حذّرت شركة إكسون موبيل الأميركية من قفزة أسعار النفط بما يقرب من 5 أضعاف بحلول عام 2030، حال تراجع إمدادات الخام العالمية 15% سنويًا، مع عدم وجود استثمارات جديدة.
وبحسب تقرير آفاق الطاقة العالمية، الذي حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، من المتوقع انخفاض المعروض العالمي من النفط إلى أقل من 30 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، من المستويات الحالية التي تتجاوز 100 مليون برميل يوميًا.
وحذّرت الشركة من أن دول العالم سنشهد نقصًا حادًا بالطاقة واضطرابات للحياة اليومية، إذا توقَّف الاستثمار في قطاع النفط والغاز حتى لمدة عام واحد فقط.
ويقدّر التقرير أنه في حالة توقُّف الاستثمارات الجديدة، ستخفض إمدادات النفط عالميًا أكثر من 15 مليون برميل يوميًا في العام الأول من ذلك.
وكانت منتدى الطاقة الدولي قد أوضح أن العالم في حاجة إلى استثمارات جديدة تراكمية بقيمة 4.3 تريليون دولار بين عامي 2025 و2030، في قطاع استكشاف النفط والغاز، لتلبية الطلب المتوقع.
في المقابل، دعت وكالة الطاقة الدولية إلى ضرورة الوقف الفوري لاستثمارات الوقود الأحفوري، إذا أراد العالم تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وهو الأمر الذي لاقى انتقادات شديدة من الصناعة.
قفزة أسعار النفط حال حدوث انخفاض الإمدادات
ترى إكسون موبيل أن فقدان 15% من إمدادات النفط العالمية سنويًا بصورة طبيعية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار برميل الخام لأكثر من 400%.
واستشهد التقرير بما حدث في سبعينيات القرن الماضي، عندما ارتفعت أسعار النفط عالميًا بنسبة تصل إلى 200%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتوقعت انخفاض إنتاج النفط الخام عالميًا بنسبة 15% سنويًا، وهو أكثر من ضعف توقعات وكالة الطاقة الدولية السابقة البالغة نحو 8%، وهو ما يؤكد أهمية الاستثمار المستدام في النفط والغاز بصورة أكثر من أيّ وقت مضى.
يأتي ذلك مع توقعات أن يظل النفط والغاز يستحوذان على أكثر من 50% من مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2050، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير إكسون موبيل إلى أن سيناريوهات الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، التي رسمتها وكالة الطاقة الدولية، تسير بصورة عكسية، وهو ما تعترف به الوكالة، بأن العالم ليس على مسار تحقيق ذلك.
الطلب على النفط
في الوقت الذي ما يزال فيه الطلب على النفط والغاز قويًا، ينخفض إنتاجهما بصورة أسرع؛ ما يقود بالتبعية إلى قفزة هائلة بأسعار النفط والغاز حال عدم التدخل باستثمارات جديدة ضخمة، حسب تقرير إكسون موبيل.
ومن المتوقع أن يظل الطلب على النفط أكثر من 100 مليون برميل يوميًا حتى عام 2050، وهو ما يعادل مستويات الوقت الراهن تقريبًا.
وترى الشركة الأميركية أن السيارات الكهربائية لن تؤدي إلى تغيرات كبيرة في الطلب على النفط عالميًا في الأمد البعيد، مُرجعةً ذلك إلى توقعات نمو عدد سكان العالم لما يقرب من 10 مليارات نسمة بحلول 2050، الأمر الذي يزيد الطلب على الطاقة.
وتقدّر أنه إذ كانت كل سيارة جديدة تباع في العالم كهربائية بحلول 2035، فإن الطلب على النفط الخام سيظل عند مستويات 85 مليون برميل يوميًا، وهو المستوى نفسه الذي كان عليه في 2010.
ومن المرجّح أن يُستعمل معظم إنتاج النفط في العمليات الصناعية، مثل قطاع الكيماويات، بالإضافة إلى النقل الثقيل والشاحنات وقطاع الطيران، وهي خدمات ضرورية للحياة الحديثة، وتسهم في نمو الاقتصاد العالمي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply