انتظمت حركة الملاحة في قناة السويس المصرية، اليوم الأربعاء 23 أغسطس/آب (2023)، بعد اصطدام ناقلتي نفط وغاز في المجرى الملاحي في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وكشفت شركة مارين ترافيك، التي تتابع حركة السفن، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، عن أن ناقلة الغاز الطبيعي المسال “بي دبليو ليسميس” التي ترفع علم سنغافورة وناقلة النفط “بوري” التي ترفع علم جزر كايمان اصطدمتا في المجرى الملاحي.
جاء الاصطدام بعد جنوح ناقلة الغاز المسال في مجرى قناة السويس، إذ دفعت الهيئة بـ5 قاطرات بحرية تمكّنت من قطر الناقلة المتعطلة “بي دبليو ليسميس” وناقلة النفط “بوري” خارج المجرى الملاحي، وإعادة حركة الملاحة من الاتجاهين، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ونجحت قناة السويس في إعادة تعويم إحدى السفينتين اللتين اصطدمتا في المجرى الملاحي وتوجهتا إلى الرسو للتفتيش اليوم الأربعاء، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
تفاصيل الحادث
تشير بيانات تتبع السفن إلى أنه بحلول الساعة 02:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (05:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة) كانت ناقلة الغاز “بي دبليو ليسميس” تواجه الشمال، في حين تسحبها قاطرتان نحو الجنوب، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأظهرت البيانات أنه في الوقت نفسه كانت الناقلة “بوري” راسية على بُعد نحو 12 كيلومترًا من الطرف الجنوبي للقناة، وتتجه مقدمتها إلى الجنوب.
وأظهر مقطع بتقنية الفاصل الزمني لخريطة تتبع الناقلتين نشرته “مارين ترافيك”، انعطاف الناقلة “بوري” واصطدام جانبها بالناقلة “بي دبليو ليسميس” التي كانت متوقفة بالفعل بعرض القناة عند الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش قبل أن تتراجع “بوري” إلى الوراء وتعتدل.
جنوح ناقلة الغاز
قالت شركة بي إم، المشغلة للناقلة “بي دبليو ليسميس” التي ترفع علم سنغافورة، إن السفينة جنحت في أثناء عبورها جنوبًا عبر قناة السويس عند الساعة 09:35 مساءً (06:35 مساءً بتوقيت غرينتش) أمس الثلاثاء.
وأوضحت مجموعة بي إم غروب، أنه بعد الجنوح اصطدمت سفينة أخرى بالسفينة “بي دبليو ليسميس” بسرعة منخفضة، لكنها لم تؤثر في القدرات التشغيلية للسفينة.
وأضافت أن “الملاحظات الأولية للطاقم على متن السفينة أشارت إلى أن السفينة ما تزال سليمة من الناحية الهيكلية”.
وجرى إعادة تعويم ناقلة الغاز المسال بنجاح في الساعة 03:30 صباحًا بالتوقيت المحلي اليوم الأربعاء، وأكدت بي إم غروب، أن جميع أفراد الطاقم بخير، ولم ترد تقارير عن حدوث تلوث، إذ تخضع السفينة حاليًا للإرشاد وتتجه إلى مرسى السويس لإجراء المزيد من عمليات التفتيش.
عطل مفاجئ
من جانبه، أكد رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، أن قاطرات الإنقاذ البحري للهيئة نجحت في التعامل الفوري مع طوارئ الملاحة والأعطال الفنية التي تعرضت لها ناقلتان خلال عبورهما للقناة ضمن قافلة الشمال في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.
وأوضح رئيس الهيئة، أن احتكاكًا بسيطًا حدث بين ناقلة الغاز الطبيعي المسال “بي دبليو ليسميس” وناقلة النفط التي تليها “بوري” خلال التوقف المفاجئ لناقلة الغاز المسال بالمجرى الملاحي في الكيلو متر 144 ترقيم قناة، بعد تعرضها لعطل فني في التوجيه والماكينات أفقدها القدرة على التوجيه، بالتوازي مع شدة التيار الذي دفع ناقلة النفط نحو الاحتكاك بالناقلة المتعطلة.
وأكد الفريق ربيع -في بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة- أن قاطرات الهيئة نجحت في التعامل مع الموقف الملاحي الطارئ بسحب ناقلة النفط وربطها بالتوازي مع أعمال توصيل أسلاك 4 قاطرات أخرى بناقلة الغاز العاطلة وبدء قطرها من خلال قاطرة الإنقاذ “عزت عادل” بقوة شد 160 طنًا، والقاطرات “مصاحب 2″ و”سويس 1” و”سويس 2″، مشيرًا إلى نتهاء أعمال قطر ناقلة الغاز خارج المجرى الملاحي.
وأشار رئيس هيئة قناة السويس إلى أن المعاينة المبدئية أفادت بعدم وجود أي تلفيات بالغة تُذكر أو وقوع أي حوادث تلوث بمحيط الناقلتين، إلا أن طاقم ناقلة النفط أفاد بحدوث عطل مفاجئ في التوجيه بما يتطلب الاستعانة بقاطرات الهيئة لقطرها لحين إصلاح العطل، إذ تم الدفع بالقاطرتين مصر الجديدة و”مصاحب 3″ لقطرها.
ويبلغ طول ناقلة الغاز المسال “بي إم ليسميس” التي ترفع علم سنغافورة 295 مترًا، وعرضها 46 مترًا وحمولتها 121 ألف طن، في حين يصل طول ناقلة النفط بوري نحو 250 مترًا، وعرضها 44 مترًا، وحمولتها 67 ألف طن.
ووجه الفريق أسامة ربيع رسالة طمأنة بشأن عودة انتظام حركة الملاحة بالقناة من الاتجاهين خلال ساعات، إذ من المقرر أن تستأنف سفن قافلة الشمال عبورها فور الانتهاء من قطر ناقلة النفط إلى خارج المجرى الملاحي.
وشدد الفريق ربيع على جاهزية هيئة قناة السويس للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة من خلال منظومة متكاملة تزخر بكفاءات ملاحية وخبرات متراكمة في أعمال الإنقاذ البحري ووحدات بحرية متخصصة في أعمال الإنقاذ البحري والتأمين الملاحي ومكافحة التلوث.
وتُعد قناة السويس واحدة من أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم وأقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، ويمر ما يقرب من 12% من التجارة العالمية عبرها. وخلال رياح عاتية في عام 2021 جنحت سفينة الحاويات الضخمة “إيفر غيفن” بالقناة، ما أدى إلى توقف حركة الملاحة في الاتجاهين لـ6 أيام وتعطيل التجارة العالمية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply