أسهم النفط الليبي في واردات الخام التي استقبلتها مصفاة تاراغونا (Tarragona) المملوكة لرائدة الطاقة الإسبانية ريبسول (Repsol) خلال يناير/كانون الثاني 2024، في دلالة واضحة على بدء انتعاش حركة صادرات الخام من البلد العربي الواقع شمال أفريقيا.
وتعاني صناعة النفط في ليبيا انتكاسة منذ عام 2011، نتيجة الانقسام السياسي والتنازع بين أطراف الصراع؛ ما تسبّب في تكرار عمليات إغلاق حقول النفط والمواني وخطوط الأنابيب، إلى جانب البنية التحتية المتهالكة، وكلها تحديات تهدد قطاع النفط الليبي، وتحول دون خروجه من عنق الزجاجة.
إلى جانب ذلك تعاني حقول النفط الليبية انقطاعًا متكررًا في التيار الكهربائي؛ ما يؤثر بدوره في الإنتاج واستخراج الخام من باطن الأرض، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
النفط في ليبيا
واصلت مصفاة تاراغونا البالغة سعتها 180 ألف برميل نفط يوميًا، أداءها القوي مع ارتفاع واردات الخام في يناير/كانون الثاني 2024، من بينها 40 ألف برميل يوميًا من النفط الليبي المقسم بين درجتي مليتة والبريقة، وفق ما أورده موقع أرغوس ميديا (argus media).
كما تلقّت المصفاة أكبر كمية من الخام الأميركي التي حصلت عليها في شهر، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي المجمل وصل 205 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام إلى مصفاة ريبسول، خلال يناير/كانون الثاني 2024، بزيادة من 170 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول (2023)، وفق تقديرات نشرها أرغوس ميديا.
وخلال العام المنصرم (2023)، لامست سعة مصفاة ريبسول 180 ألف برميل يوميًا، مقارنة بـ145 ألف برميل يوميًا في العام السابق له (2022)، عند خفض الإنتاجية في الربع الرابع جراء أعمال الصيانة التي خضعت لها المنشأة.
وقد أصبحت مصفاة تاراغونا الأكثر اتساقًا في منطقة البحر المتوسط، وهي قادرة على العمل بسعة اسمية لمدة مطولة، بخلاف السواد الأعظم من منافسيها الإقليميين.
خام غرب تكساس الوسيط
اشتملت واردات النفط، التي استقبلتها المصفاة المذكورة في يناير/كانون الثاني 2024، على مزيج خام غرب تكساس الوسيط سعة 100 ألف برميل يوميًا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبدأت تسليمات خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بشحنة واحدة في أكتوبر/تشرين الأول (2019)، غير أنها بدأت تصل إلى المصفاة بانتظام في يناير/كانون الثاني (2022).
وخلال عام 2023 قفز خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى المركز الأول في مصفاة تاراغونا، بواقع 45 ألف برميل يوميًا، ليطيح بنوعيات الخام الخفيف الأخرى، كما أن هناك قرابة 1.4 مليون برميل من خام غرب تكساس الوسيط في طريقها إلى تاراغونا على متن ناقلتين.
في المقابل اختفى مزيج نفط سي بي سي (CPC) الكازاخستاني من قائمة نوعيات الخام المستعملة في مصفاة تاراغونا.
كما تلقّت المصفاة نحو 35 ألف برميل يوميًا من الخام البرازيلي، و30 ألف برميل يوميًا من النفط الأنغولي المستخرَج من حقل كلوف (Clov)، وقرابة 5000 برميل يوميًا من خام المايا المكسيكي.
واستقبلت مصفاة تاراغونا ما يقرب من 30 ألف برميل يوميًا من الخام الثقيل لمصنع أسيسا (Asesa) لإنتاج البيتومين بسعة 1.2 مليون طن سنويًا، وهو مشروع مشترك بين شركة ريبسول ومصفاة سيبسا (Cepsa).
إلى جانب ذلك كانت هناك شحنة واحدة من خام بوسكان الفنزويلي التي تلامس سعتها 20 ألف برميل يوميًا، وبعض الخام غير المحدد الذي حُمِّلَ في مالطا.
قطاع النفط الليبي
يواجه قطاع النفط الليبي مجموعة كبيرة من المعضلات التي تقوّض مستهدف البلاد لمضاعفة مستويات إنتاج الخام خلال الأعوام الـ3 إلى الـ5 المقبلة، عبر ضخ استثمارات تُقدر بـ4 مليارات دولار سنويًا.
وتبرُز ليبيا ثاني أكبر الدول الأفريقية المنتجة للنفط في منظمة أوبك بوقع 1.164 مليون برميل يوميًا، خلال شهر سبتمبر/أيلول (2023)، بحسب أحدث البيانات المعلنة من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
ويسعى قطاع النفط الليبي، منذ نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، وتحديدًا في العقد الأول من القرن الحالي (21) إلى تعزيز الإنتاج لنحو مليوني برميل يوميًا.
ومنذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن، نادرًا ما كان يتجاوز إنتاج ليبيا من النفط مستوى 1.7 مليون برميل يوميًا، بل تبذل البلاد جهودًا منذ بداية حالة التشرذم السياسي في عام 2011، كي يظل الإنتاج أعلى من 1.2 مليون برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
Leave a Reply