باكستان تقترب من الاتفاق مع أرامكو على بناء مصفاة نفط

أعلنت باكستان أنها تتوقع وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع شركة أرامكو السعودية لبناء مصفاة نفط خلال العام الجاري (2023)؛ إلّا إنه لم يرد أيّ تأكيد من قبل عملاقة النفط السعودي.

وكانت إسلام آباد تترقب اتفاقًا طال انتظاره بقيمة 10 مليارات دولار مع شركة النفط السعودية، لبناء مصفاة في منطقة هب بإقليم بلوشستان.

بالإضافة إلى ذلك، يستكشف مجلس تسهيل الاستثمار الخاص (SIFC) خيارات لتأمين ما يقرب من 7 مليارات دولار من السعودية، ومنحها حصصًا في مشروع ريكو ديغ للذهب والنحاس، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأكدت المصادر أن الحوافز السياسية اللازمة قد جرت الموافقة عليها بموجب سياسة المصفاة الجديدة لعام 2023، التي تهدف إلى جذب الاستثمارات من المملكة العربية السعودية.

وقال مسؤول كبير: “من المتوقع أيضًا أن تشتري المملكة العربية السعودية حصصًا في مشروع ريكو ديغ بقيمة 7 مليارات دولار، من خلال نموذج المعاملات الممكنة، بمساعدة صندوق الثروة السعودي”، وفق ما نقلته منصة “جيو نيوز” (Geo News) المحلية.

اتفاقية بناء مصفاة نفط

وقّعت 4 شركات طاقة باكستانية مملوكة للدولة، في أواخر شهر يوليو/تموز 2023، مذكرة تفاهم مع شركة أرامكو السعودية، التي ستضخ حصة أولية تبلغ 30% في مشروع بناء مصفاة نفط بمنطقة هب.

وبمجرد بنائها، ستكون المصفاة قادرة على معالجة 300 ألف برميل يوميًا، وفقًا للتفاصيل الصادرة عن الحكومة الباكستانية، ونقلتها منصة “نيكاي آسيا” (Nikkei Asia).

وسيتجاوز هذا الرقم إجمالي 215 ألف برميل يوميًا من المنتجات النفطية المكررة في باكستان في المدّة بين عامي 2020 و2021، وفقًا لتقرير صادر عن هيئة تنظيم النفط والغاز.

كما وقّعت الشركات الـ4 -وهي شركة النفط الحكومية الباكستانية، وشركة تطوير النفط والغاز، وشركة النفط الباكستانية المحدودة، والشركة القابضة الخاصة- مذكرة تفاهم مع شركة النفط البحرية الوطنية الصينية، لأعمال الهندسة والمشتريات وبناء المصفاة.

استيراد النفط الروسي الرخيص

يُمكن لمصفاة النفط التعامل مع النفط الروسي الذي بدأت باكستان في استيراده، مستفيدة من الخصم الذي تقدّمه موسكو على صادراتها، بعد العقوبات الغربية ردًا على الحرب الروسية في أوكرانيا.

وقد وصلت أول شحنة من النفط الروسي إلى البلاد في يونيو/حزيران 2023، إذ أعلن رئيس الوزراء شهباز شريف وصول الشحنة بأسعار مخفضة إلى كراتشي.

ودفعت الحكومة باليوان الصيني ثمن أول وارداتها من النفط الروسي بسعر مخفض، والتي ذهبت إلى شركة مصفاة باكستان المحدودة المملوكة للدولة، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قالت شركة التكرير الباكستانية كنرغيكو (Cnergyico) -المعروفة سابقًا باسم بيكو بتروليوم-، إنها استوردت أول شحنة من النفط الروسي يجريها القطاع الخاص في البلاد.

ومن المقرر تكرير الخام بمصفاة الشركة في مدينة هب جنوب غرب البلاد.

وقال المتحدث باسم الشركة، إن معالجة الشحنة البالغة 100 ألف طن متري من خام الأورال “تمثّل علامة فارقة مهمة للشركة وللبلاد أيضًا.. إنه يوضح قدرات الشركة واستعدادها لتكرير أنواع وتعقيدات مختلفة من النفط الخام”.

ورفضت الشركة التعليق على العملة التي استعملتها لدفع ثمن شحنتها الروسية، إلّا إنه من المقرر أن تدفع الشركة أيضًا باليوان من خلال خطاب اعتماد من بنك صيني، بحسب ما قاله مصدر مطّلع على الصفقة، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

صفقة نفط طويلة الأجل مع روسيا

تريد باكستان أن تبرم صفقة نفط طويلة الأجل مع روسيا، في ظل الالتزام بالحدّ الأقصى للسعر عند 60 دولارًا للبرميل.

ومن المقرر أن يسافر وفد من إسلام أباد إلى موسكو في 10 أكتوبر/تشرين الأول، مع إدراج الاتفاقية أيضًا على جدول أعماله، بحسب ما أفادت به صحيفة “إكسبريس تريبيون” (Express Tribune) المحلية.

وتنص الاتفاقية الجديدة على أن تحدد روسيا سعرًا قياسيًا قدره 60 دولارًا للبرميل على أساس التسليم على ظهر السفينة (FOB) -السعر الفعلي الذي يُفرض في الميناء- لاستيراد النفط الخام على أساس طويل الأجل.

وهذا يعني أن روسيا ستتحمل أيضًا تكلفة شحن النفط الذي سيُصدَّر إلى البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن روسيا دفعت تكلفة شحن 100 ألف طن متري من النفط على متن السفينة التي وصلت مؤخرًا، وكان الخام أرخص بمقدار 7 دولارات للبرميل.

وخلال المحادثات الأخيرة مع الجانب الروسي، طالبت إسلام آباد بتخفيضات أعلى، لكن موسكو لم تكن مستعدة لتقديم أكثر من 8 دولارات للبرميل.

والآن، وضع الجانب الباكستاني صيغة جديدة تقضي بأن تُصدِّر روسيا النفط الخام بسعر 60 دولارًا للبرميل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..