ما يزال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يُعوّل على شركات النفط التابعة لبلاده، لكسب الرهان الانتخابي، عبر سياسته المناهضة لدعم السيارات الكهربائية وصادرات الغاز المسال، مُتعهدًا بإنهاء القوانين التي سنّتها إدارة الرئيس الحالي جو بايدن في هذا الخصوص.
ويغازل ترمب شركات الوقود الأحفوري الأميركية، عبر تصريحاته الداعمة لتلك الصناعة الحساسة بيئيًا، بهدف كسب دعمها له أمام بايدن في معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2024).
وخلال عهد ترمب برزت الولايات المتحدة الأميركية بوصفها أكبر مُنتِج للنفط والغاز في العالم، وكذلك أكبر مصدر للغاز الطبيعي.
ولطالما تعهّد قطب العقارات، خلال حملته الرئاسية الحالية، بإلغاء الدعم المخصص للطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، لتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري محليًا، إلى جانب العدول عن اللوائح البيئية المقررة في عهد بايدن.
وبينما تتباين آراء الشارع الأميركي بخصوص سياسات مناخية معينة أقرها بايدن، يظل اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الخصوص أكثر إيجابية من عدم اتخاذها على الإطلاق، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة.
صفقة المليار دولار
تعهّد دونالد ترمب أمام شركات النفط الأميركية بإنهاء العمل بعشرات القوانين والسياسات البيئية التي مُررت من قبل إدارة جو بايدن، وفق ما أوردته وكالة رويترز، نقلًا عن صحيفة واشنطن بوست.
وجاء إعلان ترمب خلال اجتماع عقده مع كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط الأميركية خلال شهر أبريل/نيسان (2024) في ولاية فلوريدا، إذ طالبهم بجمع ما قيمته مليار دولار لدعم حملته الرئاسية.
وتعهّد ترمب بإسدال الستار على قواعد الانبعاثات التي أقرها البيت الأبيض في عهد بايدن، والتي تستهدف الترويج لصناعة السيارات الكهربائية، إلى جانب وقف حظر إصدار التراخيص الجديدة لصادرات الغاز المسال، من بين قرارات أخرى عديدة.
وأبلغ ترمب رؤساء شركات النفط الأميركية أن منحه مليار دولار سيكون بمثابة “صفقة” بالنسبة إليهم، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وشمل الضيوف، الذين حضروا اجتماع ترمب، الرؤساء التنفيذيين لشركات فينتشر غلوبال (Venture Global)، وتشينيير إنرجي (Cheniere Energy)، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات شيفرون (Chevron)، وكونتننتال ريسورسيز (Continental Resources)، وإكسون موبيل (Exxon)، وأوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum).
ترمب يعارض سياسة المناخ
لطالما تعهد ترمب بالتراجع عن الكثير من جهود الرئيس الديمقراطي جو بايدن لمكافحة تغير المناخ، ومن بينها السيارات الكهربائية.
في المقابل، وصف بايدن المساعي التي تبذلها إدارته في مجال تغير المناخ -بما في ذلك قواعد عوادم السيارات- بأنها مفيدة للبيئة والاقتصاد، وهو عامل يرتكز عليه في حملة إعادة انتخابه.
بدوره، قال ترمب خلال الاجتماع الذي عُقد في أحد الأندية الخاصة المملوكة له، إنه سيبيع المزيد من عقود إيجار التنقيب عن النفط في خليج المكسيك بالمزاد العلني، مضيفًا أنه سيلغي قيود التنقيب في منطقة القطب الشمالي في ألاسكا، وفق واشنطن بوست.
كما جدد الرئيس الأميركي السابق، المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، شكاواه بشأن طاقة الرياح، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
رؤى مناخية مختلفة
تتفاوت الآراء التي يمتلكها الرئيس جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترمب بشأن سياسات المناخ والبيئة.
ولم يتردد ترمب في أن يصف تغير المناخ بأنه “خدعة”، بل وأقدم في عام 2017 على سحب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ 2015، التي تلزم الدول قانونيًا بخفض انبعاثات غازات الدفيئة، قبل أن يأتي بايدن في عام 2021 ويلغي قرار ترمب بشأن الاتفاقية.
كما أسدل ترمب، خلال وجوده في منصبه، الستار على 125 لائحة تنظيمية وسياسة بيئية تستهدف حماية الهواء والماء والأرض والحياة البرية في البلاد، بزعم أن تلك القواعد تضر الشركات.
في المقابل أعاد بايدن العمل بالعديد من تلك اللوائح، بل إنه أضاف العديد من القواعد واللوائح الجديدة، من بين ذلك مطالبة الشركات بالكشف علنًا عن انبعاثات غازات الدفيئة الخاصة بها.
إلى جانب ذلك، سنّ الرئيس الديمقراطي 3 قوانين رئيسة تجيز كل منها تقديم عشرات المليارات من الدولارات في صورة إنفاق سنوي لمواجهة تغير المناخ، علمًا أن اثنين من تلك القوانين كانا يحظيان بدعم الديمقراطيين والجمهوريين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply