بالأرقام.. العراق يخالف تعهده بخفض صادرات النفط (خاص)

يبدو أن الاتهامات بمخالفة تعهدات خفض صادرات النفط ستلاحق العراق، الذي يتحفظ حاليًا على نشر البيانات المتعلقة بحجم هذه الصادرات، والتي اعتاد إصدارها شهريًا متضمنة الأرقام المتعلقة بالأرباح، قبل أن يتراجع عن هذه الخطوة خلال الشهر الماضي.

وفي مطلع أبريل/نيسان 2024، علّقت بغداد بيانات الصادرات النفطية الشهرية، والتي كان من المقرر إصدارها في اليوم الأول أو الثاني من الشهر بحدّ أقصى، إذ لم تعلنها حتى الآن، رغم مرور نحو أسبوع كامل.

وتواصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أكثر من مرة مع وزارة النفط العراقية للحصول تقرير صادرات النفط، أو معرفة إمكان صدوره من عدمها، لكن الوزارة أكدت مسؤولية شركة تسويق النفط الحكومية “سومو” عن الأمر.

صادرات النفط العراقي في أبريل 2024

في 18 مارس/آذار 2024، أعلنت وزارة النفط العراقية عزمها خفض صادرات النفط إلى 3.3 مليون برميل يوميًا خلال المدة المقبلة، أي ستعمل البلاد على خفض هذه الصادرات بمقدار 130 ألف برميل يوميًا، لتعويض زيادة الإنتاج فوق حصص أوبك+ خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2024.

إلّا أن منصة الطاقة المتخصصة توصلت -من خلال مصادرها- إلى أن معدل الصادرات اليومية للنفط العراقي خلال شهر مارس/آذار الماضي بلغ نحو 3.420 مليون برميل يوميًا، أي بزيادة تجاوزت 80 ألف برميل عن صادرات فبراير/شباط السابق له، البالغة 3.339 مليون برميل يوميًا.

وبحسب المصادر، فإن إجمالي صادرات النفط العراقية خلال شهر مارس/آذار الماضي بلغ أكثر من 106 ملايين برميل من النفط الخام، مقارنة مع نحو 99.5 مليون برميل نفط مسجلة خلال شهر فبراير/شباط الماضي، أي إن حجم الصادرات الإجمالي زاد بمقدار 6 ملايين برميل.

وبينما رفضت وزارة النفط الإدلاء بأيّ معلومات تتعلق بحجم الصادرات خلال الشهر المنصرم، وألقت بالمسؤولية على شركة “سومو” لتسويق النفط، تواصلت منصة الطاقة مع الشركة، إلّا أنها لم تتلقَّ أيّ ردود منها.

في الوقت نفسه، أشارت المصادر إلى أن متوسط سعر برميل النفط العراقي خلال شهر مارس/آذار الماضي بلغ نحو 85 دولارًا، ما يشير إلى أن إيرادات الصادرات قد سجلت نحو 9.011 مليار دولار أميركي.

تعهد خفض الصادرات النفطية

كانت وزارة النفط العراقية قد أعلنت أنها ستخفض صادرات النفط الخام إلى 3.3 مليون برميل يوميًا، بهدف تعويض الزيادة المسجلة على بغداد لشهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، أعلى حصّتها المقررة بموجب اتفاق تحالف أوبك+.

وتوقّع الخبراء أن يخفض هذا التعهد شحنات الصادرات بمقدار 130 ألف برميل يوميًا عن شهر فبراير/شباط الماضي، إلّا أن المصادر أكدت أن حجم الصادرات تخطّى صادرات فبراير، مع الأخذ في الحسبان أن شهر فبراير/شباط كان 29 يومًا، بينما مارس/آذار 31 يومًا.

وكانت صادرات النفط العراقي قد تجاوزت، خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين، هدف الإنتاج المحدد من جانب التحالف، بهدف دعم سوق النفط، وهو ما أتبعه أوبك+ بتأكيد أهمية الامتثال للخفض المتعهد به، حتى مع ارتفاع أسعار النفط.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم إيرادات صادرات النفط العراقي خلال عامي 2022 و2023:

يشار إلى أن كميات صادرات النفط العراقي كانت قد سجلت في شهر يناير/كانون الثاني الماضي نحو 103 ملايين و508 آلاف و238 برميلًا، بينما سجلت الصادرات في شهر فبراير نحو 99 مليونًا و592 ألفًا و311 برميلًا، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت كانت قد بدأت منذ مطلع شهر مارس/آذار الماضي 2024 التوقف عن إعلان حجم إيرادات صادراتها النفطية، أو معدل التسعير، مع الاكتفاء بنشر حجم الصادرات، وذلك بداية من البيانات المتعلقة بشهر فبراير/شباط الماضي.

إنتاج النفط العراقي

في شهر فبراير/شباط الماضي 2024، أعلن وزير النفط العراقي حيان عبدالغني أن بلاده ملتزمة بقرارات أوبك+، وأن بغداد بعد إعلان أحجام الخفض الطوعي الثاني في ديسمبر/كانون الأول 2023، ملتزمة بعدم إنتاج أكثر من 4 ملايين برميل نفط يوميًا.

ولكن هذه التصريحات، كانت قد تزامنت مع بيانات حديثة أصدرتها شركة تسويق النفط “سومو”، أظهرت أن إنتاج البلاد من النفط الخام زاد بمقدار 270 ألف برميل يوميًا فوق حصّتها ضمن اتفاق أوبك+ في يناير/كانون الثاني الماضي، بحسب رويترز.

وكان إنتاج بغداد من النفط الخام خلال شهر يناير/كانون الثاني قد بلغ نحو 4.270 مليون برميل يوميًا، متراجعًا بنحو 80 ألف برميل عن ديسمبر/كانون الأول 2023، ولكنه تجاوز حصة البلاد ضمن اتفاق أوبك+، وفق ما ذكرته “إس آند بي غلوبال بلاتس”، ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقبل أيام، وتحديدًا في 5 أبريل/نيسان الجاري، أعلن الوزير أن بلاده تقترب من إنتاج 5 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، على الرغم من القيود الجادة على أسواق النفط، وتقييد حصص دول أوبك، لدعم استقرار الأسعار وتوازنها

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..