مهمة، مضيفًا أن التورط في معركة قانونية مع “شركة ضخمة” مثل إكسون موبيل سيكون مدمرًا لقطاع النفط بأكمله.
متى يُحل النزاع؟
وأشارت إكسون موبيل إلى أنها لا تنوي تقديم عرض مضادّ لشراء هيس، لكنها تريد الدفاع عن حقّها لمصلحة المساهمين ومعرفة القيمة التي تنطوي عليها أصول “هيس” في غايانا.
أمّا الرئيس التنفيذي دارين وودز فقد قال، إن الاستحواذ على حصة الشركة الأصغر الكاملة بنسبة 30% في مشروع غايانا سيكون “أحد الخيارات” إذا ثبَتت مطالباتها بالشفعة.
وصرّح وودز بأن النزاع مع شركة شيفرون حول الأصول النفطية لشركة هيس في غايانا لن يُحلّ على الأرجح حتى عام 2025، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن شبكة “سي إن بي سي” الأميركية.
وأضاف وودز :”من الواضح أن هذا تحكيم مهم، ليس فقط بالنسبة لشركة إكسون موبيل، بل بالنسبة لشركتي شيفرون وهيس”.
كما قال: “ما يتعين علينا القيام به هو أن نأخذ وقتنا للقيام بما هو صحيح للتأكد من أننا نبذل كل العناية الواجبة، ونصل إلى الإجابة الصحيحة”.
وتطالب شركة إكسون موبيل بحق الشفعة في أصول شركة هيس في غايانا، بموجب اتفاقية تشغيل مشتركة تحكّم التحالف الذي يطوّر موارد النفط الوفيرة في غايانا.
وتقدمت شركة النفط الكبرى بطلب للتحكيم في مارس/آذار 2024 أمام غرفة التجارة الدولية في باريس.
وقال وودز، إن لجنة المحكمين ما تزال قيد الاختيار، معربًا عن ثقته في أن إكسون موبيل ستنتصر بالنزاع.
شيفرون تردّ
من جانبها، رفضت شركة شيفرون ادّعاءات إكسون موبيل بأن الاتفاقية تنطبق على صفقة جميع الأسهم المعلقة للاستحواذ على شركة هيس، التي تبلغ قيمتها 53 مليار دولار.
وستقرر محكمة التحكيم في النهاية الجدول الزمني للإجراءات، لكن هيس طلبت من اللجنة الاستماع إلى موضوع القضية في الربع الثالث من 2024، مع التوصل إلى نتيجة في الربع التالي.
وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون مايك ويرث للمحللين، خلال مكالمة أرباح الربع الأول 2024 في أبريل/نيسان، أن هذا الجدول الزمني يجب أن يسمح للأطراف “بإغلاق الصفقة بعد ذلك بوقت قصير”.
وقال ويرث: “لا نرى أيّ سبب مشروع لتأخير هذا الجدول الزمني”، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وإذا فازت شركة إكسون موبيل في هذه القضية، فإن صفقة شيفرون مع هيس ستنهار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply