نجح خط أنابيب سوميد المصري في نقل نحو 25 مليار برميل نفط خام خلال 50 عامًا، ما يؤكد أهميته في حركة تجارة الطاقة وربط مناطق الإنتاج بالأسواق العالمية.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نقلت شركة سوميد -التي تعمل منذ منذ عام 1974- نحو 3.5 مليار طن نفط خام (24.9 مليار برميل) وأكثر من 100 مليون طن (730 مليون برميل) مشتقات نفطية، طيلة الـ50 عامًا الماضية.
ويشكّل خط أنابيب سوميد بعدًا إستراتيجيًا مهمًا في تأمين احتياجات مصر من النفط الخام والمشتقات النفطية والغاز الطبيعي، ما يجعله أحد المحاور الرئيسة في أمن الطاقة بالبلاد.
وتفقَّد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي مساء أمس الثلاثاء 9 يوليو/تموز (2024) تسهيلات الشركة العربية لأنابيب البترول “سوميد” بميناء العين السخنة ووحدة التحكم الرئيسة بالميناء والأرصفة البحرية ونقاط تسهيلات الغاز الطبيعي المستورد وسفينة التغويز واستقبال المازوت.
ويربط خط أنابيب سوميد (Sumed) البحرين الأحمر والمتوسط عن طريق أنبوبين قُطر كل منهما 42 بوصة، وتبلغ السعة الإجمالية 2.5 مليون برميل يوميًا، ويبلغ طول الخط -المعروف أيضًا باسم خط أنابيب البحر المتوسط-السويس- نحو 320 كيلومترًا (200 ميل).
التكامل العربي
أكد وزير البترول المصري أن الزيارة تأتى في إطار برنامج الحكومة لإنهاء مدة تخفيف الأحمال الكهربائية، والتي وفرت لها الدعم المالي اللازم، لافتًا إلى أن التسهيلات المتوفرة بالميناء الذي يعدّ أحد مرافق البنية الأساسية المهمة التي يعتمد عليها قطاع النفط المصري في تحقيق خطط استقرار وتأمين إمدادات الوقود للسوق المحلية.
وأشار بدوي إلى أن خط أنابيب سوميد يشكّل إحدى صور التكامل العربي الاقتصادي المهمة، التي تُضفي ميزات حيوية بفضل الموقع الجغرافي الإستراتيجي ما بين مناطق الإنتاج النفطي في الخليج العربي ومصر، ونقلها للبحر المتوسط، ومن ثم للأسواق العالمية عبر خطوط الأنابيب.
وأوضح أن الخط يُكسب المنتجين والمستهلكين فوائد متعددة، على رأسها تخفيض وقت النقل وتقليل تكاليف الشحن لكل طن، ويزيد من مرونة العمليات في ظل التكامل المستمر بين خط أنابيب سوميد وقناة السويس شريان التجارة العالمية.
وشدد وزير البترول المصري على العاملين أهمية تطبيق كل معايير السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة، داعيًا إلى الاهتمام بالابتكار والحوار وطرح الأفكار، خاصةً أن مجالات تحول الطاقة وتوجّه مصر نحو تنويع مصادر الطاقة والطاقات البديلة توفر فرصًا استثمارية يمكنها دعم مراكز الكيانات النفطية القائمة، إذا ما واكبت تلك التطورات، واستعدت لمستقبل الطاقة، التي تُعدّ قضية محورية في اهتمام الجميع.
منطقة سوميد البترولية
من جانبه، أشار رئيس شركة سوميد، المهندس محمد عبدالحافظ، إلى أن سوميد تمتلك بعدًا استراتيجيًا في تأمين احتياجات مصر، كما وفّر لها مساهموها (مصر والسعودية والكويت والإمارات وقطر) القدرة على التطوير المستمر وزيادة طاقتها من 40 مليون طن (290 مليون برميل) سنويًا في أبريل/نيسان 1974، إلى 117 مليون طن (854 مليون برميل) سنويًا حاليًا.
واستمع وزير البترول المصري إلى عرض توضيحي حول موقف تسهيلات استقبال النفط الخام بالسخنة والشحن بمنطقة سيدى كرير والصهاريج الخاصة بالتخزين وخطَّي الأنابيب الممتدين بقطر 42 بوصة وبطول 320 كيلو متر بدءًا من العين السخنة وحتى سيدى كرير بالإسكندرية مرورُا بمحطة دهشور وتسهيلاتها، ومصادر الخام المنقولة عبر سوميد، ومشروع تداول وتخزين المشتقات النفطية والرصيف البحري الخاص بذلك، والممتد بطول 3 كيلومترات، ويتكون من 3 مراسٍ بحرية، اثنين منها مخصصين لاستقبال المشتقات النفطية.
كما اطّلع على رؤية التوسعات والمشروعات المستقبلية، وتكامل مناطق سوميد البترولية مع مناطق تأمين المنتجات النفطية في مصر، ومنها منطقة التبين.
وناقش وزير البترول مع مجموعة من القيادات والعاملين بشركة سوميد، طبيعة عمل الموقع وما يتوافر للعاملين من تدريبات وقدرات والقدرة على إدارة خطط الطوارئ، مؤكدًا الدعم الكامل لانتظام وتنفيذ خطط العمل، كما ناقش خلال تفقُّده مركز التحكم في الميناء التقنيات المستعملة ومدى تدريب العاملين عليها وقدرتهم على إدارتها.
كما تفقَّد الرصيف البحري ومراسي استقبال النفط الخام والمشتقات النفطية وسفينة التغويز (تحويل الغاز المسال المستورد إلى حالته الأصلية، وضخّه في الشبكة القومية للغازات الطبيعية لتوزيعه على القطاعات الاستهلاكية كالكهرباء والصناعة)، وأجرى حوارًا مع العاملين على الأرصفة ومسؤولي سوميد حول الأهمية الحيوية للمكان في خدمة خطط الدولة للوفاء بالاحتياجات الخاصة بالطاقة وما يُتَّبَع من معايير عالمية في الإدارة والتشغيل، وتطبيق معايير السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة، من أجل توفير بيئة عمل آمنة.
كما شهد وزير البترول المصري خلال الجولة عملية استقبال أكبر سفينة نقل للمازوت بطاقة 80 ألف طن، والتي تأتي في إطار خطط الدولة لتأمين الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في إطار إستراتيجيتها لإنهاء العمل بخطّة تخفيف الأحمال.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply