انضمت دولة أفريقية جديدة إلى قائمة مصدّري النفط، بعد نحو 3 أسابيع من حصولها على أول إنتاج للخام.
ووفق بيانات الشحن التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُحَمَّل حاليًا أول شحنة من النفط السنغالي في مشروع سانغومار التابع لشركة وودسايد الأسترالية (Woodside).
تُعدّ شركة وودسايد -التي ضخّت ما يصل إجماليه إلى 513 ألف برميل من النفط يوميًا في عام 2023- هي المشغّلة لمشروع سانغومار بحصّة تبلغ 82%، إلى جانب شركة بتروسين المملوكة للدولة (Petrosen) بنسبة 18%.
ويُحَمَّل النفط السنغالي من سفينة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة “ليوبولد سيدار سنغور” -بِاسْم أول رئيس للدولة الأفريقية- البالغة طاقتها 1.3 مليون برميل، والتي ترسو على بعد نحو 100 كيلومتر قبالة سواحل داكار، عاصمة البلاد.
الانضمام إلى مصدّري النفط
في صباح 1 يوليو/تموز 2024، وصلت ناقلة النفط “ماران بوسيدون” -التي ترفع العلم اليوناني- إلى محطة التصدير الخاصة بالمشروع البالغة طاقتها 100 ألف برميل يوميًا.
وقد أُدرجت شركة شل إنترناشيونال تريدينغ (Shell International Trading) بوصفها مستأجر الناقلة البالغة سعتها 1.06 مليون برميل، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).
وتمثّل شحنة التصدير الأولى علامة فارقة بالنسبة لدولة السنغال، التي تنضم إلى مصافّ مصدّري النفط في العالم بمشروع التطوير الذي تبلغ قيمته 5.2 مليار دولار.
كما أنه يمثّل براميل إضافية من النفط الخام من خارج تحالف أوبك+ تصل إلى السوق، في الوقت الذي يحاول فيه تحالف المنتجين تحقيق الاستقرار في السوق وتعزيز الأسعار، وسط ارتفاع الإنتاج في الأميركتين والتضخم الثابت على مستوى العالم.
حقبة جديدة في السنغال
ليس من الواضح أين سيُنقل الخام بعد التحميل، لكن متحدثًا باسم وودسايد صرّح -سابقًا- بأنه “يحتوي على صفات حمضية متوسطة مماثلة لدرجات مثل خام عمان ويوهان سفيردروب النرويجي]”.
ويُباع خام مزيج عمان في المقام الأول إلى الصين، في حين يحظى خام يوهان سفيردروب بشعبية كبيرة بين المصافي في بولندا وهولندا وألمانيا.
ويضم المشروع 24 بئرًا، بما في ذلك 12 بئر إنتاج -آخرها لم تُحفر بعد- و10 حاقنات مياه وحاقنتين للغاز في المرحلة الأولى.
وقال رئيس شركة بتروسين، ثيرنو لي -في بيان سابق-: “إن النفط الأول من حقل سانغومار يمثّل حقبة جديدة، ليس فقط للصناعة والاقتصاد في بلادنا، ولكن الأهم من ذلك لشعبنا.. لم نكن في وضع جيد مثل هذا من قبل للحصول على فرص النمو والابتكار والنجاح في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأمّتنا”.
وتأتي الشحنة الأولى بعد أقل من 4 أشهر من فوز مفتش الضرائب السابق باسيرو ديوماي فاي بشكل مفاجئ في الجولة الأولى من الانتخابات في السنغال.
ووعد بإعادة التفاوض على عقود النفط والغاز، إلّا أن مصادر قالت، إن مثل هذا الإجراء لم يُتَّخذ حتى الآن.
مشروع الغاز المسال في السنغال
تتجه السنغال -أيضًا- نحو بدء تشغيل مشروع تورتو أحميم للغاز المسال الذي طال انتظاره، والذي تديره شركة بي بي (BP)، ويمتد على الحدود بين السنغال وموريتانيا، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في وقت لاحق من العام الجاري (2024).
وفقًا لشركة بي بي، يُمكن أن يصل إنتاج الغاز المسال إلى 2.3 مليون طن متري سنويًا في المرحلة الأولى من المشروع، الذي تمتلك شركة كوزموس إنرجي (Kosmos Energy) أيضًا حصة فيه.
وكان مشروع تورتو أحميم قد شهد وصول منصة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة، في 4 يونيو/حزيران 2024، التي تشكّل أبرز مرافق المشروع، وتعدّ مكونًا رئيسًا لإنجاح عملية ضخ الغاز وإنتاجه بصورة آمنة.
وتتّسع المنصة على متنها لنحو 140 شخصًا، إذ تمتد على مساحة تعادل ملعبي كرة، وترتفع لما يناظر 10 طوابق، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وبُنِيت المنصة في حوض بناء سفن صيني تابع لشركة كوسكو كيندونغ (COSCO Qidong)، باستعمال ما يزيد عن 81 ألف طن من الصلب، إضافة إلى وصلات الأنابيب وغيرها من المكونات.
وتملك المنصة قدرات متميزة، إذ يمكنها معالجة ما يزيد عن 500 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز، بالإضافة إلى تطبيق تقنيات أخرى مثل: فصل الغاز عن المياه والمكثفات، وتنقيته من الشوائب قبل ضخّه إلى السفينة العائمة في المحطة الرئيسة عبر خطوط الأنابيب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply