صادرات النفط الروسي إلى باكستان

باكستان تخطط لتوقيع صفقة طويلة الأجل لاستيراد النفط الروسي

اقرأ في هذا المقال

  • باكستان تريد من روسيا تحديد سعر قياسي قدره 60 دولارًا للبرميل “على ظهر السفينة”
  • روسيا ستتحمل تكلفة شحن النفط الذي سيُصدَّر إلى باكستان
  • الولايات المتحدة أشارت سابقًا إلى أنها ستسمح لباكستان باستيراد النفط الخام من روسيا
  • باكستان ستطلب من روسيا توفير النفط الخام بسقف السعر نفسه الذي تؤيده الولايات المتحدة
  • باكستان يمكن أن تستفيد من النفط الخام الروسي إذا استوردته بانتظام
  • يمكن للمصافي الباكستانية استعمال النفط الروسي عن طريق مزجه مع الخام العربي

من المقرر أن يشارك وفد رفيع المستوى من باكستان في مؤتمر الطاقة بروسيا من 10 إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وسيجتمع مع مسؤولين روس على هامش المؤتمر لمناقشة التعاون في مجال الطاقة، وإدراج إبرام اتفاقية طويلة الأجل لاستيراد النفط الروسي على جدول أعماله.

وتريد إسلام آباد إبرام صفقة نفطية طويلة الأجل مع موسكو ضمن سقف السعر المحدد عند 60 دولارًا للبرميل، حسبما قالته مصادر صحيفة ذي إكسبرس تريبيون الباكستانية (The Express Tribune).

وترغب باكستان -وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- من روسيا أن تحدد سعرًا قياسيًا قدره 60 دولارًا للبرميل للتسليم “على ظهر السفينة” -السعر الفعلي الذي يُحدَّد في الميناء- لاستيراد النفط الخام على أساس طويل الأجل، وهو ما يعني تحمل روسيا تكلفة شحن النفط الذي سيُصدَّر إلى إسلام آباد.

وكانت روسيا قد شحنت في وقت سابق شحنة تحتوي على 100 ألف طن متري (730 ألف برميل) من النفط الخام وصلت إلى إسلام آباد في شهر واحد، ودفعت موسكو تكلفة شحن هذا النفط.

ويرى المحللون أن تلك الشحنة كانت على أساس تجريبي، وعالجت شركة مصفاة باكستان المحدودة (بي آر إل) هذا النفط الخام، الذي كان أرخص بمقدار 7 دولارات للبرميل.

وخلال المحادثات الأخيرة مع الجانب الروسي، طالبت إسلام آباد بتخفيضات أعلى، لكن الروس لم يكونوا مستعدين لتقديم أكثر من 8 دولارات للبرميل.

See also  اجتماع أوبك+ يحسم موقف تخفيضات إنتاج النفط الطوعية

ووضعت حكومة إسلام آباد -حاليًا- صيغة جديدة تقضي بأن تُصدّر روسيا النفط الخام بسعر 60 دولارًا للبرميل.

باكستان واستيراد النفط الروسي

أشارت الولايات المتحدة سابقًا إلى أنها ستسمح لباكستان باستيراد النفط الروسي، ولكن بموجب سقف سعري أعلنته دول مجموعة الـ7.

وكان الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة الـ7 وأستراليا قد أعلنوا سقفًا لسعر النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وشعرت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن روسيا كانت تضخ عائداتها النفطية لتمويل الحرب ضد أوكرانيا، ومع ذلك، فقد أعلنوا وضع سقف لسعر النفط الخام الروسي حتى لا تتعطل إمداداته للعالم، إذ يهدف سقف السعر إلى الحد من الموارد المالية لروسيا.

وبعد حرب أوكرانيا، واجهت جميع البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، نقصًا في مخزون الديزل، إذ تريد واشنطن أن تستورد باكستان والهند النفط الروسي، ولكن وفق سقف السعر الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة الـ7.

وستطلب إسلام آباد من موسكو، الآن، توفير النفط الخام بسقف السعر نفسه الذي تؤيده الولايات المتحدة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

شركة ذات أغراض خاصة

اتفقت باكستان وروسيا على إنشاء شركة ذات أغراض خاصة، بهدف استيراد النفط الخام من الأخيرة، ولم تُنشأ هذه الشركة ذات الأغراض الخاصة بعد، ما أدى إلى تأخير الصفقة طويلة الأجل مع روسيا.

من ناحيتها، أثارت روسيا مخاوف جدية بشأن مدى جدية دخول إسلام آباد في صفقة نفط خام طويلة الأجل.

وكانت الحكومة الباكستانية السابقة قد شكلت لجنة لتأسيس شركة ذات أغراض خاصة لتجارة النفط مع روسيا، في وقت كانت على وشك استكمال مدة عملها.

ناقلة نفط تحمل شحنة من الخام الروسي – الصورة من رويترز

وأحالت وزارة النفط في باكستان طلبًا إلى لجنة التنسيق الاقتصادي التابعة لمجلس الوزراء، للحصول على الموافقة على صفقة تجارة نفط طويلة الأجل مع روسيا. تم تقديم الطلب إلى لجنة التنسيق الاقتصادية دون الخوض في تفاصيل النفط الخام الروسي المستورد.

See also  إيرادات الكويت النفطية تتجاوز 69 مليار دولار في 12 شهرًا

ورفضت لجنة التنسيق الاقتصادية خطة صفقة تجارة النفط طويلة الأجل مع روسيا دون إبداء الاهتمام اللازم، إذ استوردت شركة مصفاة باكستان المحدودة النفط الخام المستورد مؤخرًا، حسبما نشرته صحيفة ذي إكسبرس تريبيون.

وكان استيراد النفط الخام من روسيا بمثابة مقامرة، إذ لم تُبدِ الحكومة السابقة الاهتمام اللازم لهذا الغرض، وحققت شركة مصفاة باكستان المحدودة ربحًا يتراوح بين 7 و8 دولارات للبرميل عن طريق استيراد النفط الخام من روسيا.

ويقول الخبراء، إن إسلام آباد يمكن أن تستفيد من النفط الخام الروسي إذا استوردته بانتظام، ومع ذلك، ما يزال الجانبان ينظران في مسألة الخصومات طويلة الأجل.

من جهتها، أعلنت روسيا سابقًا أنها لن توقع اتفاقًا مع تلك الدول يتضمن سقفًا للأسعار أعلنه الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة الـ7.

بالإضافة إلى ذلك، تحدد روسيا الأسعار الهندية السابقة على خدمة “بلاتس”، وهي خدمة معيارية للأسعار لصناعة النفط.

وهذا يعني أن الأسعار الروسية ستختلف مع تقلبات الأسعار على بلاتس، ولم تكن هناك خصومات دائمة تقدمها الدولة.

واستوردت شركة مصفاة باكستان 100 ألف طن متري من النفط الخام من روسيا، بصفته حالة اختبار لدراسة اقتصادات النفط الروسي.

نواتج الخام

يُنتج الخام العربي 45% من الديزل عالي السرعة و25% من زيت الوقود، ويشير المحللون إلى أن الخام الروسي ينتج 32% من الديزل عالي السرعة، و50% زيت الوقود.

وقالت مصادر في شعبة البترول بوزارة النفط الباكستانية، إن شركة مصفاة باكستان كانت تمزج 50% من النفط الروسي مع الخام العربي المستورد من أسواق الخليج.

وفي وقت لاحق، مزجت شركة مصفاة باكستان 35% من الخام الروسي مع 65% من الخام العربي، ما أدى إلى إنتاج زيت وقود منخفض التركيز.

ويوجد حاليًا طلب على زيت الوقود في السوق المحلية، ولهذا السبب لم تكن هناك مشكلة. لذلك يمكن للمصافي الباكستانية استعمال النفط الروسي عن طريق مزجه مع الخام العربي.

See also  سهم أرامكو ينخفض هامشيًا في انتظار نتائج الأعمال

بخلاف ذلك، لا توجد سوق للنفط الروسي في باكستان، لأنه يحتوي على كمية أكبر من زيت الوقود. كما اشترت باكستان خام الأورال مباشرة من روسيا.

ووقّعت شركة مصفاة باكستان عقدًا لتوريد 100 ألف طن من خام الأورال الذي يجري تحميله من ميناء روسي وتفريغه في ميناء عُمان في سفينتين مكّوكيتين صغيرتين لتسليمه في ميناء كراتشي. ووفقا للخطة، وصلت السفينتان المكّوكيتان إلى ميناء كراتشي وسلمتا الشحنة بنجاح.

ويقول المسؤولون الحكوميون الباكستانيون، إن استيراد النفط الروسي كان جزءًا من إستراتيجية الحكومة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع موسكو.

وتعتمد باكستان على الشرق الأوسط للحصول على النفط. ولذلك، أفسح استيراد النفط الروسي المجال أمام البلاد لاستيراد الطاقة من الأسواق المتنوعة.

وتواجه مصافي التكرير الباكستانية حاليًا مشكلات في استهلاك زيت الوقود، بعد أن تحولت محطات الكهرباء في البلاد إلى وقود الغاز الطبيعي المسال. وأعربت عن قلقها بشأن التخلص من الكميات الكبيرة من زيت الوقود مع تحول قطاع الكهرباء إلى الغاز الطبيعي المسال.

وعلى الرغم من أن روسيا عرضت على إسلام آباد أن تتلقى مدفوعات بـ3 عملات -الدرهم الإماراتي واليوان الصيني والروبل الروسي- اتفق البلدان على سداد المبلغ بالروبل مقابل شحنة النفط من روسيا.

وفتحت باكستان خطاب اعتماد في بنك الصين لتسديد المدفوعات بسبب نقص الدولار والخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.



Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *