تسيطر توقعات أسعار النفط والطلب على الخام في الصين، وتخفيضات إمدادات تحالف أوبك+، على المناقشات في أكبر تجمع في آسيا لتجّار الصناعة والمديرين التنفيذيين، والذي انطلق في سنغافورة اليوم الإثنين (4 سبتمبر/أيلول 2023).
وصرّح الرئيس المشارك لتداول النفط في شركة تجارة السلع العالمية ترافيغورا، بن لوكوك، أمام مؤتمر منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، بأن السوق ترى أن السعر العادل للنفط يتراوح بين 72 إلى 88 دولارًا للبرميل، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة فيتول، راسل هاردي، إن أسعار النفط كانت “مستقرة جدًا”، إذ جرى تداولها بين 72 و88 دولارًا للبرميل لمدّة عام تقريبًا، وفق ما أوردته وكالة رويترز.
وأضاف رئيس أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، أن تقلّبات الأسعار تأتي من سوق المشتقات، وليس من النفط الخام.
تحسين إمدادات النفط العالمية
يتوقع رئيس شركة فيتول، راسل هاردي، أن تتحسّن إمدادات النفط الخام العالمية في الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة بسبب أعمال صيانة المصافي، على الرغم من أن الخام عالي الكبريت سيظل شحيحًا.
وفي حديثه في مؤتمر أبيك المنعقد في سنغافورة يوم الإثنين، قال هاردي، إن اقتصادات الخام الحامض (نسبة الكبريت فيه عالية) ستظل أقوى من الخام الحلو بسبب تخفيضات أوبك+، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وقال: “بسبب تخفيضات أوبك+، لا توجد إمدادات كافية (من الخام عالي الكبريت) لجميع هذه المصافي المعقدة في الهند والكويت وجيزان وعمان والصين”.
وأضاف: “جميعهم يريدون شراء الخام عالي الكبريت، لكن هذه الإمدادات لا تأتي من الغرب في الواقع، فهي تأتي أساسًا من الخليج العربي. هناك عدد كبير جدًا من العملاء، وليس هناك ما يكفي من المواد”.
وتابع: “التقلبات تأتي من المنتجات لأن طاقة التكرير محدودة للغاية.. أغلقَت الكثير من المصافي أبوابها خلال جائحة كورونا، والغرب ليس لديه القدرة على تصنيع المنتجات التي يحتاجها، والآن بعد أن بدأت الصادرات الروسية تشقّ طريقها إلى آسيا”.
الصين.. المستفيدة من أسعار النفط
قال رئيس شركة فيتول، راسل هاردي، إن الصين -في الوقت نفسه- تستفيد من دورات أسعار النفط لبناء المخزونات.
وأضاف أنه على المدى الطويل، تسعى الصين إلى التحول إلى الكهرباء، وتخطط لتشغيل أسطولها من السيارات الكهربائية باستعمال الكهرباء المحلية التي تعمل بالفحم.
وتابع هاردي: “عندما تنظر إلى سياسة الصين طويلة المدى، تجد أنها تتطلع بشكل مطّرد إلى خفض استهلاكها من النفط”، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة.
يُذكر أن أسعار النفط قد انتعشت في الشهرين الماضيين إلى أكثر من 80 دولارًا للبرميل، بعد أن عمّق تحالف أوبك+ تخفيضات الإمدادات.
ويتوقع المحللون أن تمدد المملكة العربية السعودية خفض الإنتاج الإضافي بمقدار مليون برميل يوميًا للشهر الرابع في أكتوبر/تشرين الأول.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب على النفط والمعروض في عام 2024:
العقوبات على روسيا ودول أخرى
فيما يتعلق بروسيا، قال رئيس فيتول راسل هاردي، إن العقوبات الغربية المفروضة على البلاد تؤتي ثمارها، إذ جرى تداول النفط الروسي عند مستويات أسعار منخفضة.
وقال: “العقوبات الغربية على روسيا ناجحة.. بمعنى أنها تحقق إيرادات أقلّ، وأسعار فواتير منخفضة للسلع الروسية”.
وأضاف: “الجانب الآخر من العقوبات هو أنها تخلق روابط أقوى بين دول البريكس.. لذلك أعتقد أن هذا جانب سلبي للغاية”، في إشارة إلى مجموعة البريكس التي تضم الاقتصادات الناشئة الكبرى، والتي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وكانت دول مجموعة الـ7 قد فرضت سقفًا لأسعار النفط الروسي في ديسمبر/كانون الأول 2022، للحدّ من الإيرادات التي تذهب إلى موسكو بعد غزوها أوكرانيا.
وقال هاردي أيضًا، إن إنتاج النفط الإيراني يصل إلى نحو 3.1 مليون برميل يوميًا، في حين يتوقع تصدير “المزيد قليلًا من النفط” بشكل قانوني من فنزويلا، مع إتاحة المزيد من تراخيص التصدير.
وكانت وسائل الإعلام الرسمية قد نقلت عن وزير النفط الإيراني جواد أوجي في أغسطس/آب قوله، إن إنتاج البلاد من النفط الخام سيصل إلى 3.4 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية سبتمبر/أيلول، على الرغم من استمرار العقوبات الأميركية.
وتخضع صناعة النفط في فنزويلا أيضًا لعقوبات، وقد انخفض إنتاجها بنحو 750 ألف برميل يوميًا، من مليوني برميل يوميًا سابقًا.
ويقوم المسؤولون الأميركيون بصياغة اقتراح من شأنه تخفيف العقوبات على قطاع النفط الفنزويلي، ما يسمح لمزيد من الشركات والدول باستيراد النفط الخام، إذا تحركت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية نحو انتخابات رئاسية حرة ونزيهة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply