بدأ بيع النفط النيجيري ومشتقاته بالعملة المحلية في داخل البلاد منذ أول أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في محاولة حكومية لتخفيف الضغط على الأنشطة والسوق الداخلية بسبب شح النقد الأجنبي.
وأعلنت الحكومة تلك المبادرة دون الإشارة لأيّ تفاصيل إضافية حول الاتفاق أو كيفية تسعير المنتجات، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشارت وزارة المالية -بمنصة (إكس)، أمس السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024- إلى بدء تداول النفط النيجيري ومشتقاته في السوق الداخلية بالعملة المحلية “النايرا”.
وتعاني نيجيريا (أكبر منتج للنفط في أفريقيا) من هشاشة اقتصادية، مع مشكلات عديدة تحول دون الاستفادة من ثروتها، بسبب سرقة النفط وصعوبات إنتاجية نتيجة تقادم البنية التحتية مع ضعف الاستثمارات اللازمة للتطوير.
غير أن المتحدث باسم الرئاسة النيجيرية ستانلي نكوشا، كان قد أعلن في سبتمبر/أيلول 2024، أن شركة إكسون موبيل تعتزم استثمار 10 مليارات دولار في نيجيريا، وذلك بعد محادثات بين نائب الرئيس النيجيري كاشيم شيتيما، والرئيس التنفيذي لعمليات الشركة الأميركية في أبوجا شين هاريس، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
اجتماع لجنة التنفيذ
أكدت لجنة تنفيذ قرار بيع النفط النيجيري ومشتقاته بالعملة المحلية (النايرا) بدء التفعيل، عقب اجتماع برئاسة وزارة المالية يوم الخميس 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت اللجنة الفرعية للمبيعات المحلية أن المجلس التنفيذي الفيدرالي، بقيادة رئيس البلاد بولا تينوبو، وافق على بيع النفط الخام إلى مصافي تكرير النفط بالنايرا، على أن تبيع المصافي مشتقات النفط بالعملة المحلية -أيضًا- حسبما ذكر موقع “ذا بانش” يوم السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وتُعدّ مصفاة نفط دانغوتي -وهي أكبر منشأة تكرير في أفريقيا، مملوكة للملياردير النيجيري أليكو دانغوتي، باستثمارات بلغت أكثر من 20 مليار دولار- أكبر المستفيدين من قرار بيع النفط الخام بالعملة المحلية، إذ ستحصل على 380 ألف برميل يوميًا، وفق توضيحات اللجنة التي عقدت الاجتماع لمراجعة عملية التنفيذ التي انطلقت مطلع الشهر الجاري.
وأكد المستشار الإعلامي الخاص بلجنة خدمات الإيرادات الداخلية الفيدرالية دار أدكانبي انتظام كميات النفط الخام المخصصة لمصفاة دانغوتي منذ بدء بيع النفط الخام النيجيري ومشتقاته بالعملة المحلية.
غير أن بعض المسؤولين في دانغوتي ومصافي تكرير نفط أخرى أكدوا، في اتصال لـ “ذا بانش” يوم الخميس 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024 (أي ثالث يوم التنفيذ)، عدم علمهم ببدء تنفيذ مبادرة بيع النفط النيجيري ومشتقاته بالعملة المحلية من عدمه.
أسباب بيع النفط النيجيري ومشتقاته بالنايرا
بررت الحكومة سبب قرار بيع النفط الخام ومشتقاته بالعملة المحلية، في سبتمبر/أيلول الماضي، بأنها تستهدف تخفيف الضغط على النايرا، والتخلص من التكلفة غير الضرورية، وتحسين توافر مشتقات النفط في أنحاء البلاد.
ورغم ثراء الدولة الأفريقية بالنفط، يواجه شعبها نقصًا حادًا في الوقود لتسيير حياتهم المعيشية اليومية، مع رفع الأسعار المتواصل منذ تولّي الرئيس الحالي منصبه في مايو/أيار 2023، ما أثار احتجاجات عارمة في شهر أغسطس/آب الماضي، راح ضحيتها أكثر من 10 قتلى.
ودفعت إصلاحات نظام الطاقة وزيادة أسعاره، معدل تضخّم أسعار الغذاء إلى 40%، في حين زاد سعر البنزين بمقدار 3 أضعاف منذ ذلك الحين، ودعا المحتجّون الرئيسَ إلى التخلّي عن بعض التعديلات، على رأسها إلغاء دعم الوقود، ورفعوا شعارات تطالب بـ”إنهاء سوء الإدارة في نيجيريا”.
وأقرّت شركة النفط الوطنية النيجيرية المحدودة “إن إن بي سي” (NNPC)، مطلع الشهر الماضي، بأنها تواجه ضائقة مالية تفرض ضغوطًا عليها، وتهدّد استدامة توافر إمدادات الوقود.
وتأمل الحكومة من خطوة بيع مشتقات النفط من بنزين وديزل بالعملة المحلية تخفيف الضغط على المواطنين، رغم أن ذلك لا يبعد شبح رفع الأسعار مجددًا.
وفي منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، توقعت شركة النفط الحكومية ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 11% في نيجيريا، مستهدفة تأمين إمدادات الوقود محليًا، والتوقف عن استيراد الخام ومشتقات النفط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply