جمّدت الهند أسعار الوقود، بما في ذلك البنزين والديزل في البلاد، منذ مايو/أيار 2022، بهدف كبح التضخم واستعدادًا للانتخابات المقبلة في عدد قليل من الولايات والانتخابات العامة في أوائل عام 2024.
يأتي ذلك وفق تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، على الرغم من الارتفاع الحادّ في أسعار النفط الخام العالمية.
ويرى المحللون أن هذه الإجراءات قد تضع الاعتبارات الانتخابية والسياسية فوق الضرورات الاقتصادية.
وأكد الشريك في شركة المحاماة الرائدة إندوسلوو، آرون كومار، أن شركات تسويق النفط الهندية ما تزال قادرة على الحفاظ على هذه الزيادة، بالنظر إلى أنها لم تخفض أسعار الوقود بالتجزئة حتى عندما انخفضت أسعار النفط العالمية في وقت سابق، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز المحلية (economictimes).
أسعار الوقود في الهند
قال آرون كومار: “إذا استمرت أسعار النفط الخام مرتفعة خلال الربعين المقبلين، فقد يكون هناك ارتفاع بأسعار الوقود في الهند في المستقبل القريب، بعد الانتخابات”.
وقال نائب الرئيس الأول الرئيس المشارك لمجموعة تصنيفات الشركات لدى شركة معلومات الاستثمار والتصنيف الائتماني آي سي آر إيه الهندية المستقلة، براشانت فاشيشت: “جُمِّدَت أسعار الوقود بالتجزئة للسيارات منذ مايو/أيار 2022 في محاولة للحماية من التأثير التضخمي لارتفاع أسعار النفط الخام”.
ارتفعت أسعار النفط الخام العالمية من نحو 75 دولارًا للبرميل إلى أكثر من 94 دولارًا للبرميل منذ بداية يوليو/تموز، ويرجّح المحللون أن تتجاوز أسعار النفط الخام مستوى 100 دولار للبرميل في الشهرين المقبلين.
ومن المتوقع أن تصل أسعار النفط الخام إلى 93.69 دولارًا للبرميل بحلول نهاية الربع الحالي، وترتفع إلى 101.81 دولارًا في غضون 12 شهرًا، وفقًا لتوقعات النماذج الكلية العالمية ومحللي السوق لدى شركة تريدينغ إيكونوميكس، المعنية بالمؤشرات الاقتصادية وأسعار الصرف ومؤشرات سوق الأوراق المالية.
التداعيات الاقتصادية على الشركات
تعكس سوق الأوراق المالية حاليًا التحديات التي تواجهها شركات تسويق النفط في الهند.
وأشار نائب الرئيس الأول الرئيس المشارك لمجموعة تصنيفات الشركات لدى شركة معلومات الاستثمار والتصنيف الائتماني آي سي آر إيه الهندية المستقلة، براشانت فاشيشت إلى أن “الشركات تتكبد خسائر تسويقية في بيع الديزل بالتجزئة”.
في الوقت نفسه، تخاطر الهند -وهي مستورد رئيس للنفط الخام- بتوسيع عجز حسابها الجاري.
وأضاف فاسيشت أن “الزيادة في أسعار النفط الخام ستؤثر سلبًا في عجز الحساب الجاري، لأنها تزيد فاتورة واردات البلاد”.
وأوضح الشريك في شركة المحاماة الرائدة إندوسلوو، آرون كومار، كيف أن ارتفاع أسعار الوقود ينطوي على تفاعل تسلسلي في مستويات التضخم بالهند.
وأوضح أنه “بالنسبة للشخص العادي، فإن ارتفاع أسعار البنزين والديزل يؤثّر في أسعار الخضروات والحبوب الغذائية وما إلى ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن الهند تواجه، حاليًا، مستويات تضخم مرتفعة، وإذا ارتفعت أسعار النفط الخام، فسيكون ذلك تحديًا لكل من حكومة الاتحاد والأشخاص العاديين.
راحة قصيرة المدى للمستهلكين
يشير الخبراء إلى أنه في حين كون تجميد أسعار الوقود بالتجزئة يُعدّ بمثابة راحة قصيرة المدى للمستهلكين، فإنه يعرّض الصحة المالية لشركات النفط العالمية للخطر.
وما يزال يتعين على الهند اتّباع إستراتيجية حكومية لتحقيق التوازن بين آفاق الانتخابات والواقعية الاقتصادية، خصوصًا إذا استمرت أسعار النفط الخام في اتجاهها التصاعدي بعد انتهاء الانتخابات، بحسب صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية (economictimes).
على صعيد آخر، ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول للجلسة الرابعة على التوالي، إذ أثار ضعف إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة مزيدًا من المخاوف بشأن عجز العرض الناجم عن تخفيضات الإنتاج من جانب المملكة العربية السعودية وروسيا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 41 سنتًا أو 0.43% إلى 94.84 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 07:51 بتوقيت غرينتش، مساء يوم الجمعة 22 سبتمبر/أيلول، وفقًا للبيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبعد أن تجاوزت مكاسبها دولارًا واحدًا، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 92 سنتًا، أو 1.01%، إلى 92.40 دولارًا. وارتفعت الأسعار لمدة 3 أسابيع متتالية، وسجّل كلا الخامين القياسيين أعلى مستوياتهما في 10 أشهر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
Leave a Reply