تستمر المطالبات بزيادة استثمارات النفط والغاز وتحقيق توازن في إتاحة مصادر الطاقة وعدم التخلي عن الوقود الأحفوري بشكل مفاجئ؛ لما لذلك من تبعات سلبية على معدلات نمو الاقتصادات العالمية.
ودعا أكثر من مسؤول وخبير من بلدان مختلفة حول العالم إلى ضرورة تحقيق التوازن بين انتقال الطاقة وضخ استثمارات معقولة في قطاعي النفط والغاز، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وجاءت الدعوة هذه المرة من رئيس مجلس إدارة إحدى كبريات الشركات الحكومية الهندية، الذي أكد أن نقص استثمارات النفط والغاز لا يُشكِّل ضررًا لقطاع الطاقة فحسب، بل إنَّه يُشكِّل عائقًا أمام التقدم العالمي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويتزايد الطلب على النفط والغاز في الهند بصورة ملحوظة؛ بفضل معدلات النمو الإيجابية التي يحققها، وفقًا لما نشره موقع إي تي إنرجي وورلد (ET Energy World)، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023.
توازن الاستثمارات
قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية، أرون كومار سينغ، إن تحقيق التوازن في إتاحة مصادر الطاقة المختلفة هو أمر أساسي، وفي الوقت نفسه فإن ضعف استثمارات النفط والغاز يعرقل التنمية العالمية.
وأشار سينغ إلى أن أسعار النفط العالمية حاليًا تزيد على مستوى 92 دولارًا للبرميل، ارتفاعًا من نطاق سعري مُستقر كان يتراوح بين 40 و60 دولارًا على مدى السنوات الـ5 الماضية.
وأرجع الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية هذا الارتفاع إلى نقص استثمارات النفط والغاز منذ عام 2019، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح في هذا الصدد -في إحدى الفعاليات المُرتبطة بقطاع النفط في الهند- أن “الأمر مُتعلق بعملية الاستثمارات بنسبة 100%، ومن يدفع ثمنها في نهاية المطاف هي البلدان الفقيرة، مثلنا”.
ودعا سينغ الدول والشركات العالمية إلى ما سمّاه “الاستثمار المسؤول” و”السياسات المعقولة”، وحثّهم على ضرورة النظر في “إشكالية الطاقة” في مُجملها، قائلًا: “بينما نستثمر في المستقبل، دعونا لا نهمل استثمارات الحاضر”.
وأشار -في معرض حديثه عن أهمية استثمارات النفط والغاز- إلى أن اعتماد الهند على النفط يبلغ نحو 87%، بينما تعتمد بلاده على الغاز بنسبة 55%.
وأضاف أن ضعف الاستثمارات في الوقود الأحفوري قد يعوق تقدم الهند، موضحًا أن “كل اكتشاف جديد لدينا سنستبدل به جزءًا من وارداتنا من النفط والغاز”.
تحوّل الطاقة يستغرق وقتًا
يُؤمن الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية أرون كومار سينغ، بأن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة -بعيدًا عن استثمارات النفط والغاز- هو عملية تدريجية وأنه سيستغرق وقتًا، داعيًا إلى بذل جهود أكبر في تطوير التقنيات المختلفة من أجل انتقال أسرع.
وقال إن شركته -في إطار تحقيق التوازن في استثمارات الطاقة- تخصص استثماراتها على أساس نسبة 3 إلى 1 للنفط والغاز التقليدي مقارنة بجهود التحول، وأضاف: “نحن ملتزمون بتخصيص ما يقرب من 10 مليارات إلى 12 مليار دولار لانتقال الطاقة بحلول عام 2030”.
وحذّر من أن التحول المُفاجئ والكبير عن استثمارات النفط والغاز يمكن أن يؤدي إلى فقر الطاقة في الدول النامية وتقليص الخدمات الأساسية، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضاف أن سرعة التحول العالمي بعيدًا عن الوقود الأحفوري تحدث بصورة عشوائية، ولا تُلبي التوقعات على مختلف المستويات السياسية، وتخصيص الموارد، والتكنولوجيا، قائلًا: “إذا لم نكن قادرين على تدبير الموارد اللازمة لانتقال الطاقة؛ فلن يحدث هذا التحول”.
ودعا سينغ جميع أصحاب المصلحة إلى المشاركة في عملية تحول الطاقة بصورة أكثر فاعلية من حيث التكلفة والسرعة في التنفيذ، محذرًا من أن الفشل في ذلك سيؤدي إلى اختلال أكثر في الثروة والموارد العالمية.
وحذر من أنه “إذا لم يحدث هذا التحول بسرعة؛ فإن الاعتماد على النفط من دول أوبك سيكون مرتفعًا للغاية”.
حتمية استثمارات النفط والغاز
يعتقد كثيرون ما يراه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية أرون كومار سينغ.
ويتبنى عدد من الخبراء في قطاع الطاقة رؤية مماثلة تتركز في الحاجة إلى المزيد من استثمارات النفط والغاز؛ ليس فقط للحفاظ على الإنتاج مع نمو الطلب العالمي، ولكن لدفع التحول إلى الاستثمار في الطاقة النظيفة، بحسب ما نشره موقع ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&p Global Commodity Insights).
يوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز اكتشافات النفط والغاز عالميًا خلال النصف الأول من عام 2023:
وقال الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي جوزيف مكمونيجل، إن شركات الاستكشاف والإنتاج أنفقت في عام 2019 ما يُقدر بـ525 مليار دولار، وهو المبلغ الذي انخفض إلى 341 مليار دولار في عام 2021.
وأضاف ماكمونيجل: “تتعين علينا العودة إلى مستويات الـ525 مليار دولار على مدى السنوات المُقبلة، حتى عام 2030 لاستعادة توازن السوق”.
وأكد الخبراء أنه رغم الارتفاع الكبير في مشروعات البحث والتطوير في مجال الطاقات والتقنيات البديلة التي تستهدف الاستغناء عن الوقود الأحفوري في مرحلة ما؛ فإن استثمارات النفط والغاز ستظل في قلب تطبيقات الطاقة المختلفة على مدى العقود القليلة المقبلة.
وتابعوا أنه في نهاية المطاف، من أجل تحقيق انتقال منظم، فإن النفط والغاز جزء من الحل، وليس المشكلة.
وأوضحوا أن بصمتنا الكربونية أقل الآن بنسبة 10% مما كانت عليه قبل 10 سنوات، مؤكدين -على غرار “سينغ”- أن التحول في مجال الطاقة سيستغرق وقتًا طويلًا، ويكلف الكثير من المال.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply