شعار شركة بتروبراس البرازيلية

بتروبراس البرازيلية تنتصر على مدافعي البيئة.. وهذا موقف الحفر قرب الأمازون

في صدمة للمدافعين عن البيئة، حظيت شركة بتروبراس البرازيلية بدعم الحكومة لإزالة عقبة رئيسة في طريق استمرار التنقيب عن النفط بمنطقة حساسة بيئيًا قرب نهر الأمازون.

وقال مكتب المدّعي العام، إن متطلبات وكالة حماية البيئة “إيباما” (Ibama) لبدء الحفر غير ضرورية، بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

جاء ذلك بعدما طلب وزير المناجم والطاقة ألكسندر سيلفيرا، من مكتب المدّعي العام الذي يمثّل مصالح الحكومة في المسائل القضائية، التدخل والتقرير بشأن ما إذا كانت الدراسة ضرورية من عدمه.

ولا يُعدّ رأي المكتب باتًا، لكنه أحال القضية لمكتب الوساطة، لبدء عملية المصالحة بين الوكالات المعنية.

كان الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قد وعد بحماية البيئة، لكن البلاد في الوقت الحالي تعيش وضعًا اقتصاديًا صعبًا.

اعتراضات بيئية

فازت شركة بتروبراس البرازيلية بعطاء للتنقيب عن النفط في المربع “إف زد إيه-إم-59” البحري شمالًا عام 2013، لكن لم تحصل على التراخيص اللازمة لأسباب بيئية.

ورفضت الوكالة البيئية بدء الحفر بالمنطقة قرب مصب نهر الأمازون، معللةً ذلك بوجود تناقضات في الدراسات البيئية، وبأنها تعتمد على معايير ضعيفة بالنسبة إلى تأثيرات الحفر في المجتمعات الأصلية، وحماية الحياة البرية.

في المقابل، طعنت الشركة على القرار، مؤكدةً التزامها بكل المتطلبات البيئية اللازمة للحصول على التراخيص.

ودافع رئيس بتروبراس جان بول براتيس عن موقف شركته، قائلًا، إن الموقع ليس في نهر الأمازون، ولكنه في أعالي البحار، ويبعد 500 كيلومتر مربع عن مصب النهر.

وفي المقابل، يقول مدافعون عن البيئة، إن موقع التنقيب يقع على بُعد 160 كيلومترًا مربعًا فقط من مصب حوض الأمازون أحد أكبر أنهار العالم.

وتطمح البرازيل للانتقال إلى المراكز الأولى في التصنيف العالمي لإنتاج النفط، كما تقول السلطات، إن المنطقة تحتوي على نحو 30 مليار برميل نفط.

See also  An Egyptian company plans to drill 11 wells for oil and gas exploration

وأثارت الاستكشافات النفطية التي حققتها شركة إكسون موبيل الأميركية في غايانا شهية البرازيل لتحقيق نتائج مماثلة.

في السياق نفسه، دافع رئيس قطاع التنقيب والإنتاج هناك جولسون ميندز عن محاولة شركة بتروبراس البرازيلية لحفر بئر نفطية بالقرب من سواحل غايانا، عند مصب نهر الأمازون، في منطقة تُعرف باسم “الهامش الاستوائي”.

وقال: “يعتقد علماؤنا بمجال الجيولوجيا أنه يمكننا إحراز النجاح عند الهامش الاستوائي”.

توجد منطقة الهامش الاستوائي بأقصى شمال البرازيل، ويعيش بها السكان المحليون، وتضم 80% من أشجار المانغاروف والشعاب المرجانية، وتمتاز بالتنوع البيولوجي البحري النادر، وتحتوي على فصائل نادرة من الأسماك.

أحد مواقع الإنتاج في شركة بتروبراس البرازيلية- الصورة من “إنرجي فويس”

التنقيب عن النفط

غيّرت شركة بتروبراس البرازيلية موقفها من استثمارات النفط، قائلة، إنها تتوقع استمرار عمليات الإنتاج على مدار العقود الأربعة المقبلة، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

يأتي ذلك رغم تأكيدات متكررة من جانب الشركة المملوكة للدولة بأنها ستساعد مسيرة تحول الطاقة التي دعا إليها رئيس البلاد لولا دي سيلفا، وفق ما طلعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعليقًا، على ذلك، يقول رئيس قطاع التنقيب والإنتاج بالشركة جولسون ميندز، إن بتروبراس تدرك حقيقة أن الطلب على النفط سيتراجع في المستقبل، لكنها في الوقت نفسه تعتقد أنه ما زالت هناك مساحة لتجارة الوقود الأحفوري.

يتّسق هذا الموقف تمامًا مع تصريحات سابقة للرئيس التنفيذي جين باول براتس، الذي قال، إن الشركة البرازيلية بحاجة لاستثمارات النفط لتحقيق إيرادات والدفع مقابل استثمارات الطاقة المتجددة.

استثمارات شركة بتروبراس البرازيلية

تقول شركة بتروبراس البرازيلية، إنها ستواصل استثمارات النفط على مدار الأربعين عامًا المقبلة، لكنها في الوقت نفسه ستعزز استثمارات الطاقة المتجددة، في محاولة لدفع مسيرة تحول الطاقة بالبلاد الواقعة في أميركا الجنوبية.

يقول رئيس قطاع التنقيب والإنتاج هناك جولسون ميندز، إنه من المحتمل أن تحافظ شركته على مجموعة مشروعات “متوازنة” خلال العقد المقبل، لتجمع بين كل من استثمارات النفط والطاقة المتجددة، مع المحافظة على الاحتياطيات المؤكدة للنفط مستقرة تقريبًا.

See also  أسعار النفط ترتفع.. وخام برنت لشهر أكتوبر قرب 80 دولارًا

وأضاف: “غيَّرنا إستراتيجيتنا قليلًا، والتي كانت تركّز فقط على التنقيب في حقول منطقة “ما قبل الملح”، وذلك في إشارة إلى منطقة الحقول البحرية التي تنقّب فيها عملاقة النفط المملوكة للدولة.

تغطي المنطقة المعروفة باسم “ما قبل الملح” أو “مضلع ما قبل الملح” نحو 149 ألف كيلومتر مربع من الشاطئ، وتبعد نحو 300 كيلو متر عن الساحل، في نطاق يمتد من شمال ولاية سانتا كاتارينا إلى الجنوب من ولاية إسبيريتو سانتو، بأعماق مائية تصل إلى 2000 متر، وخزانات معلقة تتراوح بين 3 آلاف و5 آلاف متر تحت قاع البحر، منها قرابة 2000 متر طبقة سميكة من الملح.

وهناك، يُحتجز أكثر من 65% من إنتاج البرازيل النفطي تحت طبقة سميكة من الملح في قاع المحيط الأطلسي، يأتي ذلك وسط أحلام البرازيل للدخول إلى نادي كبار منتجي النفط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *