يواجه ثالث أكبر حقل نفط في بحر الشمال مستقبلًا مجهولًا، بعد أن أعلن المشغلون تأجيل الإنتاج لمدّة عام بسبب الانتخابات المحلية في المملكة المتحدة.
وجاء التأجيل بعد تحذير الخبراء من أن خطط حزب العمال الضريبية لمشغلي بحر الشمال ستكون مدمرة لهذه الصناعة؛ إذ يهدد الحزب بفرض رسوم جديدة وتجريد الصناعة من الإعفاءات الضريبية الرئيسة.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أبلغت شركة جيرسي أويل آند غاز (Jersey Oil and Gas) المستثمرين بتأجيل العمل في حقل بوكان لمدّة عام على الأقل، بسبب الشكوك السياسية حول مستقبل بحر الشمال.
وكان من المقرر في الأصل بدء الإنتاج من ثالث أكبر حقل نفط في بحر الشمال خلال الربع الرابع من عام 2026، ولكن جرى تأجيله الآن إلى “أواخر عام 2027”.
أزمة الضرائب في المملكة المتحدة
أخبر الرئيس التنفيذي لشركة جيرسي أويل آند غاز، أندرو بينيتز، المساهمين في الاجتماع السنوي، بأن الشركاء في ثالث أكبر حقل نفط في بحر الشمال بحاجة إلى “الوضوح المالي”، إذ ألقت الانتخابات العامة بظلال من الشك على مستقبل المشروع.
وتعهد حزب العمال بوقف إصدار التراخيص الجديدة للتنقيب والحفر، إلى جانب زيادة الضرائب على الأرباح البحرية من 75% إلى 78%.
وحذّر وزير الطاقة في حكومة الظل إد ميليباند، من أنه سيجرد الصناعة البحرية من الإعفاءات الضريبية؛ ما يعني أن مشغلي المشروعات البحرية سيُمنعون من تعويض تكاليف الاستثمار في الحقول الجديدة مقابل أرباحهم.
ويمتلك حقل بوكان بالفعل تصاريح أولية للحفر والإنتاج، وقال حزب العمال إنه لن يلغي التراخيص الحالية؛ ومن ثَم تُعد القضية الرئيسة بالنسبة لشركة “جيرسي” وشركائها هي التغييرات المحتملة في الضرائب.
وفي بيان حصلت عليه منصة الطاقة، قال بينيتز: “مع الإعلان الآن عن الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، نأمل في أن يأتي الوضوح المالي خلال وقت قصير، حتى تتمكن الصناعة من الاستمرار في القيام بأفضل ما في وسعها، أي الاستثمار في المشروعات الرأسمالية الكبرى التي توفر طاقة محلية منخفضة الكربون، ووظائف تتطلب مهارات عالية”.
“في حالة حقل بوكان، لدينا مشروع من شأنه أن يقدم مساهمة ذات معنى في عملية تحول الطاقة، من خلال إستراتيجيتنا للكهرباء”.
تطوير ثالث أكبر حقل نفط في بحر الشمال
قال الرئيس التنفيذي لشركة جيرسي، أندرو بينيتز، إن الأعمال التحضيرية لثالث أكبر حقل نفط في بحر الشمال، ستستمر في الوقت الحالي، بما في ذلك إجراء مسوحات لقاع البحر اللازمة قبل الحفر وإعداد السفينة العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ “ويسترن آيلز”.
ومع ذلك، من غير المتوقع حاليًا أن يبدأ الإنتاج حتى عام 2027؛ بعد أن كان المطوّرون يأملون سابقًا في ضخ النفط بحلول عام 2026.
ويُطور حقل بوكان -الذي يقع على بعد 80 ميلًا شمال شرق أبردين بإسكتلندا- بشكل مشترك من قبل 3 شركات بريطانية، وهي جيرسي أويل آند غاز، وسيريكا إنرجي (Serica Energy)، ونيو إنرجي (Neo Energy).
وفي وقت سابق من العام الجاري (2024)، حصلت شركة سيريكا إنرجي على حصة بنسبة 30% في منطقة بوكان الكبرى (GBA)، من شركة جيرسي أويل آند غاز.
وتمتلك شركة نيو إنرجي، المشغلة لحقل بوكان، حصة قدرها 50%؛ في حين تمتلك جيرسي النسبة المتبقية البالغة 20%، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة “ذا تيليغراف” (The Telegraph).
وقال رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة سيريكا، ديفيد لاتين: “إن البيئة الحالية غير المؤكدة تجعل قرارات الاستثمار صعبة”.
وتابع: “يحقق مشروع إعادة تطوير بوكان كل المتطلبات الصحيحة من حيث إعادة استعمال البنية التحتية القائمة، والانبعاثات المنخفضة المتوقعة، والمساهمة في الأمن المحلي لإمدادات الطاقة، وبالطبع توليد عائدات الضرائب وفرص العمل في المملكة المتحدة”.
وشدد على “أنه مشروع كبير، وهو بالضبط النوع الذي ينبغي لأي حكومة بريطانية أن تدعمه”.
أفضل حقل نفط متبقٍّ
يُعتقد أن حقل بوكان النفطي يحتوي على 100 مليون برميل من النفط، بالإضافة إلى 40 مليون برميل أخرى في الحقول الأصغر المجاورة، ما يجعله ثالث أكبر حقل ما قبل التطوير في الجرف القاري للمملكة المتحدة.
ويُعد الحقل سهل الاستغلال بسبب البنية التحتية الموجودة القريبة منه، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال مدير الأبحاث المؤسسية في شركة دبليو إتش أيرلندا كابيتال ماركتس (WH Ireland Capital Markets) بريندان لونغ: “يُعد بوكان حاليًا أفضل حقل نفط متبقٍّ في مياه المملكة المتحدة”.
وأضاف: “لقد استُغل من قبل، لذلك نحن نعرف الكثير عنه، ما يجعله منخفض المخاطر للغاية. إذا لم تتمكن المملكة المتحدة من تطوير حقل مثل هذا، فلا يمكننا أن نتوقع تطوير أي شيء”.
وانخفضت أسهم شركة جيرسي أويل آند غاز، المدرجة في السوق الفرعية لبورصة لندن “إيه آي إم”، بأكثر من 18% بسبب أنباء التأخير، كما هبطت أسهم سيريكا بنسبة 1.2%.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply