يبدو أن بنغلاديش على موعد مع نبأ سارّ سيخفف من فاتورة واردات زيت الوقود الباهظة التي تُثقل خزينة الدولة بأعباء إضافية في ظل أزمة شح الدولار، وتراجع قيمة العملة المحلية.
وتسبَّب تراجع الطلب على الكهرباء في انخفاض واردات الدولة الأسيوية من زيت الوقود الذي يضيف إلى شبكة الكهرباء 1.41 غيغاواط، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “ذا بيزنس ستاندرد” المحلية (The business standard).
لذلك، من المتوقع أن تتراجع واردات زيت الوقود عالي الكبريت في بنغلاديش خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري 2023 بنحو 29% على أساس سنوي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي السياق نفسه، تخطط البلاد لاستيراد شحنة واحدة من الغاز المسال من السوق الفورية الدولية، بعد استيراد اثنتين في أغسطس/آب المنصرم 2023.
واردات زيت الوقود عالي الكبريت
ستنخفض واردات بنغلاديش من زيت الوقود ذي نسبة كبريت 3.5% بمقدار الثلث خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري 2023؛ لأن الأمطار الموسمية دفعت الطلب على الكهرباء نحو التراجع.
ويقول رئيس جمعية منتجي الكهرباء المستقلين، فيصل خان، إنه من المحتمل أن يصل إجمالي الواردات 25 ألف مليون طن خلال سبتمبر/أيلول، بانخفاض قدره 33.3% عن واردات شهر أغسطس/آب المنصرم 2023 التي سجلت 375 ألف مليون طن.
وتؤكد ذلك وكالة “ستاندرد آند بورز” (S&P Global) التي ذكرت سابقًا أن واردات زيت الوقود عالي الكبريت ارتفعت بصورة كبيرة خلال فصل الصيف، وخاصة في شهر أغسطس/آب، وحينها اضطرت الحكومة للدفع مقابل المستحقات المتأخرة لمشغّلي محطات الكهرباء في بنغلاديش بالدولار الأميركي.
والآن، بحسب خان، فإن الحكومة تبطئ من وتيرة دفع المستحقات المتأخرة لأصحاب المحطات، ومعظمهم يستوردون زيت الوقود عالي الكبريت، وهو ما سيكون عاملًا رئيسًا لخفض الواردات خلال هذا الشهر.
ويُستعمل زيت الوقود عالي الكبريت لتوليد الكهرباء، وتستورد شركات القطاع الخاص الحصة الأكبر منه، في حين تستورد شركة بنغلاديش بتروليوم (Bangladesh Petroleum) المملوكة للدولة النسبة المتبقية.
وانخفض إجمالي توليد الكهرباء في سبتمبر/أيلول الجاري إلى 12.6 غيغاواط خلال أوقات ذروة الطلب في المساء، بأقلّ بنسبة 6.66% عن المتوسط في أغسطس/آب الذي سجل 13.5 غيغاواط.
واردات بنغلاديش من الغاز المسال
قال مسؤول بارز في شركة الغاز المملوكة للدولة “بتروبنغلا” (PetroBangla)، إن بنغلاديش تخطط لاستيراد شحنة غاز مسال من السوق الفورية خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري 2023.
ويمثّل ذلك انخفاضًا عن شحنتي غاز مسال استوردتهما بنغلاديش من السوق الفورية خلال شهر أغسطس/آب.
وبحسب المسؤول، ستستورد البلاد شحنات أخرى من الغاز المسال لأجل 5 سنوات خلال سبتمبر/أيلول.
ويُهيمن الغاز على مزيج الكهرباء في بنغلاديش؛ إذ يمثّل نحو 50% بقدرة 15 ألف ميغاواط.
وبدأت بنغلاديش استيراد الغاز في عام 2019، لكنها اضطرت إلى تعليق الواردات لمدة 6 أشهر تقريبًا في عام 2022 المنصرم، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى أزمة شحّ الدولار.
وطالب مجلس تطوير الكهرباء في بنغلاديش، الحكومة بتوفير مزيد من الغاز لتوليد الكهرباء، من أجل تجنّب انقطاع التيار خلال فصل الشتاء المقبل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولذلك، وافقت الحكومة على مقترحين لاستيراد شحنتي غاز مسال من السوق الفورية الدولية بتكلفة 12.43 مليار تاكا (113.4 مليون دولار أميركي).
(التاكا البنغلاديشية = 0.0091 دولارًا أميركيًا).
وبناء على ذلك، ستستورد شركة بتروبانغلا شحنة من الغاز المسال من شركة توتال إنرجي للغاز والكهرباء في سويسرا، بتكلفة إجمالية تبلغ 6 مليارات تاكا (54.7 مليون دولار).
كما ستستَورِد الكمية نفسها من شركة فيتول آسيا (Vitol Asia) في سنغافورة، بتكلفة 6.7 مليار تاكا (61.5 مليون دولار)، حسب تقرير نشرته صحيفة “ذا بيزنس ستاندرد” (The Business Standard).
يأتي ذلك بعدما استوردت بنغلاديش أول شحنة غاز مسال مصرية منذ بداية عام 2023.، في منتصف يوليو/تموز الماضي 2023، حسبما ذكرت مصادر حصرية لمنصة الطاقة المتخصصة.
يُشار هنا إلى أن حجم شحنة الغاز المسال المصرية يتراوح بين 40 و50 ألف طن فقط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply